اختتمت القمة الإفريقية الـ23، في ملابو، عاصمة
غينيا الاستوائية، مساء الجمعة، بحضور عدد من القادة الأفارقة، فيما أعلن رئيس الاتحاد الأفريقي، الرئيس الموريتاني، محمد ولد عبد العزيز، في مؤتمر صحفي، أن قوة التدخل السريع الأفريقية ستتولى مهامها مطلع 2015.
وخلال الجلسة الختامية، ألقى رئيس غينيا بيساو، خوسيه ماريو، كلمة، خصصت له بمناسبة انتخابه رئيسا لغينيا، وعودة بلاده إلى الاتحاد الأفريقي، بعد أن علقت أنشطتها في الاتحاد عام 2012 إثر "تغير غير دستوري للحكومة".
بعد أن ألقى ماريو كلمته التي شكر فيها القادة الأفارقة، ألقى رئيس الاتحاد الإفريقي، الرئيس الموريتاني ولد عبد العزيز، كلمة تناول فيها نتائج قمة ملابو.
وقال ولد عبد العزيز إن "القادة الأفارقة أجروا مناقشات بناءه أكدوا خلالها على أهمية الزراعة كدعامة من الدعامات الرئيسة لنمو الاقتصاد الأفريقي، واتفقوا على تخصيص 10% لميزانية القطاع الزراعي الذي سيساهم في ضمان الأمن الغذائي والقضاء على الفقر، وتحديث البنية التحتية".
وبحسب الرئيس الموريتاني، فإن القادة الأفارقة أكدوا على أن القارة تواجه تحديات أمنية كبيرة تتطلب الإسراع في تفعيل القوة الأفريقية الجاهزة، مثمنين الجهود التي بذلتها مفوضية الاتحاد الأفريقي ومجلس السلم والأمن الأفريقي في هذا الإطار.
ومضى قائلا إن "القادة اتفقوا على توحيد الجهود لمحاربة مرض نقص المناعة (الإيدز) الذي يحصد حياة أكثر من مليون شخص في أفريقيا سنويا، معظمهم من الأطفال والنساء"، مضيفا: "أمامنا تحد كبير لمواجهة هذا المرض الذي يشكل تهديدا حقيقيا بجانب
الإرهاب في عملية التنمية".
ولم يكتف ولد عبد العزيز بكلمته في الجلسة الختامية، وعقد بصحبة رئيسة مفوضية الاتحاد الأفريقي، دلاميني زوما، مؤتمرا صحفيا عقب الجلسة الختامية مباشرة أجاب فيه عن أسئلة الصحفيين.
وحول الأمن الغذائي والآليات التي اتخذتها القمة لمواجهة "الإرهاب"، اعترف
ولد عبدالعزيز، بأن أجندة الإرهاب فرضت نفسها على مناقشات القمة.
وأضاف أن "الجماعات الإرهابية مثل بوكوحرام في نيجيريا والشباب في الصومال والقاعدة في الساحل، تشكل خطرا على السلم والأمن في أفريقيا"، على حد قوله.
ولفت إلى إجماع القادة على مواجهة "الإرهاب" بكافة أشكاله، من خلال التنسيق بين الأجهزة الأمنية والمخابرات في دول الاتحاد الأفريقي، وأضاف أن ذلك التنسيق يساعد على عملية تجفيف منابع الدعم والقضاء على مصادر التمويل للجماعات الإرهابية التي تستفيد من عدم وجود تنسيق وتعاون بين دول الاتحاد الأفريقي.
وأعلن أن القوة الأفريقية الجاهزة للتدخل السريع ستتولى مهامها مطلع العام المقبل، دون أن يذكر مزيدا من التفاصيل.
أما دلاميني زوما، فقالت إن "القمة ناقشت قضايا التغير المناخي"، داعية إلى الاعتماد على المصادر البديلة والطاقات المتجددة.
ولم يصدر البيان الختامي للقمة بعد، إلا أن مصادر بلجنة الصياغة قالت في وقت سابق إنه يشدد على أهمية تعاون الدول الأفريقية لمواجهة "الإرهاب"، ويناشد دول القارة مقاطعة المنتجات
الإسرائيلية، وخاصة تلك القادمة من المستوطنات، حسب مصادر بلجنة الصياغة.
وتميّزت الدورة الحالية لقمة الاتحاد الأفريقي، المنعقدة حول موضوع "الزراعة والأمن الغذائي في أفريقيا"، والمقامة حاليا بعاصمة غينيا الاستوائية (انطلقت أعمالها التحضيرية في 20 حزيران/ يونيو وتختتم الجمعة) بعودة كل من مصر وغينيا بيساو إلى منظمة الاتحاد الأفريقي، وذلك بعد تعليق عضوية البلدين تباعا سنة 2012 و2013، بسبب ما اعتبرته المنظمة تغييرا "غير دستوري" تم في البلدين.