جلست مجموعة من النساء يتحدثن في أمور العامة، فتارة يتحدثن عن موضوع الزوجة الثانية وكيف أنها تكون مهضوم حقها في بيت زوجها ذلك الرجل المقتدر!! وتارة أخرى يتحدثن عن
الزواج العرفي وكيف أن الشباب يُلتمس له العذر في ذلك في ظل
الظروف الاقتصادية الطاحنة!! كان هذا جزءًا من برنامج حواري على شاشة إحدى قنوات التلفاز المشهورة قبل عدة سنوات.
وسبحان الله إذ يكمن حل الموضوع الثانى فى أخيه الاول بتقليله لنسبة العنوسة فى زمن تزايدت فيه أعداد النساء على مثيلاتها للرجال ،لكن مايهم هؤلاء النساء الغريرات الساقطات هو أن يحللن ما حرمه الله ويحرمن ما حلله الله ليختلقن دينهم الجديد مشتغلين بالدعوة إليه فى أجواء عفنة فاسدة ،وللأسف الشديد وجدن من شبابنا من يعيرهن آذان صاغية ،فقد كنت أتحدث مع مجموعة من أصدقائى الاعزاء عن كيفية إختيار الزوجة فإذا بى أتفاجئ بهم رافضين فكرة أن يتقدم من أراد التعفف إلى بيت من يرغب بالزواج منها متعللين بأنه زواج صالونات ،"لا إنه زواج أباجورات" _صارخاً ومقاطعاً صديقى الآخر_ لكن ومن وجهة نظرهم أننا لابد أن نصادق بنتاً تحبها أنت لتتأكد من حبها لك ولا غضاضة أن لم يحالفنا الحظ وتزوجت هى من غيره ،أما أن يتقدم الشاب إلى البنت _وهى معززة فى بيت أبيها_ ويتم رفضه فهذا من غير المقبول عندهم!!! .
أرى أن الموازين قد تغيرت كثيراً بل وقلبت رأساً على عقب وأرى أمامى نجاح الرويبضة فى دعوتهم لدينهم الجديد فلقد تغيرت ثقافة الغزو بإتجاه الغزو الثقافى فى ظل سحابة من المصطلحات الجديدة ،وفى إطار سيطرة المجتمع المادى على الحياة الانسانية يمكن أن نسمى العفن الشعورى حباً ،ودعنى أتسآئل عزيزى القارئ عن خطتهم العظيمة فى إقتناص الزوجة المثالية والتى تتلخص فى مصادقة فتاة ومصارحتها بالحب حتى إذا ما قالت له بالمثل وحدث بعد ذلك ما يعكر صفو العلاقة الخبيثة بينهما تركها مدعياً أنها لم تكن مناسبة وكان مجرد خطأ فى التقدير وبحث عن أخرى دون يأس ليكرر معها نفس القصة سالفة الذكر ،إذاً فأين الحب فى ذلك؟!!.
إن ما أقصده بلفظ
الاحتلال الجديد هو الاحتلال الفكرى ،ولماذا يدمرنا عدونا فى الحروب التقليدية ويكبد نفسه أموالاً طائلة وجنوداً قد تعب فى تدريبهم وتعليمهم ومعدات باهظة الثمن فى الوقت الذى فيه إحتلال العقول أيسر وأكثر دماراً،فمن الجميل جداً أن ترى عدوك يدمر نفسه بنفسه.