قالت صحيفة "فايننشال تايمز" إن الخطوط الجوية الأردنية فرضت قيودا جديدة على المسافرين ممن هم في سن العسكرية على خطوطها، حيث تحاول الحكومة تعزيز دفاعاتها ضد
تقدم الجهاديين الإسلاميين في الجارة العراق وسوريا.
وأرسلت الخطوط الجوية الأردنية هذا الأسبوع تعميما جديدا لوكالات السفر التي تصدر تذاكر والشركاء الآخرين في صناعة الطيران، جاء فيه أن الأردنيين الذين ولدوا بين عامي 1976 و1996 لن يسمح لهم بالسفر على طائراتها حتى يكون لديهم دفتر خدمة عسكرية ساري المفعول.
وقالت الخطوط الجوية إنها تطبق تعليمات من دائرة الجنسية والإقامة، وجاء في التعميم: "من فضلك، افحص توفر هذه الوثيقة فيما يتعلق بالفئة العمرية أعلاه، قبل إصدار التذكرة من أجل تجنب إرجاع المسافر وأمتعته من الرحلة في المرحلة الأخيرة".
وأضاف التعميم: "لن يسمح لأي شخص بالسفر حتى يظهر دفتر الخدمة العسكرية الساري المفعول". وقالت شركة سياحة تقوم باصدار تذاكر شركة
الملكية الأردنية في عمان إنهم تلقوا التعميم بالبريد الألكتروني يوم الخميس.
وجاءت الإجراءات الأردنية بعد قيام تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (
داعش) يوم الأحد بالسيطرة على بلدات حدودية لا تبعد سوى أميال من الحدود مع الأردن، وهو ما دعا الحكومة لنشر قوات أمن وتعزيز جنوده في المنطقة.
وقامت الحكومة الأردنية هذا الأسبوع بالمصادقة على
تجنيد 3 آلاف مرشح لقوات الدرك، بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة. ويعاني الأردن من آثار الحرب الأهلية السورية المندلعة منذ أكثر من ثلاثة أعوام، حيث استقبل ما يزيد عن مليون ونصف سوري منهم 650 ألفا سجلوا في مفوضية اللاجئين.
وبالنسبة للمولودين قبل عام ،1996 فإن الحصول على دفتر خدمة عسكرية يعني أنهم مسجلون في الجيش.
وكان الأردن قد ألغى الخدمة العسكرية الإجبارية عام 1999، ولكن هناك دعوات لإعادة العمل في القانون، خاصة أن البلد يواجه حربين على حدوده مع سوريا.
ونقلت الصحيفة عن محمد فرغل الباحث في معهد للدراسات في عمان، أن "كل شخص يريد عودة الخدمة الوطنية" مضيفا أن "هناك طلبا شعبيا".
وقلل المسؤولون في عمان من خطر داعش على حدودهم البالغ طولها 180 كيلومترا مع العراق، ولكن البعض عبر عن مخاوفه من نزعات التشدد لدى الشباب الأردني، ومنهم الذين سافروا للعراق وسوريا.
ففي أثناء الغزو الأمريكي على العراق قبل أكثر من عقد، كان الأردن مصدر تجنيد للجماعات التي قاتلت الأمريكيين، وأشهرهم أبو مصعب الزرقاوي، زعيم تنظيم القاعدة في العراق، وكان قتل بغارة أمريكية عام 2006.
ويقدر فرغل عدد الأردنيين الذين سافروا للقتال في صفوف جبهة النصرة بحوالي ألفي متطوع.
وشهدت مدينة معان في جنوب الأردن والتي برزت كمركز نشاط وتأييد للجماعات السلفية، مسيرات رُفعت فيها أعلام داعش.