أعلنت منظمة حظر
الأسلحة الكيماوية أن فريقها في
سورية استكمل نقل كامل المخزون الذي صرح عنه النظام السوري؛ إلى خارج سورية.
وقالت رئيسة المنظمة سيجريد كاغ، التي تترأس فريق الخبراء المشترك من
الأمم المتحدة ومنظمة
حظر الأسلحة الكيماوية: "اليوم تؤكد البعثة المشتركة إزالة مئة بالمئة من مواد الأسلحة الكيماوية المعلنة في سورية".
وتبلغ الدفعة الأخيرة مئة طن من المواد السامة المعلنة، وهي تماثل نحو ثمانية في المئة من اجمالي ما أبلغ النظام السوري منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بوجوده، والبالغ 1300 طن.
وقالت كاغ: "إنه يوم مهم. وهو علامة على طريق التخلص بشكل كامل من برنامج سورية للاسلحة الكيماوية"، مضيفة أنها تتوقع بدء العمل خلال ثلاثة أشهر في عملية تدمير 12 موقعا للإنتاج وأنفاقا مرتبطة بالبرنامج السوري للأسلحة النووية.
ووافق النظام السوري في أيلول/ سبتمبر الماضي على الانضمام لاتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية وتدمير مخزونه من هذه الأسلحة بالكامل بموجب اتفاق تم التفاوض بشأنه مع الولايات المتحدة وروسيا، بعد مقتل نحو 2000 من المدنيين في هجوم شنه النظام السوري بغاز السارين في ريف دمشق، وذلك لتفادي ضربة عسكرية أمريكية.
وقال المدير التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية احمد اوزومجو، خلال مؤتمر صحفي في لاهاي: "في اللحظة التي أتحدث فيها إليكم، غادرت السفينة (التي تنقل الاسلحة الكيماوية) لتوها مرفأ اللاذقية".
وأضاف أن "إخراج مخزونات المنتجات الكيماوية كان شرطا أساسيا للبرنامج الهادف الى تدمير الاسلحة الكيماوية السورية".
وغادرت الدفعة الأخيرة مرفأ اللاذقية على متن سفينة دنماركية يفترض ان تنقل المواد الأكثر خطورة الى سفينة أمريكية متخصصة بتدمير هذه المواد. وستدمر منتجات كيميائية أخرى في فنلندا والولايات المتحدة وبريطانيا.
والمواد السامة المتبقية كانت موجودة موقع واحد حيث تم تجهيزها منذ عدة أسابيع، لكن النظام السوري امتنع عن تسليمها بحجة الأسباب الأمنية، وهي الأسباب ذاتها التي تذرع بها النظام السوري بعد الإخلال بالموعد المحدد لتسليم أسلحته الكيماوية بحلول شباط/ فبراير الماضي.
وقال أوزومجو: "نأمل في الانتهاء قريبا من توضيح بعض جوانب الإعلان السوري والبدء بتدمير بعض المنشآت المستخدمة لإنتاج أسلحة كيماوية". وأضاف: "نغلق فصلا كبيرا اليوم، إلا ان عمل منظمة حظر الاسلحة الكيماوية في سورية سيستمر".
ورحبت كاغ في بيان؛ بانتهاء "المهمّة الأكثر رَفعاً للتحديات للناحية العملية في إطار الجهود المبذولة للقضاء على برنامج سورية للأسلحة الكيماوية".
وقالت: "بالإضافة إلى إتمام عمليّات الإزالة، دمرت الجمهورية العربية السورية جميع معدات الإنتاج والمزج والتعبئة والذخائر المعلن عنها، بالإضافة إلى العديد من المباني المرتبطة ببرنامجها للأسلحة الكيماوية المعلن عنه، باستثناء 12 مرفقا للإنتاج المرتبطة بقرار منتظر من المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية".
وتابعت أنه بذلك "يكون قد تم القضاء على كامل برنامج سورية للأسلحة الكيميائية المعلن عنه في إطار زمني لم يسبق له مثيل وفي ظل ظروف وتحديات فريدة من نوعها".
من جهته، نقل التلفزيون الرسمي السوري عن مصدر في وزارة الخارجية السورية تأكيده أنه تم اليوم الاثنين "نقل آخر شحنة من المواد الكيمياوية إلى خارج أراضي الجمهورية العربية السورية".
ونقل الاسلحة الكيماوية تم بتأخير عدة أشهر عن البرنامج المعد أساسا. والبدء بعملية تدمير الاسلحة الكيماوية على متن السفينة الامريكية "كيب راي" يمكن ان يبدأ فقط حين تصبح كل الاسلحة الكيماوية على متنها.
من جانب آخر، أفاد تقرير أولي اعده فريق من منظمة حظر الاسلحة الكيماوية قام بتحقيق في سورية ان قوات النظام السوري استخدمت حديثا أسلحة كيماوية مثل الكلور "بشكل منهجي" في مناطق عدة، منها ريف حماة وريف دمشق.
والكلور لم يكن ضمن قائمة المواد الكيماوية التي سلمها النظام السوري، حيث أن هذه المادة تستخدم بالأصل لأغراض صناعية ومدنية قبل أن يعمد النظام السوري إلى استخدامها كسلاح.