أصدرت ما يعرف بـ "الهيئة الشرعية القضائية الموحدة" في مدينة
درعا السورية، والمعروفة شعبياً بـ "
الكوبرا" حكماً نهائياً يقضي بإعدام تسعة أشخاص من عشيرة "المحاميد"، بتهمة التعاون مع النظام وارتكاب جرائم متعددة.
وتتكون الهيئة الشرعية القضائية الموحدة في درعا من العديد من الفصائل الإسلامية في المدينة، على رأسها تنظيم
جبهة النصرة، وأصدرت العديد من الأحكام السابقة بحق متهمين بالتعاون مع النظام أو ارتكاب جرائم وسرقات.
وبحسب بيان صادر عن الهيئة القضائية، فإن "قرار الإعدام الجماعي للمتهمين جاء بعد النظر في حيثيات القضية رقم /375/ بتاريخ 18/6/2014، وبعد أن تم الانتهاء من التحقيق في القضية المذكورة أعلاه تبين أن المدعى عليهم: معمر محمد المحاميد، عبد الكريم محمد المحاميد، عاصم محمد المحاميد، محمود مفلح المحاميد، فيصل مفلح المحاميد، محمد حسني المحاميد، قصي حسني المحاميد، عبد الله رزق المحاميد، جمال محمد المحاميد، قد شكلوا مجموعة لجان شعبية (
شبيحة) منذ أكثر من ثلاثة أشهر".
ووجهت المحكمة للمدعى عليهم التسعة تهماً تتعلق بتفخيخ طريق الرباط بين بلدة صيدا وأم المياذن بريف درعا الشرقي، حيث كان يعتبر هذا الطريق الوحيد الآمن الذي يصل بين صيدا وأم المياذن ونصيب، قبل تحرير المربع الأمني "غرز" وفتح الطريق الرئيسي.
كما أنهم اتهموا بمساعدة قوات النظام السوري في الدخول إلى بلدة أم المياذن، وزعزعة الأمن في المناطق المحررة بالقيام بزرع المفخخات بين المدنيين والاغتيالات، بالإضافة إلى محاولة اختطاف قادة من الكتائب الإسلامية والجيش الحر. في حين لفت بيان المحكمة إلى أنه ما زال يوجد العديد من الأشخاص المتهمين في ذات القضية ستتم ملاحقتهم وتقديمهم للمحكمة في أسرع وقت، بحسب البيان.
وختم البيان بالقول: "إن الهيئة الشرعية القضائية الموحدة في حوران (الكوبرا) قررت إيقاع أشد أنواع العقوبة بالمتهمين السابقين، واستيفاء القصاص منهم بالقتل نزولا عند حكم الله عز وجل، كما أنه ستتم مصادرة جميع الأموال من سلاح وآليات نقل استخدمتها المجموعة".
ويقول أحد الناشطين في المدينة، رفض الكشف عن اسمه، لـ "عربي 21": "هؤلاء خائنون وتم إعدامهم، ولكننا لا نستطيع أن نعطي شرعية لوجود جبهة النصرة ولا نستطيع إدانة تصرفهم هذا بسبب بعض الإشكاليات حول قضايا سابقة أثارت العديد من الجدل، مثل قضية اعتقال قائد المجلس العسكري الثوري أحمد النعمة وإعدام شيخ كحيل قائد كتيبة شهداء كحيل".
وتعد
عشيرة المحاميد من أكبر العشائر في مدينة درعا بعد عشيرة الزعبي، وتنتشر على رقعة واسعة من أرض درعا، حيث شارك العديد من أبنائها خلال مسيرة الثورة السورية منذ انطلاقها قبل ثلاثة أعوام بالحراك السلمي والمسلح، وكان لهم تأثير بارز على مجرى الأحداث في المدينة.