تواصلت ردود الفعل حول وثيقة المبادئ التي أعلن عنها سياسيون معارضون للانقلاب في القاهرة وأطلقوا عليها اسم "
بيان القاهرة"، بهدف إعادة توحيد القوى الوطنية لاستعادة ثورة يناير واسترداد الإرادة الشعبية ومواجهة الدولة العسكرية.
وكان السفير إبراهيم يسري رئيس جبهة الضمير والدكتور سيف عبد الفتاح أستاذ العلوم السياسية والشاعر عبد الرحمن يوسف، أعلنوا خلال مؤتمر صحفي عقدوه السبت، عن تشكيل لجنة للحوار والتنسيق تعمل على التواصل بين القوى الوطنية والثورية والمجتمعية، يمثل فيها كافة التيارات والشخصيات المستقلة.
وتأتي هذه المبادرة بعد أقل من شهر من إصدار "إعلان بروكسل" الذي يسعى لتوحيد ثوار يناير، وأطلقه معارضون للانقلاب يقيمون خارج
مصر، من بينهم الدكتور محمد محسوب وحاتم عزام القياديين بحزب الوسط، والدكتور أيمن نور زعيم حزب الغد، ويحيى حامد وزير الاستثمار السابق، لكنه لم يلق الترحيب المنتظر.
تجديد روح الثورة
وأوضح سيف عبد الفتاح عبر صفحته على "فيسبوك"، أن التحالف الوطني لدعم الشرعية يقوم بدور كبير في الاحتجاج بما يشكل نواة صلبة لمواجهة الانقلاب، لكنه أكد أن الثورة تحتاج إلى التنوع والتنسيق بين العمل الميداني والسياسي.
ودعا "بيان القاهرة"، قوى ثورة يناير إلى الاصطفاف لاستعادة الثورة والمسار الديمقراطي، في مواجهة منظومة الثورة المضادة والاستبداد والقمع.
وقال إن "قوى الثورة والوطن تجمع على أن ما يجري في ربوع مصر، إنما هو استعادة بائسة وقبيحة لمنظومة نظام مبارك، بما قامت عليه من الاستبداد والفساد، وبأبشع صورة ممكنة من الدولة البوليسية القمعية، وبما يطال الجميع ولا يستثني إلا ما سار في ركاب المنظومة الانقلابية".
كما تضمن البيان، دعوة إلى "تأسيس هيئة للقيام بصياغة مشروع ميثاق شرف وطني وأخلاقي، لضبط العلاقة بين القوى الوطنية، وكذلك في علاقاتها وخطاباتها مع عموم الشعب المصري".
وأوضح البيان أن مهمة هذه الهيئة تتمثل في "صياغة مشروع إعلان مبادئ جامع، يكون محل اتفاق جميع القوى السياسية والثورية الوطنية، ويقوم على دراسة وافية لكافة البيانات والمبادرات التي صدرت عن مختلف القوى، والوقوف على مساحات الاتفاق في إطار حوار ممتد ومتجدد بين هذه القوى".
متمسكون بالرئيس
من جانبه رحب "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، بالمبادرة لكنه أكد تمسكه بعودة الرئيس
مرسي كشرط رئيسي لقبول "بيان القاهرة".
وفي أول تعليق من الإخوان المسلمين على "بيان القاهرة" قال أحمد عبد القادر القيادي بحزب "الحرية والعدالة"، إن "عودة مرسي شرط أساسي للمشاركة في بيان القاهرة، الذي أعلنت عنه شخصيات عامة وقوى ثورية".
وأوضح أن هناك إصرارا من قبل قوى التحالف على عودة مرسي، خلال الفترة المقبلة على أن يحدد بشخصه مصيره في البقاء بالحكم أو تركه.
وقال السفير إبراهيم يسري، إن "هناك توافقا عاما على ضرورة عودة المسار الديمقراطي عبر خطوات سياسية وثورية"، مشيرا إلى أن مسألة عودة الرئيس المنتخب محمد مرسي مرتبطة بالتشاور بين القوى الثورية والسياسية، التي ستشارك في بيان القاهرة.
وأكد خالد سعيد القيادي بالجبهة السلفية، أنه لا تنازل عن عودة مرسي، لكونه "آخر رمز للشرعية الدستورية المعترف بها".
وأضاف أن التحالف لا يتعنت حول هذه النقطة، موضحا أن الرئيس مرسي هو الوحيد الذي يمتلك التنازل عن العودة.
وأعلن حزب الأصالة السلفي، أحد مكونات تحالف دعم الشرعية، ترحيبه بـ "بيان القاهرة"، واعتبره يوفر إطارا عاما لجمع القوى الوطنية واحترام الإرادة الشعبية.
وأوضح الحزب في بيان له حصلت "عربي21" على نسخة منه، أنه يرى البيان عملا جادا من أجل تدعيم البناء الثوري، والتواصل مع كل الشرفاء الوطنيين من هذا المنطلق.
لا لعودة مرسي
وأبدت حركة شباب 6 أبريل ترحيبها المشروط بـ "بيان القاهرة"، حيث أوضح محمد كمال عضو المكتب السياسي للحركة، أنهم يوافقون من حيث المبدأ على الوثيقة التي تهدف إلى مواجهة حكم العسكر، وتوحيد صف ثوار يناير مرة أخرى.
وقال كمال في مداخلة مع قناة الجزيرة: "إن البيان في مجمله جيد ويمكن البناء عليه، لكنه يحتوي مبادئ نظرية فقط، مؤكدا رفض 6 أبريل عودة الرئيس المنتخب محمد مرسي"، وهو الشرط الذي تتمسك به جماعة الإخوان المسلمين.
وزعم أن مسألة عودة مرسي مرفوضة، لأنه فشل في حكم البلاد وخرج الشعب في 30 يونيو يطالب برحيله، قبل أن يقفز العسكر على الحراك الشعبي ويحولوه إلى انقلاب عسكري.
وأوضح أن 6 أبريل ستعلن عن موقفها الرسمي من "بيان القاهرة" بعد أن تناقشه في "اجتماعها الدوري المعتاد" خلال أيام قليلة، موضحا أن الحركة لن تعقد اجتماعا خاصا لتدارس البيان.
سنعمل تحت لوائه
وأعلن الدكتور أيمن نور زعيم حزب غد الثورة عن تأييده لـ "بيان القاهرة"، ووصفه بأنه يدعم المبادئ السابقة التي تم الإعلان عنها في بروكسل.
وأضاف نور عبر حسابه على "تويتر": "سنعمل تحت لواء بيان القاهرة لتحقيق الاصطفاف الوطني وتوحيد صفوف ثوار يناير، ونؤكد على قرار الحزب السابق بالمشاركة في أعمال الأمانة الوطنية للحوار".
كما أنه أعلن إسلام لطفي الناشط السياسي وأحد مؤسسي ائتلاف شباب الثورة، موافقته على البيان قائلاً: "أنا أؤيد وأدعم هذا النداء".
من جانبه، أعلن حزب البديل الحضاري، تحت التأسيس موافقة الحزب على "بيان القاهرة"، مشيرا إلى أنه يبارك أي جهد يؤدي إلى دحر الانقلاب العسكري، وما ترتب عليه من آثار.
وأكد أحمد عبد الجواد رئيس الحزب في بيان له تلقت "عربي 21" نسخة منه أن حزبه شارك في الاجتماعات التي سبقت إصدار "بيان القاهرة"، وسيقوم بكل ما يستطيع لإعادة اللحمة الثورية التي كانت موجودة في 25 يناير.