لا يفوت الفلسطينيون في المناطق التي تمكنهم من مشاهدة الصواريخ المنطلقة من
غزة فرصة مشاهدتها وهي تتساقط على مدن الاحتلال ومستوطناته، وسط أجواء من الفرح والتكبير والشعور بالنصر.
ولم تعد مشاهدة
صواريخ المقاومة وهي تسقط على رؤوس الاحتلال مقتصرًا على سكان مناطق بعينها، بعد أن امتدت رقعة الجغرافيا الصاروخية لتصل إلى مناطق في شمال فلسطين المحتلة عام 1948 أو ما يسمى منطقة المركز الممتدة بين "تل أبيب" وحيفا.
وتختلط مشاعر الحاج المقدسي محمد السيوري وهو يشاهد صواريخ المقاومة تتقاطر على المدينة المقدسة ويقول: "الحمد لله الذي أحياني لأرى هذا المشهد، لقد عشنا عقودا من الهزيمة والانكسار".
ويؤكد لوكالة "صفا" التي أعدت هذا التقرير، أن المعادلة اختلفت اليوم، ويقول إنه حين يشاهد المستوطنين في القدس يهرعون للملاجئ تصيبه نشوة النصر ويشعر بأن الفرج قريب.
ولا يختلف واقع أهالي المدينة المقدسة عن واقع السيوري، فهم سرعان ما يمسكون بهواتفهم النقالة من أجل تصوير مشاهد الصواريخ وهي تصيب أهدافها ومشاهد المستوطنين وهم يلتحفون الأرض لحظة سماعهم صفارات الإنذار وحتى سقوط الصاروخ.
مراقبة بطعم الفرح
وتروي "صفا" تكرار المشهد ذاته في مدينة الخليل التي أضحت منطقة المستشفى الأهلي فيها أشبه بمقهى اجتماعي يتقاطر إليه المواطنون في كل ليلة، من أجل مشاهدة الصواريخ وهي تنطلق من غزة وتنهمر على المستوطنات.
ويشير المواطن محمد أبو سنينة إلى أن المنطقة تعج بالمواطنين في كل ليلة، "ونحن نرى الصواريخ بوضوح من هنا وهي تضرب في القدس وعتصيون والنقب".
ويؤكد أبو سنينة أن هذا مشهد غير مألوف وهو يبعث الحماسة في نفوس الناس التي تفاجأت بقدرات المقاومة وهي تعلق آمالا كبيرة عليها.
وفي موقع آخر وفي قرية نعلين قرب رام الله تماما كما مناطق مختلفة من محافظة رام الله، يرقب الأهالي سقوط الصواريخ في كل ليلة.
نشوة الانتصار
ويقول المواطن محمد الخواجا: "نشاهد الصواريخ بسبب قربنا لتل أبيب واللد.. الكل فرح بما يحدث.. إنها نشوة الانتصار، وقد جاءت هذه الصواريخ لتغير واقع الناس في الضفة، والكل اليوم يثق بالمقاومة وقدراتها.. فنحن نرى ولا نسمع فقط".
ويوميا تخرج المسيرات العفوية الشبابية في مدن
الضفة الغربية تعبيرا عن الفرحة بسقوط الصواريخ واستنكارا للهجمة الإسرائيلية على غزة، ويتوجهون لنقاط التماس لخوض المواجهات.
ويقول الناشط الشبابي محمد الطويل إن "الصواريخ أحيت الأمل في نفوس الشباب، والكل يرقب الصواريخ ويتابع أخبارها دقيقة بدقيقة، شكرا للمقاومة".
ولا يختلف الحال لدى فلسطيني 48 الأكثر قربا من مدن الاحتلال التي تتعرض للقصف، فيروون مشاهد كثيرة عن رعب الاحتلال والهجرة الكبيرة التي تتم حاليا من الجنوب إلى الشمال، ويشيرون إلى أن دخول منطقة المركز على خط النار خلق حالة هستيرية لدى الإسرائيليين يشاهدونها كل يوم.
ويروي العمال الفلسطينيون العاملون في أراضي الـ48، روايات كثيرة عن مشاهد الصواريخ التي تتساقط على مدن الاحتلال.
ويؤكد العامل عصام جرادات أنه شاهد بأم عينه الصواريخ وهي تضرب بنايات في "تل أبيب"، واصفا الانفجارات التي تحدثها بأنها ضخمة، ومؤكدا وقوعها في أحياء سكنية دون أن تعترضها القبة الحديدية.