فجر قرار مجلس مدينة الدارالبيضاء، العاصمة الاقتصادية للمغرب، برئاسة
العمدة محمد ساجد، بالتخلي عن مشروع إنشاء "ترامواي معلق"، وتعويضه بخط آخر أرضي، يمكن من تغطية جميع أحياء المدينة بشبكة الترامواي، جدلا بين أعضاء المجلس بين مؤيد ومعارض.
واتخذ مكتب مجلس مدينة الدار لابيضاء، المدينة الأكثر كثافة سكانية في
المغرب، والتي يبلغ تعداد سكانها حوالي 5 مليون نسمة، قرار يقضي بالتراجع عن إنشاء "ترامواي معلق" على امتداد 15 كيلومترا، كان سيربط بين شارعي "الزرقطوني" و"إدريس الحارثي" بمقاطعة "سباتة" داخل العاصمة الاقتصادية.
قرار إلغاء "خط الترامواي المعلق" الذي اتخذه مكتب المجلس المسير لمدينة الدارالبيضاء، بداية الأسبوع، تم بموجبه تعويض هذا الخط، بشبكة ترامواي أرضي مكونة من أربعة خطوط، يبلغ طولها جميعا حوالي 80 كيلومترا.
واعتبر مكتب مجلس مدينة الدارالبيضاء، أن القرار جاء بهدف عقلنة الإنفاق، وثانيا ربط مجموعة من الأحياء بالمدينة من خدمة الترامواي الأرضي، مثل "الحي الحسني" و"بنمسيك" و"سباتة" و"ليساسفة"، و"عين السبع"، و"البرنوصي"، و"مولاي رشيد"، و"سيدي عثمان"، وهي أحياء تتميز بكثافة سكانية عالية.
وسجل مكتب مجلس المدينة أن "الخطوط الأربعة، التي ستشيد في ظرف أربع سنوات، ستمتد على طول 80 كيلومترا بهدف تعويض لمشروع الميترو المعلق الذي تقرر التخلي عنه والذي سيمتد على طول 15 كيلومترا".
هذا القرار لم يكن ليمر دون أن يخلف ردود فعل من قبل المعارضة،حيث سارعت إلى مهاجمة هذا القرار، واصفة التخلي عن الترامواي المعلق بـ"كونها نموذج بسيط من القرارات العشوائية غير المحسوبة العواقب التي يتخذها المجلس المسير لمجلس المدينة".
واعتبر مصطفى الرايشي، العضو المعارض بمجلس مدينة
الدار البيضاء أن "القرار يعكس الاستهتار بمصالح المواطنين، والأموال العمومية التي يشرف المكتب المسير على تسييرها وتدبيرها"، وتابع "نحن لن نقبل هذه العشوائية في اتخاذ القرارات، ويجب على عمدة المدينة أن يبرر لنا هذا القرار، ومآل ملايين الدراهم التي صرفت على الدراسات التقنية الخاصة بالميترو المعلق".
تخلي مكتب مجلس مدينة الدار البيضاء عن حلم الترامواي المعلق، بعدما كلفت الدراسات المتعلقة بالخط الثاني المعلق لـ"الترامواي" 9 مليار درهم مغربي، مايعادل 1،09 مليون دولار أمريكي.
التكلفة الباهضة للدراسات التي أجريت على امتداد، اعتبرها الراشي في تصريح لـ"عربي 21"، بـ"الصدمة لقد كنا ننتظر أن يتم الإعلان عن طلب عروض للشروع في بناء خط الميترو المعلق الذي كان سيفك العزلة على العديد من المناطق المهمشة في الدار البيضاء، والآن يتم التخلي عن كل هذا لنبدأ من الصفر مرة أخرى".
التراجع المفاجئ عن الترامواي المعلق، جاء في وقت كان سكان العاصمة الاقتصادية للمملكة المغربية، ينتظرون إعلان إتمام الدراسات التي كانت مقررا الانتهاء منها في شهر أبريل الماضي، على أن تنطلق الأشغال في نهاية السنة الجارية.
الأمر اكثر إثارة هو أن قبل عام من الآن قام وفد مغربي يترأسه عمدة الدار البيضاء محمد ساجد، رفقة المدير العام لشركة البيضاء للنقل المكلفة بإنجاز
تراموي الدار البيضاء يومي 2 و3 أكتوبر 2012، بزيارة مدينة سانتياغو عاصمة دولة الشيلي في أمريكا الجنوبية، بهدف الاطلاع على تجربة الشيلي في بناء قناطر مترو العاصمة سانتياغو.
و قام الوفد المغربي بزيارات ميدانية للخطين 4 و5 لقناطر مترو سانتياغو ولمرافق أوراش الصيانة، كما اجرى الوفد المغربي مباحثات شملت على الخصوص تصميم وتشغيل المترو الذي أنشئ سنة 1970 وفق المعايير المضادة للزلازل.
وقلل أحد مسؤول مجلس مدينة الدار البيضاء من الأصوات المعارضة، معتبرا أن هذا القرار تم اتخاذه من طرف المكتب المسير لمجلس مدينة الدار البيضاء خلال اجتماعه الذي عقده اليوم الاثنين"، مضيفا أنه "سيتم عرض الأمر على أعضاء مجلس المدينة خلال الدورة المقبلة التي ستعقد يوم 24 يوليوز".
وكشف ذات المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن الخطوط الجديدة للترامواي الارضي ستكلف نحو 16 مليار درهم بالنسبة لثمانين كيلومتر، أي بمعدل 2 مليار درهم للكيلومتر، عوض 8.4 مليار درهم لـ 15 كيلومترا (56 مليار سنتيم لكل كيلومتر واحد) التي كان مشروع الميترو المعلق سيمتد على طولها قبل التخلي عنه.