أكد الأمين العام لوزارة البيشمركة الفريق جبار ياور سيطرة قوات البيشمركة الكردستانية على محافظة
كركوك 240 كم شمال العاصمة بغداد بعد أن أخلى الجيش
العراقي مراكزه فيها.
وقال ياور لـ"عربي 21" إنه توجب على قوات البيشمركة سد الفراغ الذي تركته القوات العراقية في هذه المناطق التي تعتبر مناطق نزاع وذات أغلبية كردية مشددا على أن القوات في وضعية دفاعية.
ونفى ياور ما تردد حول حلم الأكراد بضم كركوك المختلف عليها، مشيرا إلى أنه لا مكان الآن للكلام العاطفي في ضل الأزمة الحالية.
وأكد على أن إقليم كردستان جزء لا يتجزأ من العراق وأن قوات الإقليم تعمل على مساندة الجيش العراقي في حماية البلاد.
وتعوذ جذور الخلاف حول كركوك إلى هوية سكان المحافظة وملف النفط حيث تتمتع كركوك بغزارة في إنتاج النفط وبجودة قياسية في نوعية النفط المستخرج.
محاولات تغيير الديموغرافيا
اختصاصي القانون الدولي والمفكر العراقي الدكتور عبدالحسين شعبان قال إن الخلاف حول كركوك يعود إلى عقود من الزمان حيث يعتبرها الأكراد ضمن إقليمهم فيما دأبت الحكومات العراقية على التأكيد على أنها عراقية يعيش فيها خليط من الأصول والمشارب التي تجعل منها "عراقا مصغرا".
وأشار شعبان في حديثه لـ"عربي 21" إلى أن الحكومات العراقية ومنذ عام 1970 قامت بسلسلة عمليات تهدف إلى تغير التركيبة السكانية في المحافظة بزيادة عدد العرب فيها.
وبحسب شعبان بقيت مشكلة كركوك قائمة حتى بعد الاحتلال الأمريكي في عام 2003 وامتدت إلى ما بعد رحيل القوات الأمريكية عن البلاد حيث يطالب الأكراد بضمها إلى إقليمهم تطبيقا للمادة (58) من قانون إدارة الدولة للمرحلة الانتقالية والمادة (140) من دستور جمهورية العراق التي تقضي برفع الظلم عن أبناء الشعب العراقي والذي لحقهم من خلال التغيير السكاني وتغيير القومية والتغيير الديموغرافي.
وعن المصلحة المشتركة بين القوات العراقية والبيشمركة في عدم سقوط المحافظة بأيدي المسلحين الذين سيطروا على
الموصل بسهولة، قال المفكر العراقي إنها مصلحة قصيرة المدى.
وأضاف أن البيشمركة بسطت سيطرتها على المحافظة في ظل ضعف القوات العراقية، وستحول صعوبات كبيرة دون انسحاب قوات البيشمركة من كركوك وعودة سيطرة الدولة العراقية عليها مطالبا الأمم المتحدة بالتدخل لحل نزاع كركوك.
يذكر أن الرئيس العراقي ومؤسس الاتحاد الوطني الكردستاني جلال الطالباني وصف كركوك بأنها قدس الأقداس بالنسبة لإقليم كردستان ومن مؤيدي ضم المحافظة إلى كردستان العراق، كما طالب رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني بمنح الأكراد حق تقرير المصير وتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي.
من جهته قال النائب في البرلمان العراقي عن كتلة الأحرار الدكتور ضياء الأسدي لـ"عربي 21" إن انتشار قوات البيشمركة في كركوك جاء لسد الثغرة التي أحدثها انسحاب القوات العراقية وأن قوات البشمركة محسوبة على وزارة الدفاع العراقية ويصرف عليها من ميزانية الوزارة.
ولفت إلى أن الحديث عن انضمام كركوك لإقليم كردستان العراق يجب أن يسبقه اتفاق شعبي سياسي خاضع للشروط الدستورية.
وأكد على أن الوقت الحالي غير مناسب للحصول على مكاسب سياسية في ظل الأزمة الحالية وإن أي تحرك لحكومة كردستان العراق بهذا الاتجاه سيفقدها الكثير من الدعم.