يرى الخبير في الشأن
الإسرائيلي، وديع أبو نصار، أن إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تأييده استقلال الأكراد بدولة لهم "يحمل في طياته محاولة تعزيز
العلاقات الاقتصادية والأمنية القائمة فعلا مع الأكراد ولكنه في الوقت ذاته يتضمن تلميحا لخصومه في المنطقة، وتحديدا
تركيا وإيران، بأن إسرائيل قادرة على التشويش عليهم".
ولفت أبو نصار، وهو محاضر علوم سياسية سابق في الجامعة المفتوحة في إسرائيل إلى أن "العلاقة بين إسرائيل والأكراد قديمة جدا وهذا ليس سرا"، وقال إن "تصريح نتنياهو هو سياسي بالدرجة الأولى فهو يعلم أن إيران وتركيا غير معنيتين بدولة كردية قوية، لأنها في نهاية الأمر لن تكتفي بشمال
العراق وإنما ستطالب بأن تضم الدولة مناطق التواجد الكردي بما يشمل سوريا وإيران وتركيا".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي أبدى دعمه لمنح
كردستان العراق الاستقلال في إطار الجهود لإقامة محور إقليمي لمحاربة التنظيمات الإسلامية الجهادية، على حد قوله في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب مساء أمس.
ويرأس أبو نصار المركز الدولي للاستشارات وهي مؤسسة غير حكومية في حيفا.
وقال أبو نصار "هناك علاقة قديمة بين إسرائيل والأكراد ولكنها غير موثقة رسميا وهي تعود إلى الخمسينيات (من القرن الماضي) حينما حاولت إسرائيل أن تطور علاقات مع إيران وتركيا وكردستان (إقليم شمال العراق) في وقت كان الأكراد وما زالوا يبحثون عن دعم لإقامة دولة مستقلة بهم في شمال شرق سوريا وشمال العراق وشمال غرب إيران وجنوب شرق تركيا أو على الأقل في جزء من هذه المنطقة".
وأضاف "ولكن هذه العلاقة لم تنجح لأنه كانت لإسرائيل حساباتها، فهي غير معنية بالصدام مع تركيا لإرضاء الأكراد ولم تكن معنية بالصدام مع إيران وكان هناك نظام قوي في العراق برئاسة صدام حسين، كل هذه الأمور منعت إقامة تحالف قوي ولذلك يرى الأكراد أن إسرائيل خذلتهم أكثر من مرة".
وتابع أبو نصار" بعد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 يبدو أن الأمريكيين ساهموا ولو بشكل غير مباشر في إعادة توثيق العلاقة بين إسرائيل والأكراد وبخاصة المتواجدين في شمال العراق".
ولفت أبو نصار في هذا الصدد إلى أنه "منذ ذلك الحين بدأنا نسمع عن علاقات تجارية وأمنية وأيضا عن زيارات لإسرائيليين إلى كردستان العراق"، وقال "هناك بلا شك تطور في العلاقات الإسرائيلية الكردية ولكن الأكراد غير معنيون بالإعلان عنها لأسباب سياسية نظرا للتطورات في العراق".