نشرت صحيفة "
نيويورك تايمز" الأمريكية تقريرا لمراسلها في القدس ستيفن إيرلانغر حول الحرب
الإسرائيلية ضد غزة يقول فيها إن الحرب الدائرة بين اسرائيل وغزة هي بشكل جزئي حرب بين
الصواريخ والصواريخ المضادة - بين الأنواع المختلفة والمحسنة من الصواريخ التي تملكها
حماس وحلفاؤها كالجهاد الإسلامي ونظام الدفاع المضاد للصواريخ الإسرائيلي.
ويقول "إن كانت حماس والجهاد تفتخران بإنجازاتهما التقنية وتصنيع الصواريخ المحلية القادرة على ضرب تل أبيب وحتى أطراف القدس فإن الإسرائيليين يعتبرون نظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ نجاحا باهرا غير قواعد اللعبة على أرض المعركة حيث يساعد في حماية الجبهة الداخلية ولشراء الوقت للمفاوضات أو لعملية أرضية".
ويستدرك المراسل قائلا "ولكن بالتأكيد فإن الجزء الأكبر من الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية تكمن في القوة الجوية من مقاتلات وطائرات دون طيار و"التي تستهدف مسؤولي حماس ومكاتبها ومصانع الصواريخ ومنصات الإطلاق ومخازن الأسلحة بحسب الجيش الإسرائيلي".
ويضيف المراسل أنه مهما كانت دقة تلك الغارات إلا أنه لا بد من وقوع "أضرار جانبية" ويشير إلى تصريحات وزارة الصحة الفلسطينية بسقوط 40 ضحية منذ ليلة الإثنين.
ويقول إن هدف إسرائيل بحسب مسؤوليهم العسكريين هو تخفيض إمكانيات حماس وحلفائها من إطلاق الصواريخ وللتقليل من مخزون غزة من الصواريخ. وقد صرحت المصادر العسكرية الإسرائيلية بأن200 صاروخ أطلقت من غزة أصابت إسرائيل وإن القبة الحديدية تمكنت من اعتراض 53 صاروخا وبعض الصواريخ وقعت في أو بالقرب من تل أبيب والقدس والخضيرة حوالي 112 كيلومترا شمال غزة.
وهذا المدى يشير إلى مستوى جديد مقارنة مع تشرين ثاني/نوفمر 2012 ولكن الأهم من هذا كما يشير الإسرائيليون هو كمية الصواريخ الأكثر تطورا التي استطاعت المقاومة في غزة الحصول عليها أو تصنيعها قبل قيام الجيش في مصر بالإطاحة بالرئيس المنتخب محمد مرسي والذي يعتبر حليفا لحماس التي انبثقت من الإخوان.
وتمتلك حماس والجهاد مخزونا من الصواريخ تتراوح بين الصواريخ الصغيرة وغير الدقيقة نسبيا (122 ملم) من عائلة غراد والتي يترواح مدها ما بين 20 إلى 40 كم، إلى صواريخ (M-302) السورية التصنيع والتي يصل مداها إلى 160 كم مثل ذلك الذي ضرب الخضيرة. ولكن حماس حصلت أيضا على صواريخ فجر5 الإيرانية والذي تطلق عليه حماس (M-75) ويصل مداها إلى 75 كيلومترا. وهذه الصواريخ (333ملم) والتي يصل مداها إلى حوالي 75 كم تغطي وسط إسرائيل.
ويشير التقرير إلى أن إسرائيل اعترضت في آذار/ مارس سفينة في جنوب البحر الأحمر حوالي 1000 ميل من إسرائيل كانت تحمل شحنة من صواريخ (M-302) وقالت إسرائيل في وقتها إن الصواريخ كانت مرسلة لأعدائها في غزة واتهمت إيران بإرسال الشحنة التي أنكرت بدورها الاتهامات الإسرائيلية.
وبحسب إيتاي برن رئيس وحدة تحليل المعلومات العسكرية الإنتاج في الجيش الإسرائيلي قال في شهر حزيران/ يونيو إن خبرة تصنيع الصواريخ متوسطة المدى جاءت من إيران أيضا وقدر بأن حماس ضاعفت من مخزونها من الصواريخ منذا تشرين ثاني/ نوفمبر 2012، المرة الماضية التي اشتبكت فيها اسرائيل مع حماس وقد تم تطوير صواريخ مداها أطول.
ويضيف الجنرال برن فإن حماس تمتلك بضع مئات من الصواريخ متوسطة المدى (80 كم) والتي يمكن لها أن تصل ضواحي القدس ولديها بضعة آلاف الصواريخ قصيرة المدى (40 كم) كثير منها صناعة صينية وهذه يمكنها أن تصل حتى بئر السبع وأسدود وجنوب اسرائيل بالإضافة إلى آلاف الصواريخ التي تصل إلى (20 كم)والتي تستطيع الوصول إلى سديروت وعسقلان.
ونظام القبة الحديدية مصمم لاعتراض هذه الصواريخ قبل وصولها الهدف وليس صواريخ الكروز المتطورة والتي لا يعتقد بأن الفصائل في غزة تمتلكها. والنظام مصمم لإعتراض الصواريخ إن كانت ستقع في منطقة آهلة بحيث يطلق عليه صاروخين يقمن بإطلاق قطع معدنية متفجرة بالقرب من الصاروخ لتفجير رأس الصاروخ.
ويقول الجيش الإسرائيلي إن النظام اعترض 27% من مجموع الصواريخ التي أطلقت من منتصف ليل الإثنين وظهر الأربعاء.
ولعبت الولايات المتحدة دورا أساسيا في تمويل تطوير القبة الحديدية وتمتلك حق استخدام التكنولوجيا المطورة. وقالت اسرائيل ان النظام لديه معدل نجاح ما يقرب من 90 في المئة في اعتراض الصواريخ المستهدفة.
ولكن بعض المحللين الخارجيين يقولون إن هذه الادعاءات مبالغ فيها وذلك لأن بعض الصواريخ تحرف عن مسارها فقط لتقع في مكان آخر دون تدمير الرأس المتفجر للصاروخ. ولكن المسؤولين الإسرائيلين يرفضون الانتقادات ويقولون إنها صادرة عن منافسين ولكن مهما كانت نسبة النجاح فلا شك أن النظام وفر نوعا من الحماية لكثير من البلدات الإسرائيلية وهدأت من مخاوف المدنيين الإسرائيليين.
ومع هذا فقد حظر الجيش الإسرائيلي كل النشاطات الخارجية بما في ذلك النشاطات في القدس والعديد من الفعاليات الثقافية والاحتفالات.
وتمتلك إسرائيل 7 بطاريات من منظومة القبة الحديدية بتكلفة 55 مليون دولار لكل بطارية وكل صاروخ معترض يكلف 100 ألف دولار.