ذكر موقع ميدل إيست آي (عين الشرق الأوسط) في تقرير أمس الأحد أن موجة الاحتجاجات الأخيرة في الأراضي المحتلة تنذر بانتفاضة ثالثة.
فقد شهدت الأراضي
الفلسطينية المحتلة موجة احتجاجات ومواجهات عنيفة لليوم الخامس على التوالي في أعقاب مقتل الصبي الفلسطيني محمد أبو خضر، وهي الجريمة التي وصفتها شرطة الاحتلال
الإسرائيلي بالعمل ذو الدافع "القومي."
وقد امتدت التظاهرات من القدس الشرقية إلى المدن الإسرائيلية، وتم رصد مواجهات عنيفة في تمرة والناصرة مساء الأحد. واعتقلت قوات الاحتلال ثمانية شباب فلسطينيين خلال مظاهرات في الناصرة بعدما شهد يوم السبت اعتقال 22 فلسطينيا مشتبه في مشاركتهم في
اشتباكات مع الشرطة.
وقد شهد أمس الأحد مشاهد عنيفة بين المدنيين الفلسطينيين والإسرائيليين وقوات الأمن، حيث هاجم مدنيون ثلاثة عمال فلسطينيين في الخضيرة، وهي مدينة إسرائيلية بين تل أبيب وحيفا، بينما ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في وقت سابق من اليوم أن فلسطينيين ألقوا الحجارة على المصلين اليهود في جبل الهيكل، وهو نفس موقع المسجد الأقصى. وفي مساء السبت الماضي لقي اثنان من العمال الفلسطينيين مصرعهم بعد أن دهستهم شاحنة في حيفا أثناء قيامهم بإصلاح سيارتهم على جانب الطريق. وقد أفادت وكالة أنباء "معا" أن الشرطة فتحت تحقيق مع السائق. وذكرت صحيفة هآرتس أن الشرطة اضطرت لإغلاق اثنتين من الطرق السريعة في النقب بعدما قام 200 من البدو بإلقاء الحجارة والقنابل الحارقة على المركبات التي تدخل بلدة عومر.
وقد أثارت المواجهات الأخيرة مخاوف من اندلاع "
انتفاضة ثالثة" حيث أن هذه المشاهد لم تراها الأراضي المحتلة منذ الانتفاضة الثانية لمدة ثمان سنوات.
وقد بدأت قناة فلسطين اليوم بوصف الاحتجاجات الحالية بانتفاضة رمضان، وبدأ المتظاهرون في استخدام هتاف "انتفاضة! انتفاضة!"
ولكن بعض المحللين الذين حاورتهم صحيفة ميدل إيست آي يرون أن القيادة الفلسطينية سوف تفعل أي شيء بوسعها لمنع اندلاع موجات عنف واسعة.
وتوقع الصحفي شريف نشاشيبي في حوار مع الصحيفة ألا تقتصر الاحتجاجات على قوات الاحتلال وأن تستهدف قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية.
ولكن محللين إسرائيليين يرون أن التقسيم الحادث بالضفة الغربية وشبكة نقاط التفتيش المتواجدة بها والجدار العازل سوف يجعل من الصعب بالنسبة للفلسطينيين في الضفة الغربية أن يتجمهروا بأعداد كبيرة.
وقد تعرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لضغوط من جميع الأطراف لتهدئة الوضع. وفي اجتماع لمجلس الوزراء صباح الأحد قال إنه دعا "القادة في العالم العربي" وأعضاء حكومته إلى "التصرف بمسؤولية"، موضحا أن "التجربة أثبتت أن في لحظات مثل هذه يجب على القادة الاحتفاظ بهدوئهم."
ومع ذلك لم يستبعد نتنياهو المزيد من التصعيد العسكري.
وقد أرسل الرئيس الفلسطيني محمود عباس خطابا "عاجلا" للأمين العام للأمم المتحدة كوفي عنان داعيا إلى إنشاء لجنة لرصد والتحقيق في جرائم ارتكبت في حق الفلسطينيين، وذكر في الخطاب واقعتي محمد وطارق أبو خضير.