حول العالم

"كعبة أبرهة".. مزار ومجمع لمياه الأمطار باليمن

موقع كعبة أبرهة باليمن - ا ف ب
موقع كعبة أبرهة باليمن - ا ف ب
في الحي الشرقي من مدينة صنعاء القديمة وبالقرب من السوق العثماني المعروف بـ"سوق الملح"، يقع المعلم التاريخي المعروف بـ "القليس"، وهو المبنى الذي بناه أبرهة الحبشي، وأطلق عليه اسم "الكعبة"، وتحول إلى مجمع لمياه الأمطار. 

و"القليس" هو المكان الذي بنى فيه أبرهة الحبشي ما أسماه بـ"الكعبة" التي أراد صرف العرب إليها بديلاً عن الكعبة المشرفة في مكة، خلال فترة الاحتلال الحبشي لليمن في القرن السادس الميلادي.

وبنظرة إلى موقع القليس، فإنه لم يتبق شيء من آثار "كعبة أبرهة" إلا "الغرقة" أي الغرفة التي يقول المؤرخون إنها مكان الكنيسة التي بناها أبرهة أو ما أطلق عليها "الكعبة"، أما "القليس" فقد أتت تسميتها من اللغة الحبشية من كلمة "قليص" بمعنى "المعبد"، حيث بنيت "القليس" في مكان معبد حميري (نسبة إلى دولة حمير القديمة) قديم ليس هناك تفاصيل عن تاريخه بعد أن حلت "كعبة أبرهة" محله.

وبحسب المؤرخ اليمني والباحث في التاريخ الإسلامي علي بن جار الله بن الذيب، فقد كان ارتفاع الكنيسة (كعبة أبرهة) 30 متراً وعرضها 20 متراً،  وبناها أبرهة في أحسن هيئة وأجمل عمارة.

وأضاف جار الله، أن "اليمنيين عندما رأوا أن أبرهة أراد بكعبته صرف العرب عن الحج للكعبة المشرفة قاموا بتلطيخ القليس بالقاذورات، الأمر الذي حدا بأبرهة الحبشي إلى غزو الكعبة بغرض هدمها".

وأشار إلى أن "أول عملية هدم تعرضت لها القليس كانت في بداية حكم الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، (حكم الدولة الإسلامية في القرن الثامن الميلادي)، ثم تعرضت للتدمير الكلي في عهد حكم أئمة الشيعة في القرن الثالث الهجري"، دون ذكر من قام بتلك المحاولات.

وتابع الباحث اليمني بأن "القليس أصبحت في الوقت الحالي مجمعا للسيول، حيث تتجمع الأمطار عبر مجارير أرضية ومن الشوارع القريبة إلى الحفرة التي أصبحت تسمى "غرقة القليس"، ثم يتم تصريف المياه عبر مجارير خاصة تحت الأرض إلى خارج مدينة صنعاء القديمة".

ورغم عدم وجود أثر واضح للكنيسة القديمة، والإهمال الكبير من قبل السلطات المحلية وتحول المكان إلى ما يشبه مكب القمامة لسكان مدينة صنعاء القديمة، إلا أن "غرقة القليس" لا تزال تحظى بعدد كبير من الزوار من خارج سكان صنعاء، وذلك للعلاقة التاريخية والدينية التي ارتبط بها المكان والكنيسة في تاريخ العرب والمسلمين.

وقامت الحكومة اليمنية في فترة السبعينيات بعملية ترميم جزئية للمكان، حيث أحاطت موقع الكنيسة بجدار من الأحجار وفوقه شبك حديدي يسمح للزوار بالرؤية من خلاله.
التعليقات (0)
الأكثر قراءة اليوم