أعلنت اللجنة العليا للانتخابات في مصر فوز قائد الانقلاب وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي برئاسة البلاد، وذلك بعد حصوله على 96.91% من إجمالي عدد الأصوات الصحيحة في الانتخابات التي أجريت الأسبوع الماضي وشككت فيها المعارضة وكثير من الجهات الحقوقية والإعلامية.
وفي مؤتمر صحفي، مساء اليوم الثلاثاء، قال رئيس اللجنة أنور العاصي، إن السيسي حصل على 23 مليون و780 ألف و104 صوتا بنسبة 96.91% من إجمالي الأصوات الصحيحة، فيما حصل المرشح المنافس حمدين صباحي، على 757 ألف 511 صوتا بنسبة 3.9%.
وأضاف أن نسبة المشاركة وصلت إلى 47.45%، وهي مقاربة مع النسبة التي أظهرتها النتائج غير الرسمية، التي أٌعلنت عقب عملية التصويت أيام 25 و26 و27 مايو/أيار الماضي، وهي النسبة التي شككت بصحتها المعارضة والمرشح الخاسر حمدين صباحي.
وكانت لجنة الانتخابات قد مددت التصويت ليوم ثالث، في محاولة للحد من المقاطعة الشعبية الواسعة، بحسب تقدير مراقبين.
من جهته قال تحالف دعم الشرعية المؤيد لمرسي إن نسبة المشاركة لم تتجاوز نحو من 10 إلى 12% فقط من إجمالي الناخبين البالغين نحو 54 مليونا.
وفور إعلان النتيجة، توافد عدد من أنصار السيسي على ميدان التحرير بوسط العاصمة القاهرة، للاحتفال بفوزه بالرئاسة.
ورفع المشاركون في الاحتفالات صور السيسي بجانب الأعلام المصرية مرددين أغاني داعمة للسيسي والجيش.
وتأتي هذه الاحتفالات وسط تأمين مكثف من قوات الجيش والشرطة، اللتان أغلقا الميدان أمام حركة السيارات، وعززوا تواجدهم علي مداخل الميدان.
وفي شهر تموز/ يوليو الماضي انقلب الجيش، على الرئيس النتخب محمد مرسي بعد نحو عام قضاه في منصبه.
إلى ذلك دعا العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبدالعزيز آل سعود إلى مؤتمر للمانحين لتقديم مساعدات اقتصادية لمصر، عقب دقائق من إعلان فوز وزير الدفاع السابق عبد الفتاح
السيسي رسميا بالانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وقال العاهل السعودي في برقية تهنئة بعث بها إلى السيسي مساء اليوم الثلاثاء وبثتها وكالة الأنباء السعودية "إننا من مكاننا هذا، نقول لكل الأشقاء والأصدقاء في هذا العالم أن
مصر العروبة والإسلام أحوج ما تكون إلينا في يومها هذا من أمسها ، لتتمكن من الخروج من نفق المجهول إلى واقع يشد من أزرها ، وقوتها ، وصلابتها في كل المجالات، ولذلك فإني أدعوكم جميعاً إلى مؤتمر لأشقاء وأصدقاء مصر للمانحين ، لمساعدتها في تجاوز أزمتها الاقتصادية".
وقال العاهل السعودي: "ليعي كل منا أن من يتخاذل اليوم عن تلبية هذا الواجب وهو قادر مقتدر - بفضل من الله - فإنه لا مكان له غداً بيننا إذا ما ألمت به المحن وأحاطت به الأزمات".
وناشد الملك عبد الله بن عبد العزيز "كل الأشقاء والأصدقاء في الابتعاد والنأي بأنفسهم عن شؤون مصر الداخلية بأي شكل من الأشكال".
ووجه التهنئة للسيسي قائلا "في يوم تاريخي ، ومرحلة جديدة من مسيرة مصر الإسلام والعروبة، يسرنا أن نهنئكم بالثقة الكريمة لشعب أودعكم آماله، وطموحاته ، وأحلامه ، من أجل غد أفضل".
واعتبر العاهل السعودي أن "المساس بمصر ، يعد مساساً بالإسلام والعروبة، وهو في ذات الوقت مساس بالمملكة العربية السعودية ، وهو مبدأ لا نقبل المساومة عليه ، أو النقاش حوله تحت أي ظرف كان".
وقال إن "المرحلة القادمة محملة بعظم المسؤولية التي تستدعي بالضرورة من كل رجل وامرأة من أشقائنا شعب مصر ، أن يكونوا روحاً واحدة ، وأن يكونوا على قدر من المسؤولية والوعي واليقظة وأن يتحلوا بالصبر ، وأن يتحملوا في المرحلة القادمة كل الصعاب والعثرات، ليكونوا عوناً لرئيسهم بعد الله".
ووجه حديثه للسيسي قائلا " ليكن صدرك رحباً فسيحاً لتقبل الرأي الآخر مهما كان توجهه ، وفق حوار وطني مع كل فئة لم تلوث يدها بسفك دماء الأبرياء ، وترهيب الآمنين".
وتعد السعودية من أوائل الدول التي دعمت مصر بعد إطاحة الجيش بمشاركة قوى سياسية ودينية الرئيس السابق محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، في شهر يوليو/تموز الماضي، حيث قدمت لمصر مساعدات اقتصادية بلغت نحو 5 مليارات دولار أمريكي.