في القاهرة 12 عصابة من
البلطجية يقوم أمراؤها بحماية مناطق سلطتهم ولا تستطيع الشرطة الوصول إليهم، ففي فيلم فيديو قصير تحدى مدحت أحد أمراء البلطجية الشرطة أن يلقوا القبض عليه، وفي اللقطات ظهر مدحت وهو يحمل أحزمة الرصاص وفي يديه كلاشينكوف وبندقية، يطلق النار في الهواء في تحد لرجال الشرطة أن يتقدموا ويلقوا القبض عليه "امسكوني إن كان لديكم سلاح أقوى"، ولم يتجرأ رجال الشرطة على التحدي.
ونقلت صحيفة "صاندي تايمز" عن البلطجي وعمره 29 عاما قوله "لا يستطيعون لمسي".
وتلاحق الشرطة مدحت وتتهمه بارتكاب تسع مخالفات أمنية منها حيازة أسلحة ثقيلة "الشرطة تكره أشخاصا مثلي لأنني فوق القانون، ويفضل الناس القدوم إلي لحل مشاكلهم بدلا من الذهاب للشرطة".
ويقول بيل ترو، كاتب التقرير إن الحصانة التي يتمتع بها مدحت وجماعات البلطجية تكشف عن التناقض الظاهري في المجتمع
المصري الذي سيذهب لصناديق الاقتراع غدا.
وفي الوقت الذي سيعزز عبد الفتاح
السيسي سلطته السياسية في الانتخابات فيبدو أنه فقد السيطرة على الشوارع.
ويشير التقرير إلى انتشار الجريمة التي تزايدت نسبتها بعد ثورة 2011 التي أطاحت بحسني مبارك ، وهو ما أدى لتعزيز سلطة البلطجية وتوسيع مدى تأثيرهم وزادت بعد الإطاحة بالرئيس مرسي.
وفي الوقت الذي انشغلت فيه الشرطة بملاحقة مؤيدي مرسي وأتباع الإخوان المسلمين، استغل البلطجية الوضع وزادوا من نشاطاتهم، وتركت الشرطة إدارة الشوارع للبطلجية مثل مدحت الذي قال "يمكنني حل أي مشكلة"، ويأخذ مدحت ألفي جنيه استرليني لإعادة سيارة مسروقة ، أو فدية للإفراج عن مختطف، ووضع تعرفة بقيمة 41 ألف جنيه استرليني على القتل إن كان "مبررا" كما يقول.
ويرفض مدحت وصف "بلطجي" ويؤمن بمبدأ " العين بالعين".
ويضيف إن عملاءه يجب أن يكونوا محقين ولا يرتبطون بجماعات سياسية.
ويزعم مدحت أنه رفض عروضا كثيرة لتوفير الحماية لتظاهرات الإخوان المسلمين "نحن نقوم بتحقيق العدالة الإلهية، 80% من مهنة البطلجة هي من أجل المال وتنتهي موتا مروعا و 20 % هم مثلي".
ويقول محامون يمثلون عائلات الضحايا ويشعرون بالإحباط من النظام القضائي الذي يدفعهم لأشخاص مثل مدحت.
ويقول أيمن كران المحامي في القاهرة "بطء الإجراءات القضائية وغياب السلطة التنفيذية لإصدار أحكام هي المسؤولة"، "فعندما أحصل على قرار لشخص فلا توجد هيئة لتنفيذه".
في الشهر الماضي قام مسلحون بمصادرة أرض مساحتها ثلاث إكرات، تعود لأحد عملاء كران، فقام باستئجار بلطجية أعطى كل واحد منهم 13400 جنيه استرليني لإخراج المسلحين. و"لو انتظرنا النظام القضائي لاحتاج الأمر من 3- 4 سنوات" لحل المشكلة، يقل كران.
ويقول التقرير إن البطلجية قد يواجهون منافسة شديدة، خاصة أن هناك تكهنات حول قيام السيسي بالإفراج عن بلطجية سجنهم الإخوان، ومن بينهم "أمير البلطجية" صبري
نخنوخ والذي جعلته ثروته ونشاطاته نجما قبل اعتقاله والحكم عليه بالسجن مدة 28 عاما.
وبحسب الساعد الأيمن لنخنوخ فقصر الأخير في الاسكندرية فيه أسود وثعابين وقردة وزرافة وتمساح. ويقول أحد مساعديه عنه "يحب الذهب والماس".
ويبدو أن مدحت غير قلق حول إمكانية الإفراج عن أمير البلطجية فعمله سيتواصل لأن البلاد "ترجع للوراء ولن يكون هناك أي استقرار بعد انتخاب السيسي، والناس ليسوا بالطبيعة لصوص لكنهم جياع".