عامر أبو عيشة، ومروان
القواسمي شابان فلسطينيان تتهمهما أجهزة الأمن
الإسرائيلية باختطاف 3 مستوطنين في مدينة
الخليل ، في حين تتهم عائلاتهما إسرائيل باعتقالهما لنسج مسرحية تهدف لضرب
حماس والمصالحة الوطنية.
أبو عيشة والقواسمي اللذين يقطنان بحي الحجر بمدينة الخليل يعيشان حياتهما كبقية
الفلسطينيين، متزوجان، ويكدان لتأمين لقمة عيشهما، اختفت آثارهما منذ نحو 15 يومًا، تزامنًا مع اختفاء 3 مستوطنين، تقول السلطات الإسرائيلية إن مجموعة تابعة لكتائب القسام (الجناح العسكري لحركة حماس) اختطفتهم، في حين لم تؤكد أو تنف الأخيرة التهم.
عمر أبو عيشة، والد عامر: "ما يدور عبارة عن مسرحية إسرائيلية، تهدف إلى ضرب البنية التحتية لحركة حماس، وإفشال المصالحة".
ويضيف: "أنا على يقين أن عامر ومروان اعتقلا من قبل قوات خاصة إسرائيلية، وكل ما يجري من عمليات مسرحية تهدف لضرب حماس، ستنتهي بعد أيام، بقتل الشابين، والإعلان عن تحرير المستوطنين، لتكسب حكومة الاحتلال مكاسب سياسية داخلية أيضًا".
وبين أبو عيشة أن ولده يعمل في مهنة الحدادة، وقد أصيب إصابة في رأسه قبل نحو عام، أدخلته في غيبوبة وسببت له إعاقة، حيث لا يستطيع بذل جهد كبير، مشيرًا إلى أن نجله لا يمكن له أن يقوم بخطف ثلاثة مستوطنين، وتحمل كل هذا الجهد الكبير.
ويضيف: "عامر أخبر زوجته أنه سيذهب للعمل في بلدة العيزرية (جنوب شرقي القدس) لمدة يومين، ولم يعد منذ تلك اللحظة".
وعن نجله يقول: "عامر متزوج وأب لثلاثة أولاد، واعتقل مرة واحدة لمدة ستة أشهر إداريًا لم توجّه له أي تهم، هو شاب خلوق ملتزم، يعرف واجبه تجاه أهل حيه وعائلته".
وفي العام 2005 قتل زيد شقيق عامر خلال اشتباك مسلح مع الجيش الإسرائيلي، إثر تنفيذه عملية عسكرية، تبنتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
وكان والد عامر اعتقل في العام 1995، وحكم عليه بالسجن لمدة 22 شهرًا، وهدم الجيش الإسرائيلي منزله.
ويقول والده: "منذ بدء عمليات الجيش الإسرائيلي بالبحث عن المستوطنين الثلاثة، نعيش حالة إرباك متواصلة، اقتحام لمساكننا، واعتقال أبنائي وأبناء شقيقي، استجواب ميداني للنساء، وتفتيش المنزل عدة مرات".
ويمضي قائلا : "منذ بدء الحملة لم ننم الليل، في كل لحظة نتوقع مداهمة المنازل".
وبين أن نجله كان يحمل تصريحًا من السلطات الإسرائيلية و"كان يدخل إلى فلسطين المحتلة (داخل إسرائيل) بشكل مستمر".
وعن علاقة نجله بمروان القواسمي، يقول: "هم أبناء حي واحد، وأبناء جيل واحد، يتسامران، ويزوران بعضهما في المناسبات، كغيرهما من الناس، لم يكن بينهما علاقات تتعدى ذلك، حتى أنهما لم يكونا يخرجان معًا".
وفي بيت أبو عيشة سيدات وأطفال، كل منهم له قصة وحكايته مع الاقتحامات، وجميعهم يتهمون الجيش الإسرائيلي بتعليق فشله على شابين لا دخل لهما بما يجري.
أطفال عائلة أبو عيشة يلهون في المنزل لا يعلمون ما يجول حولهم سوى خشيتهم من اقتحام قوة عسكرية للمنزل، الذي بات محطة أنظار وسائل الإعلام.
في ذات الحي، تعيش عائلة مروان القواسمي ذات الحال، تقول والدة مروان، لمراسل الأناضول للأنباء: "لا نعرف عنه شيئا، الجيش من اعتقله، هم يريدون تحويل حياتنا إلى جحيم، ليس لشيء".
تضيف: "ولدي يعمل حلاقا في صالون خاص في الحي، علاقته مع كل من السكان جيدة، متزوج منذ عدة أشهر، وينتظر مولوده الأول".
ولم تقبل السيدة أو أي من أفراد أسرته التحدث بالمزيد لوسائل الإعلام.
وأمس، اتهم جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) ناشطين اثنين من حركة "حماس" في مدينة الخليل، جنوبي الضفة الغربية، بـ"اختطاف 3 مستوطنين إسرائيليين قبل أسبوعين".
وإثر ذلك، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي، عوفير جندلمان، في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" إن "الشاباك كشف النقاب عن هوية أفراد الخلية الحمساوية التي اختطفت الشبان الإسرائيليين وهما: مروان قواسمة (29 عاما)، وعامر أبو عيشة (33 عاما)".
من جانبه، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في تصريح تلقت وكالة الأناضول نصه من مكتبه: "قلنا إن أولئك الذين ارتكبوا هذه الجريمة كانوا إرهابيين ينتمون لحماس، واليوم نشر جهاز الأمن العام (الشاباك) أسماء اثنين من أفراد هذه الخلية التابعة لحماس".
وأضاف: "أتوقع من الرئيس عباس الذي أدلى بتصريحات مهمة في السعودية، أن يقف وراء هذه التصريحات ويفكك تحالفه مع حركة حماس الإرهابية التي تختطف الأطفال وتدعو إلى تدمير إسرائيل".
بدورها، قالت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية إن القواسمي اعتقل وهو بعمر 18 ، وحكم عليه بالسجن لمدة عشرة أشهر في سجون الاحتلال، حيث أمضى محكومتيه حتى أغسطس 2004، ثم تم اعتقاله بعد ذلك عدة مرات، قضاها في الاعتقالات الإدارية.
وحسب الصحيفة فإن القواسمي كان اعترف في عام 2010، أنه تم تجنيده للذراع العسكرية لحماس في الخليل منذ عام 2009.
كما اعترف بأنه خضع للتدريب على القتال في الكهوف في منطقة الخليل، والعمل على شراء المواد اللازمة لإنشاء المتفجرات، ومساعدة الحركة في تجنيد عناصر إضافية حماس، حيث تم اعتقاله بعد ذلك حتى مارس/آذار 2012.
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ واقعة اختفاء 3 مستوطنين، جنوبي الضفة الغربية، في 12 يونيو/ حزيران الجاري، حملة اعتقالات في صفوف الفلسطينيين في أنحاء متفرقة بالضفة الغربية، طالت حتى اليوم الخميس نحو 571 شخصاً غالبيتهم قيادات ونشطاء في حركة "حماس".
ولم تعلن أي جهة فلسطينية مسؤوليتها عن اختطاف المستوطنين، لكن نتنياهو حمّل "حماس" المسؤولية عن اختطافهم، وهو ما رفضته الحركة، دون أن تؤكد أو تنفي صحة ذلك الاتهام.