سيطرت قوات
النظام السوري على مساحات واسعة من المدينة الصناعية في الشيخ نجار شرق مدينة
حلب، حيث باتت المدينة الصناعية فارغة من معظم الكتائب المقاتلة وسط انسحاب مفاجئ لمسلحي
المعارضة.
وقامت قوات النظام بشن أكثر من عشرين غارة جوية على المدينة الصناعية ما أدى لانفجارات ضخمة، وقالت مصادر عسكرية لـ "عربي 21" ان المعارضة المسلحة انسحبت نحو مدرسة المشاة وقرية فافين فيما بقي العديد من الكتائب المقاتلة مرابطا في عدة نقاط من المدينة الصناعية للحفاظ على ما بقي من المدينة الصناعية.
يقول الناشط الميداني ابو يزن الحلبي لـ "عربي 21": "ذهبنا صباحاً لاقتحام قرية المقبلة التي استعادها النظام منذ يومين وهي تقع قرب المدينة الصناعية وحتى ندخل إلى القرية علينا المرور بالمدينة الصناعية، فقال لنا احد الحواجز على تخوم المدينة الصناعية عودوا ادراجكم فإن قوات النظام سيطرت على المدينة الصناعية، وفي حال دخلوكم ستهدد حياتكم بالخطر... كيف ومتى ولماذا لا نعلم لكن خلال ساعات سيطرت قوات النظام على المدينة الصناعية".
وفي ذات السياق اعلنت وسائل اعلامية مؤيدة للنظام السوري عن انسحاب من اسمتها "العصابات الأرهابية" من المدينة الصناعية دون اللجوء الى مصطلح اقتحام وذلك كاعتراف من قبلها على أن ما حصل عبارة عن انسحاب مفاجئ وتقدم لقوات النظام داخل المدينة الصناعية.
واثنت وسائل اعلام النظام على قوات العقيد النمر وتقصد بهذا اللقب العقيد في جيش النظام سهيل الحسن ، بينما انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عبارات الاستياء من قبل ناشطي الثورة وسط استغراب الجميع مما حصل دون اي تصريح من قبل الكتائب العسكرية ولو حتى طلب النفير العام.
هذا وتعتبر المدينة الصناعية في الشيخ نجار من المناطق الاستراتيجية والهامة بالنسبة لحلب ودخول قوات النظام اليها يعني ان النظام اصبح على مشارف احيائها الشرقية ومنها مساكن هنانو، وبذلك ستصبح مدينة حلب مهددة بالحصار بشكل كامل .
ومع دخول قوات النظام الى المدينة الصناعية تكون قد استطاعت ان تسد فجوات عسكرية كبيرة خلف السجن المركزي وتمهد التحرك نحو الريف الشمالي ومدينة حلب بسهولة كبيرة لوجود طريق امداد من حماة الى المدينة الصناعية عبر طريق خناصر، وهذا ما سيسهل ارسال الأرتال لحسم المعركة عسكرياً لصالح النظام في حلب .
وفي المقابل تدور اشتباكات عنيفة بين المعارضة المسلحة وتنظيم
داعش على بعد كيلو مترات, وذلك في مناطق تلة جيجيان واخترين وشنت داعش بذات الوقت عملية عسكرية على بلدات الريف الشرقي الشمالي لمدينة حلب.
وأدت هذه التطورات لوضع غرفة عمليات اهل الشام والكتائب المقاتلة في حلب وسط ضغط كبير من محوري داعش والنظام على مدينة حلب وريفها.
وكانت قوات النظام استطاعت الالتفاف على حلب بعد ان سيطرت على طريق بري يبدأ في خناصر مروراً في السفيرة وتلال ضخمة حتى السجن المركزي في مدينة حلب .
يذكر ان تنظيم داعش انسحب من مدينة حلب منذ أكثر من ثلاثة اشهر ، لكن يوجد جبهات لداعش مع قوات النظام شرق المدينة الصناعية .
بينما تتواصل الاشتباكات بين الجيش الحر والنصرة من جهة وداعش من جهة اخرى في المناطق الشرقية الشمالية ما ادى الى اضاعة القوة العسكرية للطرفين من خلال الاشتباكات والخسائر المادية والبشرية بالتزامن مع تنفيذ النظام لجميع مخططاته بحلب التي باتت مهددة بالسقوط بيد النظام اكثر من اي وقت مضى خصوصا مع استمرار الصراع بين المعارضة المسلحة وتنظيم داعش.