اضطرت القناة
المغربية الثانية، إلى
الاعتذار على الهواء مباشرة، بعد غضبة ملكية أبلغت بها رسميا مديرية الأخبار بالقناة ذاتها، وذلك على خلفية مضامين ريبورتاج مصور عن تحركات
الملك محمد السادس خلال زيارته الأخيرة لتونس، بثته القناة الثانية خلال نشرتها الرئيسية بالعربية والفرنسية قبل يومين.
رسالة شديد اللهجة تلك التي تلقتها القناة الثانية المعروفة بين المغاربة بـ "دوزيم"، حيث بادر الديوان الملكي بتوجيه رسالة في الموضوع إلى مديرة الأخبار المثيرة للجدل سميرة سطايل، التي اضطرت للاعتذار خلال النشرة الرئيسية التي تم بثها الساعة العاشرة من ليلة الثلاثاء، بسبب نشرها صورا تتعلق بالحياة الخاصة للملك.
وقال مقدم النشرة المسائية للأخبار، إن "القناة الثانية توصلت بتنبيه من الديوان الملكي إلى أن
الصور التي تم نشرها استنادا إلى مواقع التواصل الاجتماعي هي صور مرتبطة بالحياة الخاصة للملك، وبالتالي كان على القناة الثانية ألا تستعملها على اعتبار أنها قناة عمومية".
وأضاف مقدم الأخبار الذي بدا في وضع حرج لا يحسد عليه، أن وزارة التشريفات والأوسمة أبلغتهم بضرورة تجنب استخدام مثل تلك الصور، وأن هذا الحادث يدعوهم في القناة إلى جدية أكبر.
وكانت القناة الثانية قد بثت في نشراتها ليومي 10 و11 حزيران/ يونيو ريبورتاجا بعنوان: "تونس دلالات الزيارة الملكية" وتضم معطيات عن أهم ما جاء في هذه الزيارة، بالإضافة إلى شريط فيديو للملك يلتقط صورا مع مجموعة من التونسيين، وهو ما أغضب العاهل المغربي محمد السادس.
شكوى الملك محمد السادس من القناة الثانية جاء بعد شكاوى متعددة لرئيس الحكومة عبد الإله بن كيران الذي قال في العديد من المناسبات، إن هذه القناة تحاول باستمرار النيل منه والتشويش على تجربته الحكومية، إلى درجة قرر معها ابن كيران مقاطعة هذه القناة لأسابيع عدة.
وقامت الحكومة ولأكثر من مرة بإصدار بيانات توضيحية تجاه القناة الثانية كلما بثت هذه الأخيرة برنامجا أو أذاعت أخبارا رأت فيها الحكومة غيابا للحياد والدقة في نقل الخبر، كما حدث قبل أيام بخصوص موضوع المكتب الوطني للماء والكهرباء.
وهي ذات القناة التي ما فتئت تواجه باحتجاج شعبي واسع بلغ حد تنظيم وقفات أمام مقرها والتوقيع على عرائض استنكارية، تارة من طرف الطلبة وأخرى من طرف جمعيات من المجتمع المدني وأحيانا أخرى من طرف الهيئات الفاعلة في مجال قضايا الأمة، خاصة بعد بثها ودعمها لشريط وثائقي بعنوان "تنغير جيروزاليم" رأى فيه المحتجون تطبيعا من القناة مع الكيان الصهيوني.