في تصعيد جديد تجاه خصومه السياسيين، طالب عبد الإله بن كيران، أمين عام حزب العدالة والتنمية ورئيس الحكومة
المغربية، بحل حزب الأصالة والمعاصرة الذي أسسه قبل بضع سنوات فؤاد علي الهمة صديق ومستشار الملك محمد السادس، وذلك في كلمة له الأحد بالرباط في المؤتمر الوطني الثاني لأطباء العدالة والتنمية.
وفي ما يشبه النصح السياسي دعا بن كيران حزب الأصالة والمعاصرة إلى حل نفسه لكونه "مخلوقا مسرطنا وغير طبيعي، وينهج سياسة الابتزاز وتخويف بالملفات والسجون والتهديد"، مخاطبا هذا الحزب بالقول: "لقد انتهى زمانك منذ خروج حركة "20 فبراير" وحراك الربيع العربي. هذا ودأب
ابن كيران على اتهام هذا الحزب بأنه حزب التحكم والقمع، وأنه فرض من فوق وجاء للتحكم في الحياة السياسية، وبكونه من خطايا التاريخ الحديث للمغرب.
وانتقل بعد ذلك لحزب الاستقلال ليقول بالمؤتمر الطبي المنعقد تحت شعار "من أجل سياسة صحية عادلة"، إن "بعض الأحزاب أساس الدخول لها هو الاستفادة من المناصب والامتيازات، وعندما يكون أساس الاجتماع هو الاستفادة تكون النتيجة خراب العمران".
ولم يخف ابن كيران وضعية حزبه، وقال إنه يعيش ظرفية حرجة بفعل الهجومات المنسقة التي يتعرض لها من الإعلام وبعض الأحزاب والنقابات ورجال الأعمال وبعض الممثلين، مناشدا من أسماهم بشجعان الوطن المستعدين للمغامرة والتضحية الإقبال على العدالة والتنمية، التي قال إن البعض يعتبر وصولها لرئاسة الحكومة مجرد حادث سير ينبغي أن يعالج.
وأقر رئيس الحكومة المغربية، بأن الصحة بالمغرب تعيش وضعية جد صعبة، وبخاصة الصحة العمومية، وأن الصحة بالقطاع الخاص يهيمن عليها الربح فقط إلا ما رحم ربي. وانتقد ابن كيران العديد من الصور السلبية في قطاع الصحة من قبيل الرشوة والتسابق على الامتيازات وإعمال المواطنين البسطاء.
ودعا المتحدث خلال الكلمة ذاتها عشرات لأطباء الحاضرين إلى الاجتهاد والقيام بالواجب في الاستجابة لآهات المرضى والانضباط والحضور على الوقت، وبذلك يقول ابن كيران إننا سنكون "نحن من سيعلق الجرس". وتابع بأنه "إذا كان الناس في الدول الأخرى يدفعون ثمن الاستشفاء مرة واحدة، فنحن ندفعه مرات للدخول وللحصول على سرير، وحتى إن بعض الأطباء في هذا الزمن أصبحوا يطلبون المال"، مردفا بأن مهنة الطب من المهن التي ود لو أنه كان من أهلها، لأن الله يفتح لهم باب الجنة كل يوم.
إعلام التآمر والتشويش كما يسميه ابن كيران، نال حظه في كلمته حيث قال موجها كلامه لجهات ألمح عنها ولم يسمها: "يستعملون المتواطئين في الإعلام الذي تموله الدولة ويبتعد عن الحياد الذي هو دوره، خاضعا في ذلك لجهات معلومة"، وأشار بهذا الصدد إلى أن "هناك من ظن اليوم أننا غير قادرين عليه، ومنهم من اتصل، واتصلت بي في 2011 من الإعلام العمومي التابع للدولة للتباكي خوفا على مواقعها لكون الحراك الذي طلب رؤوسهم ما يزال معتملا فعلمت أن للتماسيح دموعا خاصة".
وأثناء حديثه عن الفساد والمفسدين قال القيادي الإسلامي "إن كل المجتمعات تفرز الطبيعة فيها جهات قوية ونافذة، وقد أخذت أكثر من حقها بكثير في المغرب.. وبقيت فئة لا يجد أصحابها حيلة ولا يهتدون سبيلا، وهذه هيئة الفئة التي ينبغي أن تنصف".
وأكد ابن كيران أن محاولات التشويش على حكومته فشلت وستفشل خاصة في إخراج المواطنين ضدها، بعد محاولات متكررة، ومنها إخراج الحمير والتي أصبحت سبة في حق من أخرجها. وذكر في هذا الصدد أن علاقته بالحمير علاقة صداقة منذ الصغر. وخاطب خصومه قائلا: "إذا أردتم هزم العدالة والتنمية افعلوا أحسن منه. أما
الديماغوجية والكذب والبهتان فلن ينفع".