تواجه قوى
الإسلام السياسي في
اليمن تحديات كبيرة، في سياق محاولات ممنهجة للزج بها في صدامات مع جماعات تنتهج العنف، لإرباك تقدمهم في أي استحقاقات سياسية قادمة.
ويرى باحثون يمنيون أن "قوى الإسلام السياسي، تعيش على مفترق طرق، لإثبات فاعليتها ومرونتها على تجاوز تحديات المرحلة، أو العكس الذي سيضعهم أمام خيارات محدودة".
ويرى الأكاديمي اليمني والباحث المتخصص في شؤون الحركة الإسلامية أحمد الدغشي، أن "التأثير البليغ للإسلاميين والدور السياسي المتوقع، بعد الربيع العربي، جعل خصومهم يتجهون إلى تشويه مسارهم السياسي".
وأضاف لــ "عربي 21" أن "ترويج مصطلح الإسلام السياسي، هدفه سحب البساط من تحت أقدام الحركة الإسلامية، وكأنهم لايختلفون عن فكر الدولة الدينية (الثيوقراطية) الذي ظهر في أوروبا قبل عصور النهضة".
وأوضح بأن "مشكلة بعض القوى اليسارية والليبرالية، أنها تمارس انتهازية سياسية من خلال التحالف مع قوى دينية تمارس العنف، بغرض الانتقام من خصومهم الإسلاميين المعتدلين الفاعلين، والأكثر حضورا وتأثيرا في الساحة السياسية في البلاط".
من جهته قال الخبير في شؤون التيارات الإسلامية ناصر الطويل إن "محاولة تضخيم خطر قوى الإسلام السياسي في اليمن، برزت إبان ثورة الشباب التي اندلعت في 2011، بهدف تحويلها إلى فوبيا، لإخافة القوى الإقليمية والدولية".
وأضاف لـ"عربي 21" أن "الإسلاميين في اليمن، أسسوا لشراكة وطنية، من خلال تكتل
اللقاء المشترك، الذي يضم تيارات أخرى مناوئها لها إيديولوجيا، ما غيَر الصورة النمطية عن الإسلاميين، لتصبح نظرية ما يسمى بخطر الإسلام السياسي، بلا سند".
ووفقا لـ"الطويل " فإن "هناك صعوبات كثيرة في اليمن، تواجه الإسلاميين، خاصة بعد الانقلاب العسكري الذي حدث في مصر، وحالة الاصطفاف الإقليمي ضد قوى الإسلام السياسي"، مشيرا إلى أن "مستقبلهم خاضع لعدة سيناريوهات منها نجاح عملية الدفع بها نحو الاقتتال الطائفي مع الحوثيين الشيعة، وهو أخطرها، أو الكفاح من أجل البقاء في مؤسسات الدولة وفي بنية المجتمع، أو تجاوز تحديات المرحلة القائمة، وتحقيق مكاسب سياسية تعزز بقاءهم في المشهد السياسي اليمني".
إلى ذلك يعتقد رئيس الدائرة الإعلامية لحزب الرشاد السلفي بسام الشجاع بأن "الإسلام السياسي، حقق نجاحات إبان ثورة الحادي عشر من شباط/ فبراير 2011، وذلك بالإسهام في إسقاط سلطة الاستبداد في اليمن".
وأضاف لــ"عربي 21" أن "الإسلام السياسي يواجه موجة ضغوطات قوية، تجلت، في الفرضيات التي يطرحها العلمانيون والليبراليون، منها أن "الإسلام السياسي خطر يُهدد أطروحاتهم وقيمهم السياسية والفلسفية".
ولفت إلى أن "هناك، ضغط خارجي يمارس على قوى الإسلام السياسي في اليمن، لإقناعهم بالتخلي عن بعض السياسات، التي تعتبر بنظر الإسلاميين، قيما ثابتة".
في حين أكد الباحث في الفكر السياسي اليمني نشوان الشرعبي بأن "تيار الإسلام السياسي أثبت قدرته على التكيف مع مجمل التحديات والمؤامرات التي تحاك ضده، نظرا لنضوجه السياسي واحتواء المتغيرات".
وتوقع بأن "يتصدر الإسلام السياسي، أي استحقاق انتخابي قادم في البلاد، لكونه الأقوى والأبرز والأكثر تماسكاً في الساحة اليمنية، رغم حملات التشويه التي يُغذيها المال السياسي الوفير القادم من خلف الحدود".
وبحسب الشرعبي فإن "البيئة الخصبة لنشوء تيارات العنف باليمن، وبروز الأفكار الشاذة والمتطرفة، حالت دون تقدم الإسلام السياسي، التي تشكل مشاركتها فرصة لتحجيمها".
وتعد أحزاب
الإصلاح، والرشاد، والسلم والتنمية السلفيان، من أبرز قوى الإسلام السياسي الفاعلة في اليمن.