استنكرت جماعة
الإخوان المسلمين في
سوريا الأربعاء، إرسال رئيس الائتلاف السوري المعارض أحمد
الجربا رسالة
تهنئة لوزير الدفاع المصري السابق عبد الفتاح
السيسي، بعد توليه منصب الرئاسة في مصر.
وفي بيان صحفي نشرته على موقعها الرسمي على الإنترنت تحت عنوان "لأننا انتفضنا من أجل الحرية فإننا لا نقبل بتهنئة المستبدين"، استنكرت الجماعة ورفضت قيام الجربا بإرسال تهنئة للسيسي الذي وصفته بـ"المنقلب على الشرعية الدستورية في الشقيقة مصر".
واعتبرت الجماعة تهنئة الجربا للسيسي أمرا "يتنافى مع ما تمّ التوافق عليه بين مكونات الائتلاف الوطني، من إقرار للديمقراطية والتداول السلمي للسلطة؛ مّا يضر بسمعة الائتلاف ومستقبله".
وأشارت الجماعة إلى أن الثورة في سوريا قامت على مبادئ توافقت عليها المعارضة، وفي مقدمتها "محاربة الدكتاتورية والاستبداد، وكذلك السعي لنيل الحرية وتحقيق العدالة وحقوق الإنسان، وتم التوافق على أنّ صناديق الاقتراع وما تفرزه من نتائج تكون أساساً ينبغي القبول به والالتزام بنتائجه".
ويأتي بيان الجماعة بعد يوم واحد من إعلان المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، علي صدر الدين البيانوني تقديم استقالته من عضوية الائتلاف السوري المعارض.
وفي رسالة وجهها للهيئة العامة للائتلاف، برّر البيانوني قرار استقالته بأن الائتلاف "لم يعد يعبّر عن آمال الشعب السوري وتطلّعاته في تحقيق أهداف ثورته المجيدة"، وبسبب تفاجؤه، بتوجيه الائتلاف ممثّلاً برئيسه، رسالة تهنئة لما أسماها "الثورة المضادّة" في مصر "الشقيقة"، يبارك لـ "الانقلابيّين (لم يسمهم) نجاحَهم في الانقضاض على ثورة الشعب المصريّ"، في إشارة إلى ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011، والتي وصفها بأنها كانت "إحدى الثورات الملهمة لثورة الشعب السوري المندلعة ضد حكم بشار الأسد آذار/ مارس 2011".
واعتبر البيانوني أن هذه التهنئة لا تختلف كثيراً - في نظره- عن تهنئة "المجرم" بشار الأسد بفوزه المزعوم في "انتخابات الدم المزيّفة" في سوريا، وتُخرج الائتلاف عن نهجه الثوري الوطني الذي اختطه له المؤسسون، على حد قوله.
وكان رئيس "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" أحمد الجربا، قد هنأ مساء الاثنين الماضي، السيسي بتوليه رئاسة مصر، الأحد الماضي.
وفي برقية، بعث بها إلى السيسي، أعرب الجربا عن أمله في تعزيز التعاون مع مصر في ظل قيادة السيسي، وأن تلعب مصر دور فاعلا في وصول الشعب السوري إلى تحقيق أهدافه في الحرية والعدالة والمساواة، على حد تعبيره.