أكدت مصادر
فلسطينية مطلعة أن بعض ما تناقلته وسائل الإعلام عن مجريات اللقاء الذي جرى بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد
مشعل، ومساعد وزير الخارجية
الإيراني ليس دقيقًا، خاصة إقحام عبارات منسوبة لمشعل لم ترد في اللقاء، في إشارة إلى ما نقلته وكالة فارس الإيرانية على لسان مشعل.
وكشفت المصادر لـ "قدس برس" النقاب عن لقاء، هو الأول من نوعه منذ فترة، بين رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" خالد مشعل ومساعد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، جرى مساء الأربعاء الماضي 21 أيار/ مايو في العاصمة القطرية
الدوحة، وبحث خلاله الطرفان تطورات الوضع الفلسطيني والإقليمي والدولي.
وذكرت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها، أن اللقاء الذي جرى في أجواء إيجابية، "تناول الأجواء الجديدة في الساحة الفلسطينية والأمل بتحقيق المصالحة الفلسطينية. كما جرى تبادل الرأي حول هموم المنطقة وملفاتها المختلفة، حيث أكد مشعل رؤية الحركة وحرصها على وحدة الأمة وضرورة تجنب الاستقطابات العرقية والطائفية، وذلك بما يحقق مصلحة الأمة جميعاً من ناحية ويحشد طاقتها لمواجهة العدو الصهيوني من ناحية أخرى".
وأضافت المصادر: "لقد أكد مشعل أيضاً على أهمية معالجة أزمات الأمة الداخلية في سورية والعراق وغيرها بحلول وجهود سياسية منصفة يتراضاها الجميع، وتحقق آمال الشعوب وتطلعاتها واستقرار الأمة وتماسك جبهتها الداخلية". وأعرب مشعل عن أمله أن يحقق التفاهم المشترك بين إيران وتركيا والسعودية وقطر وغيرها من دول الأمة هذا الهدف.
وأشارت المصادر ذاتها أن مشعل أكد لضيفه الإيراني أن "حماس" لا تنسى كل من دعمها وساند مقاومتها، في إشارة إلى الدعم السوري والإيراني للمقاومة الفلسطينية، دون أن يكون في هذا التقدير أي إشارة إلى تغير في موقف "حماس" المتصل بدعمها للحلول السياسية لمشاكل العرب الداخلية بما يحقق آمال الشعوب وتطلعاتها واستقرار الأمة وتماسك جبهتها الداخلية، كما قالت.
وكانت وكالة فارس تحدثت عن لقاء مشعل بمساعد وزارة الخارجية الإيراني، مشيرة إلى أن مشعل أعرب خلال اللقاء عن أمله في تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية بما يضمن حقوق الشعب الفلسطيني.
وقالت فارس إن مشعل تطرق إلى استغلال الكيان الصهيوني للتطورات الجارية في المنطقة العربية، من أجل مزيد من الاستيطان وتهويد القدس والأقصى.
وتحدثت الوكالة عن إشادة مشعل بدعم إيران لمحور المقاومة وفلسطين.
ونسبت الصحيفة لمشعل تأكيده على ضرورة اعتماد الحل السياسي للأزمة السورية القائمة بين النظام والمعارضة من أجل إيقاف نزيف الدم، والذي لا يستفيد منه إلا إسرائيل.
وكانت العلاقة بين حماس وإيران انحسرت إلى أدنى مستوياتها عقب اندلاع الثورة السورية ومغادرة قيادة حماس لدمشق علناً، ومغادرة ممثل حماس للعاصمة طهران، فيما بقيت الاتصالات على مستوى العلاقات الشخصية بين الجانبين مما أدى إلى وقف التمويل الذي قدرته المصادر بحوالي 23 مليون دولار شهرياً وكانت تتلقاه حماس من إيران.