استقبل العشرات من الموريتانيين، الأربعاء، بمطار نواكشوط الدولي
المخرج الموريتاني المثير للجدل عبد الرحمن سيساكو، والذي عاد إلى البلاد بعد مشاركته في مهرجان "
كان" السينمائي الذي يعد أكبر فعالية سينمائية عالمية، حيث شارك في فيلمه "تمبكتو" الذي لم يحصد أيا من الجوائز المهمة في المهرجان.
وأثار المخرج الموريتاني سيساغو جدلا واسعا في الأوساط الثقافية والفنية الموريتانية والإفريقية، بعدما اعتبر البعض أن فلمه أساء لإفريقيا ولمنطقة الساحل، ولمدنية تمكتو التاريخية.
وشن نشطاء موريتانيون حملة ضده على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرين أن تصريحاته التي هاجم فيها
الإخوان المسلمين في مصر والعالم تعد "تشويها لموريتانيا"، التي قالوا إن شعبها مجمع على رفض "مجازر الانقلابيين" في مصر.
ومن جهته، قال رئيس دار السينمائيين الموريتانين عبد الرحمن ولد أحمد سالم لـ"عربي21" إنه عاش خلال الأسبوعين الماضيين "لحظات جميلة"، اهتم فيها الإعلام الدولي بموريتانيا الثقافة والفن، "ليست
موريتانيا التي صورها الغرب لسنوات على أنها بلد هامشي ينعدم فيه الإبداع".
وبخصوص تصريحات سيساغو التي هاجم فيها الإخوان، قال رئيس دار السينمائيين الموريتانيين: "المخرج سيساغو حر في تصريحاته، ويجب أن نميز بين العمل الفني وبين التصريحات الشخصية للمخرج، وأنا حضرت هنا لاستقباله على اعتبار أنه رفع علم موريتانيا ومثل البلد أحسن تمثيل"، على حد قوله.
ورفع العشرات من الموريتانيين بينهم فنانين ومخرجين صورا مكبرة للمخرج سيساغو أمام بوابة مطار نواكشوط، ورددوا شعارات تشيد بفلمه وبتمثيله للعرب بأكبر تظاهرة سينمائية في العالم.
في المقابل، اعتبر الناشط سيدي ولد باب، أن فيلم المخرج سيساغو كان "متواضعا"، وغابت فيه مظاهر الإبداع، معتبرا أنه "تكرار سيء لأفلام عربية أخرى تحاول تشويه العالم الإسلامي خدمة لأجندة غربية سافرة".
وأضاف الناشط ولد باب لـ"عربي 21": "فلم تمبكتو للمخرج سيساغو كان أكثر من سيء، فلا مدينة تبمكتو بتاريخها وتراثها ومآذنها الشامخة ومكتباتها الزاخرة كانت حاضرة -بل غابت وحضر الإرهاب والسمك والطين- ولا الحركات الأزوادية المقاتلة من أجل الحرية والعيش المشترك تم إنصافها أو ميز بينها وبين أغراب أتوا لمحاربة الفرنسيين والماليين، بل حوّل المشهد إلى صورة دعائية للقوات الفرنسية الغازية، وكأنها كانت تخوض حربا شريفة ضد مجموعة من الأجانب يمنعون كرة القدم، ويطاردون الفتيات في الشوارع، ويرفضون العدل بين الناس".
وتابع: "أما الجانب الآخر والذي دفعنا إلى هذه الحملة ضد سيساغو هو التصريحات المبتورة، التي أدلى بها حول ضحايا الاستبدال في مصر، وانحاز فيها بشكل سافر إلى من استحلوا دم المدنيين المسالمين حقيقة لا مجازا، وقتلوا الأمل في الحرية والتعبير عن الرأي"، على حد قوله.
واتهم ولد باب المخرج الموريتاني بأنه: "ظلم الأزواديين حينما شوه قضيتهم العادلة وظلم المصريين، حينما تحامل على ثورتهم السلمية، وظلم الفرنسيين حينما انحاز لهم بشكل سطحي يفتقد القيمة الأدبية والصدق التاريخي، وكانت لجنة المهرجان حكيمة حينما رمته في سلة المهملات، عليه أن يعرف بأنه لا مشكلة لدينا مع الفن والفنانين والإبداع، لكن مشكلتنا مع من يزوّر الواقع ويظلم الضحية، ويتحامل على قضايانا خدمة لأجندة دولية".