كنت في تغطية مهرجان لحركة
فتح بذكرى
النكبة 66، أقيم في شمال قطاع غزة تحت رعاية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، بعنوان "فلسطين فلسطينية الهوية".
من الطبيعي أن يتحدث المهرجان عن النكبة وإستراتيجية حركة فتح في السياسية المبنية على السلام والمفاوضات وليس من المستغرب أن يتكلم المتحدثون عن قناعتهم بالسلام "العادل"، مع إسرائيل وغيرها من الأمور.
وفي المهرجان كنت أتقبل أن يصفق الحضور على وقع الكلمات والعبارات الرنانة رغم أني كنت متأكدا أن أغلب الحضور لا يعي ما يقال.
لكن ما أثار اندهاشي، هو حديث عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومندوب عباس في المهرجان عبد الله الإفرنجي عن أن الربيع العربي كان نكبة عربية ولم يكن ثورات ولا من هذا القبيل.
بل والمستغرب أن يوجه الشكر لمصر لأنها "أنقذت الأمة العربية"، قلت في نفسي من يتكلم هو نفسه من كرر مطالبه لحركة حماس بعدم التدخل في الشأن
المصري "أقصد حركة فتح" لا من قريب ولا من بعيد وهي نفسها ذات الحركة التي خرج كوادرها في الإطار الطلابي "الشبيبة الفتحاوية"، في مسيرة بعد الانقلاب في رام الله يدعون لمنح
السيسي الجنسية الفلسطينية.
وهي نفسها الحركة التي كانت تتلقى دعماً بعد فوز حماس بالانتخابات عام 2006 من بعض الدول العربية والخليجية على وجه الخصوص لبناء قوة عسكرية كنت في وقتها معلومة الأهداف والمهام.
كل هذا الكلام من قبل حركة فتح وتأكيدها أن السيسي رجل عظيم أنقذ الأمة ومصر من الخطر الشديد طبعاً المتمثل في الاخوان سواء قالها قيادات الحركة بشكل صريح أم بالتلميح، لا يعد تدخلاً في وجهة نظر فتح.
ولا يعد تلميح لحركة حماس بأن ذات المصير ستلقاه وأن شريك الوطن "فتح" مستعد أن يعيد الكرة إذا استطاع أن يفعلها بالحركة الإسلامية.
ومثل هذه التصريحات تشكك في نية فتح تجاه المصالحة، وفي ما بعدها وتعزز تخوف قواعد حركة حماس من عودة الفلتان الأمني واستخدام السلاح ضد أعضائها.