في تقرير للصحفيين أندريا ديسنزو وبلير كاننجهام، نشره موقع ميدل إيست آي أمس الاثنين، تحت عنوان "مسيرة طويلة نحو الحرية للاجئين الأفارقة في
إسرائيل" ألقى الصحفيان الضوء على معاناة اللاجئين الأفارقة في إسرائيل، وبدء إضرابهم عن الطعام للفت أنظار العالم إلى محنتهم.
ويقول اللاجئون الذين حاورتهم الصحيفة إنهم يتمنون الخروج من إسرائيل التي أصبحت بالنسبة لهم سجنا مفتوحا، حيث يعيش آلاف اللاجئين السودانيين والارتريين بشكل غير شرعي على "الأراضي الإسرائيلية"، وقد بدؤوا إضرابا عن الطعام منذ يومين بعد أن تم طردهم من قطعة أرض في صحراء النقب شمال الحدود مع مصر.
جاك آدم، البالغ من العمر ثلاثين عاما، هو واحد من هؤلاء اللاجئين الذين خرجوا بالقوة من معسكر اعتقالهم المسمى "هولوت" في نتسانا الجمعة الماضية، وتوجهوا إلى الحدود مطالبين بفتحها والسماح لهم بمغادرة إسرائيل.
وقال آدم إنه تم وقفهم بالقوة من قبل الجيش الإسرائيلي، إلا أنهم رفضوا العودة إلى معسكر الاحتجاز وأقاموا مخيما على بعد 300 متر من الحدود. وقالوا إن الموت أفضل من أن يعودوا إلى
السجن مرة أخرى.
وزارت ميدل إيست آي مكان الاحتجاز الواقع على بعد حوالي 300 كم إلى الشمال من القدس، وتحاورت مع مجموعة من المحتجزين الذين قالوا أنهم لن يفقدوا الأمل في الخروج من إسرائيل.
ولكن الشرطة قامت بالهجوم على المخيم الذي شيده اللاجئون وطردت الجميع بالقوة من المنطقة، ونقلتهم إلى مركز احتجاز آخر يدعى مركز ساهارونيم، وقد أصيب بعضهم بجروح في الوجه والأطراف. وقد أدت هذه الخطوة إلى إعلان اللاجئين إضرابهم عن الطعام احتجاجا على احتجازهم بالقوة.
والكثير من المحتجزين كانوا في إسرائيل منذ عام 2007، ولكنهم قضوا عاما واحدا في سجن هولوت منذ إنشائه العام الماضي.
في الماضي كانت السلطات الإسرائيلية تشيد بمعسكر هولوت بسبب سياسية الباب المفتوح التي يتبعها، حيث يستطيع النزلاء الخروج من الموقع في أي وقت في اليوم بشرط العودة ثلاث مرات يوميا، ويتم إغلاق الأبواب بين السادسة صباحا والعاشرة مساء.
وكان قد تم تشييده بعد صدور حكم في سبتمبر العام الماضي يحظر احتجاز
المهاجرين بدون محاكمة لمدة تزيد عن ثلاثة أعوام. وقضت المحكمة آنذاك أن المهاجرين وطالبي اللجوء السياسي المحتجزين في مركز ساهارونيم وسجن كتزيوت يجب أن يتم إطلاق سراحهم خلال 90 يوم. وبناء على ذلك أقرت الحكومة قانونا بخفض مدة الاعتقال لعام واحد، ولكنها فرضت مدة اعتقال غير محدودة للمحتجزين في المعتقلات "المفتوحة".
ولكن اللاجئين يرفضون تسميتها بالمراكز المفتوحة، ويعتبرونها سجنا لأن المحتجزين لا يملكون الحرية للخروج من هولوت بدون التسجيل ثلاث مرات يوميا. كما يعاني المحتجزون من غياب الخدمات الصحية وخدمات الغداء.
وآدم، مثل لاجئين آخرين، قد عانى من أجل الحصول على فرصة عمل عندما وصل إلى إسرائيل منذ ستة أعوام.
ويقول جميع اللاجئين الذين حاورتهم الصحيفة إنهم يريدون الخروج عبر الحدود والعبور إلى مصر بعد أن فقدوا الأمل في الحصول على حق اللجوء السياسي في إسرائيل.
ويقول أحد اللاجئين إن مصر أفضل من إسرائيل بالنسبة لهم، بسبب وجود منظمة الأمم المتحدة للاجئين التي تعمل بجد، على عكس نظيرتها في إسرائيل، التي فشلت في مساعدتهم. ويقول إنه يخشى من طريقة إسرائيل في
الترحيل حيث يمكن أن ترحله إلى أوغندا، التي بدورها يمكن أن ترحله إلى السودان مرة أخرى.
وقد عبر لاجئ آخر عن خيبة أمله من إسرائيل، قائلا إن مصر هي خيار أفضل بالنسبة له، حيث يرى أنها على الأقل بها قدر من الإنسانية.
ويقول لاجئ آخر يدعى عيسى إنه عندما جاء إلى إسرائيل كان يعتقد أنها دولة ديمقراطية وسوف تهتم به، ولكن الآن تغير رأيه بعد أن رأى كيفية تعامل المسؤولين الإسرائيليين مع اللاجئين، حيث يسميهم البعض بـ"السرطان" ويسميهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالـ"متسللين".
وبالرغم من الظروف الصعبة التي يعيشونها إلا أنهم لازال لديهم أمل في الخروج من إسرائيل، كما نقلت الصحيفة.