حذر السفير السابق لإسرائيل في أمريكا، زلمان شوفال، الولايات المتحدة من التعاون مع ايران على إقرار الوضع في
العراق لأن ذلك سيقوي إيران ويبسط هيمنتها في المنطقة. مستخدما تعبير "هذا طاعون وذلك كوليرا"، في إشارته للصراع بين الكتلة السنية والشيعية في العراق وإيران، على حد وصفه.
وقال شوفال، في مقالته بـ "
إسرائيل اليوم"، الثلاثاء، إن
الصراع الدامي في العراق بين المعسكر الشيعي لرئيس الوزراء المالكي بدعم من ايران وبين فصيلة القاعدة الجهادية السنية المسماة "الدولة الإسلامية في العراق والشام". لا يمكن اختزاله بالقول أنّها "حرب أهلية تقليدية أخرى ولا حرب دينية بين الشيعة والسنة".
وشدد على أنّ الحديث هنا عن حرب لا هوادة فيها بين كتلتين إسلاميتين تتنافسان على الهيمنة على الشرق الأوسط كله.
وهاجم السياسات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط، واصفا إياها بالخاطئة، ودلل على ذلك بـ " النجاحات السريعة الميدانية للمجاهدين السنة في وجه قوات حكومة المالكي المنحلة ".
وأضاف "هذه الشهادة أيضا على أخطاء السياسة الأمريكية منذ كانت حرب الخليج الأولى لبوش الأب مرورا بحرب الخليج الثانية لبوش الابن وانتهاءً إلى عهد أوباما وسحب جنوده من العراق وردوده الخاطئة على "الربيع العربي" واستقرار رأيه على إنهاء محاربة الإرهاب".
وشدد على أنّ هذه السياسات "أسهمت بنمو وانتشار عناصر إرهابية إسلامية في كل أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا – مع العراق وسوريا".
وحذر شوفال من استمرار الأخطاء والزلات الأمريكية في المنطقة لأنها سيكون لها آثار خطيرة بعيدة المدى تتجاوز الشأن العراقي، على حد تعبيره.
ورفض السياسة التي تنتهجها أمريكا بأن "عود عدوك صديقك"، في سياق تبرير التعاون مع ايران لمحاربة الإسلاميين السنيين الذين يهددون باحتلال بغداد.
وقال لا شك في الحقيقة في أن "داعش" التي بنيت بفضل عدم وجود مساعدة أمريكية كافية للجهات العلمانية التي تكافح نظام الرئيس الأسد في سوريا – هي عدو
امريكا والغرب بعامة، اللدود والمتطرف.
وأضاف إنّ زعم أن هناك ضرورة تسوغ التعاون مع ايران أمرٌ أحمق وغير أخلاقي، على حد تعبيره.
وشدد على أنّه لا يوجد هنا أخيار ولا أشرار بل يوجد شريران سافران أحدهما ايران التي تسعى الى إحراز سلاح ذري وتهدد بإبادة شعب؛ ونظام هو المعبر الرئيس عن الإرهاب العالمي وتخالف مصالحه ودعاواه مصالح العالم الحر وآماله مخالفة شديدة.
وأكد شوفال أنّ العالم السني المعتدل أيضا مع كل تحفظه من المجاهدين في العراق لن يتحمس تحمسا خاصا للعلاقة الغرامية التي أخذت تنشأ بين الولايات المتحدة وايران الشيعية.
وعاد للتركيز على وصفه السابق بأنّ هذا الأمر بمثابة الاختيار بين الطاعون والكوليرا، واستدرك بتمنّيه أن يكون صانع القرار الأمريكي بعيد النظر بقدر كاف كي يلاحظ المعضلة التي يواجهها ملاحظة صحيحة، على حد وصفه.
وخلص السفير الإسرائيلي إلى أنّ المصلحة الأمريكية الحقيقية واضحة شفافة جدا لا يلاحظها إلا صاحب نظارتين قد غُطيت عدستاهما. مشيرا إلى أن سخونة علاقات إسرائيل بالولايات المتحدة، هي نتيجة مباشرة للعلاقة الأمريكية الإيرانية.
وهذه العلاقة ستمنح نظام آيات الله شرعية أخرى وتقويه في التفاوض في الاتفاق الذري وتفضي إلى نشر قوات عسكرية إيرانية بصورة دائمة في أرض العراق وتكون نتيجة ذلك تقريب "الجبهة الشرقية" من حدود إسرائيل والأردن، بحسب شوفال.
ويزيد على ذلك بالقول "توجد نتيجة مصاحبة أخرى هي حقنة تشجيع لحزب الله في سوريا ولبنان".
وختم بالقول "ليس من الموصى به على نحو عام أن تعبر الدبلوماسية والإعلام الإسرائيليان تعبيرا معلنا عن إجراءات الصديقة الأمريكية السياسية، لكن هذا التحفظ بخصوص ايران غير موجود".