سيطر تنظيم الدولة الإسلامية المعروف باسم "
داعش"على ريف
دير الزور الشرقي بشكل كامل، بحسب مصادر "موثوقة" نقل عنها
المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأضافت المصادر -بحسب المرصد- أن "داعش" بسط سيطرته على مدينة الميادين -أكبر مدن الريف الشرقي- عقب انسحاب جبهة
النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) منها، وبذلك تكون سيطرت ولأول مرة على المناطق الممتدة من مدينة البوكمال الاستراتيجية، والواقعة على الحدود السورية العراقية، إلى أطراف مدينة حلب الشمالية الشرقية، ومن الحدود السورية التركية شمالا باستثناء المدن الكردية وذات الغالبية الكردية، في شمال محافظة الحسكة وبعض القرى العربية في شمال وشرق المحافظة والمدينة.
وفرض التنظيم سيطرته على مدينة عين العرب "كوباني" الواقعة شمال شرق حلب، وصولاً إلى مناطق في البادية السورية، في ريفي حماه وحمص الشرقي، لتبلغ مساحة الأراضي التي يسيطر عليها"داعش" في
سوريا، أكثر من 5 أضعاف مساحة جمهورية لبنان، متصلة جغرافيا مع مناطق يسيطر عليها التنظيم في العراق.
فيما بقيت مدينة دير الزور وقرى في ريف دير الزور الغربي جنوب نهر الفرات أو ما يعرف بخط الشامية، خارج سيطرة "داعش" حتى اللحظة.
ومن جهتها، قالت تنسيقيات إعلامية معارضة، الخميس، إن تنظيم "داعش" سيطر على بلدات استراتيجية جديدة في ريف محافظة دير الزور شرقي سوريا، وذلك في سياق تحقيق الامتداد الجغرافي لمناطق نفوذ وسيطرة التنظيم في العراق وسوريا.
وفي بيان أصدرته، تنسيقية "شباب الثورة السورية بدير الزور، قالت كبرى التنسيقيات الإعلامية التابعة للمعارضة شرق سوريا، إن ممثلين عن فصائل وأهالي بلدة "الشحيل" المعقل الرئيس لجبهة النصرة وفصائل إسلامية أخرى شرقي البلاد، وبلدتين مجاورتين لها (النملية والحريجي)، أعلنوا في بيان مصور وقف القتال مع تنظيم "داعش" ومبايعتهم لزعيمه أبو بكر البغدادي "خليفة للمسلمين".
وأوضحت التنسيقية أن الممثلين أعلنوا في بيانهم الذي بث على موقع "يوتيوب" "براءتهم إلى الله وتوبتهم إليه من التنظيمات التي قاتلت الدولة الإسلامية وناصبتها العداء".
كما أنها أعلنت براءتها من المجالس العسكرية والثورية وهيئة أركان الجيش الحر والائتلاف السوري المعارض.
وفي النهاية أعلنت الفصائل قرارها بإعلان البيعة لـ"الدولة الإسلامية ولخليفة المسلمين أبو بكر البغدادي"، مؤكدين عدم مسؤوليتهم عمّن يخل أو يحاول الإخلال بهذا الاتفاق، وضرورة محاسبته.
والفصائل التي شاركت في إصدار البيان هي جيش الإسلام وجيش مؤتة الإسلامي ولواء الإخلاص وحركة طالبان الإسلامية، فيما غاب ممثل لجبهة النصرة.
في سياق متصل، قالت تنسيقية "شبكة الناطق الرسمي باسم ثورة الفرات"، وهي تنسيقية إعلامية بارزة في دير الزور، إن مقاتلي "داعش" دخلوا مدينة الميادين دون قتال بعد إخلاء جبهة النصرة وفصائل معارضة أخرى مقراتها من المدينة الاستراتيجية التي تتوسط الريف الشرقي لمحافظة دير الزور.
كما ذكرت التنسيقية على صفحتها الرسمية على "فيسبوك"، أن راية "الدولة الإسلامية" رفعت في بلدة "صبيخان" القريبة من الميادين، متوقعة أن تلحقها معظم بلدات الريف الشرقي للمحافظة الذي يمتد على مسافة 130 كلم.
من جهة أخرى، بث ناشطون على موقع "يوتيوب"، تسجيلا يظهر فيه عدد من الأشخاص يتقدمهم متحدث تلا بيانا أعلن فيه باسم عشائر بلدة العشارة بالريف الشرقي لدير الزور والقرى المجاورة لها ومنها (سويدان الجزيرة وسويدان شامية ودرنج)، وجميع الفصائل المتواجدة في هذه المناطق من الجيش الحر وأحرار الشام وجبهة النصرة، توبتها إلى الله وبراءتها من قتال "داعش".
وطلب المتحدث الذي لم يعرّف عن هويته من "داعش" ندب من أسماهم بـ"الشرعيين" للتبين في بعض الأمور، لم يحددها، مشيرا إلى أن كافة مقاتلي الفصائل التي ذكرها "ملتزمون بيوتهم، وبريئون من مقاتلة الدولة الإسلامية".
كما أنه أعلن أن الفصائل المذكورة "تتبرأ من المجالس العسكرية والأركان والائتلاف وتسعى لتحكيم شرع الله".
ويأتي سقوط البلدات المذكورة بيد الدولة الإسلامية، بعد يومين من إعلان فصائل المعارضة انسحابها من مدينة البوكمال الاستراتيجية التي تحد الريف الشرقي لمحافظة دير الزور مع العراق وسيطرة "داعش" عليها.
ويعد سقوط تلك المدن والبلدات مقدمة لسقوط معظم مساحة محافظة دير الزور الغنية بالنفط بيد "الدولة الإسلامية"، حيث يسيطر التنظيم منذ شهرين على الريف الغربي للمحافظة التي يصلها بمحافظة الرقة المعقل الرئيس للتنظيم في سوريا.
وبذلك يتحقق الامتداد الجغرافي لـ"دولة الخلافة" التي أعلنها التنظيم قبل أيام، والتي تمتد من مناطق يملك التنظيم فيها نفوذاً في شرق وشمال العراق، مع المناطق التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا بدءا من دير الزور الحدودية مع العراق مرورا بالرقة ومناطق بشمال محافظة حلب (شمال) بيد التنظيم.
وأعلن الناطق باسم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أو ما يعرف بـ"داعش"، أبو محمد العدناني، الأحد الماضي، عن تأسيس "دولة الخلافة"، في المناطق التي يتواجد فيها التنظيم في العراق وسوريا، وكذلك مبايعة زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي "خليفة للمسلمين" بعد مبايعته من قبل مجلس شورى التنظيم، وذلك بحسب تسجيل صوتي منسوب له، بثته مواقع جهادية.
ودعا العدناني باقي التنظيمات الإسلامية في شتى أنحاء العالم لبيعة "الدولة الإسلامية" بعد شطب اسم العراق والشام من اسمها.
وسيطرت قوات المعارضة قبل عامين على أحياء في مدينة دير الزور ومعظم مساحة ريفها، فيما لم يتبق تحت سيطرة النظام السوري سوى بعض الأحياء في المدينة ومطارها العسكري وبعض المقرات العسكرية الأخرى.