تأهل المنتخب الألماني الاثنين، إلى دور الثمانية من بطولة كأس العالم لكرة القدم المقامة حاليا بالبرازيل.
وتغلبت "الماكينات" الألمانية على
الجزائر بهدفين مقابل هدف، سجلهما أندريا شورله، ومسعود أوزيل في الدقيقتين 92 و120 بعد انتهاء الوقت الأصلي من المباراة بالتعادل السلبي، بينما أحرز هدف الجزائر، عبد المؤمن جابو في الدقيقة 121.
ونجحت الخبرة الألمانية في حسم المباراة، والإطاحة بالطموح الجزائري خارج المونديال.
وبذلك، سيلعب المنتخب الألماني مع نظيره الفرنسي في دور الثمانية للبطولة يوم الجمعة المقبل.
جاء الشوط الأول سريعا من جانب المنتخب الجزائري، الذي دخل مهاجما منذ أول دقيقة ليثبت للألمان أنه ليس منافسا سهلا كما كان يتصور البعض، واعتمد المدرب البوسني للجزائر وحيد حاليلوزيتش على تحركات الثلاثي سفيان فيغولي والعربي سوداني وإسلام سليماني، لإرباك الدفاع الألماني.
ولم تظهر الماكينات الألمانية في الدقائق الأولى من الشوط الأول بالمستوى المطلوب منها على الرغم من أن ألمانيا خاضت المباراة بكامل قوتها الهجومية.
ونجح لاعبو الجزائر في تضييق المساحات على لاعبي ألمانيا، الأمر الذي دفع الماكينات الألمانية إلى التصويب من خارج منطقة الجزاء، فجاءت أولى التصويبات في الدقيقة 14 عن طريق سباستيان شفانشتايجر الذي سدد كرة قوية تصدى لها الحارس رايس مبولحي.
وألغى حكم المباراة في الدقيقة 17 هدفا جزائريا عندما تلقى إسلام سليماني كرة عرضية انقض عليها برأسه وأسكنها الشباك الألمانية، إلا أن حكم المباراة كان له رأي آخر بإلغائه الهدف لسقوط سليماني في مصيدة التسلل.
وبعدها بدقيقة، أضاع فوزي غلام فرصة تقدم للجزائر عندما تهيأت له الكرة داخل منطقة الجزاء سددها قوية مرت إلى خارج المرمى.
وانتفضت ألمانيا منذ الدقيقة 24 معتمدين على التصويب من خارج منطقة الجزاء، فتألق الحارس الجزائري مبولحي، وتصدى للعديد من التسديدات الألمانية، وتلاعب لاعبو الجزائر بالماكينات، حيث مال أداؤهم للعب من لمسة واحدة للوصول إلى مرمى الحارس مانويل نوير.
وكادت أن تشهد الدقيقة 41 هدف التقدم لألمانيا عندما سدد توني كروس كرة قوية من مسافة بعيدة تصدى لها رايس مبولحي، لتتهيأ إلى ماريو غوتزة، إلا أن الحارس مبولحي نجح في الإمساك بالكرة.
ولم تشهد الدقائق المتبقية من الشوط الأول أي هجمات خطيرة على المرميين، ليطلق حكم المباراة صفارة نهاية الشوط بالتعادل السلبي.
وزادت المباراة إثارة وندية في شوطها الثاني عن سابقه، حيث تبادل الفريقان الهجمات في محاولة لتسجيل هدف، وإن كانت الخطورة الحقيقية من جانب ألمانيا، حيث شهدت الدقيقة 55 فرصة ضائعة لألمانيا عندما سدد فيليب لام كرة قوية تصدى لها الحارس الجزائري ببراعة.
وتوالت الفرص الضائعة من الجانبين، وجاءت الدقيقة 80 لتشهد فرصة ألمانية أخرى ضائعة عندما تلقى توماس مولر كرة عرضية انقض عليها برأسه تصدى لها الحارس الجزائري ببراعة.
ولم تشهد الدقائق المتبقية أي أهداف لينتهي الشوط الثاني بالتعادل السلبي، ويدخل الفريقان في شوطين إضافيين.
ومع بداية الشوط الإضافي الأول، دخل المنتخب الألماني مهاجما وتمكن لاعبوه من تسجيل هدف التقدم عن طريق أندريا شورله في الدقيقة 92 عندما تهيأت له الكرة داخل منطقة الجزاء، وضعها بـ "كعبه" في المرمى، بعدها توالت الفرص الضائعة من الجانبين لينتهي الشوط الإضافي الأول بتقدم الماكينات بهدف دون رد.
وفي الوقت الذي حاول فيه المنتخب الجزائري تسجيل التعادل في الشوط الإضافي الثاني، مال أداء ألمانيا للتأمين الدفاعي مع الاعتماد على الهجمات المرتدة السريعة، ونجح مسعود أوزيل في الدقيقة 120 في تسجيل الهدف الثاني للماكينات، وبعدها بدقيقة نجح عبد المؤمن جابو في تسجيل هدف حفظ ماء الوجه للجزائر، ليطلق بعدها حكم المباراة صفارة النهاية معلنا فوز ألمانيا.
ونجح المنتخب الألماني في الثأر من نظيره الجزائري بعد 32 عاما، عندما فاز المنتخب الجزائري على نظيره الألماني بهدفين مقابل هدف في مونديال 1982، حيث سجل رابح ماجر، والأخضر بلومي هدفي الجزائر، بينما سجل كارل هاينز رومينيغه هدف ألمانيا الوحيد.
وفاز الحارس الجزائري رايس مبولحي بجائزة أفضل لاعب في مباراة اليوم.
وودّع المدرب البوسني وحيد حاليلوزيتش المدير الفني للمنتخب الجزائري الجماهير واللاعبين، بعد انتهاء عقده مع الاتحاد المحلي للعبة.
وأصبح منتخب الجزائر رسميا أكثر منتخب عربي يخوض دقائق لعب في بطولة واحدة من بطولات كأس العالم، وذلك بعد أن تعادل سلبيا مع ألمانيا في الشوطين الأول والثاني.
وكان المنتخب المغربي والسعودي قد تأهلا إلى دور الـ 16 عامي 1986 و1994 على الترتيب، لكن الأول خسر في الوقت الأصلي من ألمانيا الغربية 1-0، وكذلك الحال بالنسبة للأخضر السعودي أمام السويد بهدف مقابل ثلاثة.
وضمن المنتخب الجزائري من خلال تعادله السلبي في الوقت الأصلي رفع عدد دقائق لعبه خلال مشاركاته في المونديال إلى 390 دقيقة.