تواجه المخابرات الداخلية البريطانية (MI5) اتهامات بالتواطؤ في تعذيب سجين صومالي يحمل الجنسية الهولندية وعاش معظم حياته في بريطانيا.
ويقول
أحمد ديني (25 عاما) إن ضابطا من
المخابرات البريطانية زاره في السجن، وأضاف أنه تعرض للتعذيب.
وكشفت صحيفة "
إندبندنت" البريطانية عن قصة ديني، الذي يقول إن ضابط المخابرات حقق معه في الوقت الذي كان فيه يتعرض للتعذيب هذا العام في سجن
مصري.
ويأتي هذا الزعم مناقضا للتأكيدات التي تحدث عنها المسؤولون في وكالات الاستخبارات والأمن أنهم توقفوا عن المشاركة في عمليات يكون فيها المعتقل قد تعرض للتعذيب أو سجن بطريقة غير شرعية في دولة أجنبية. وكان مدير (MI5) قد أخبر ضباط وكالته أن بريطانيا لن تشارك أو توافق على التعذيب.
ويقول ديني، وهو حفيد الديكتاتور الصومالي السابق محمد سياد بري، إنه خلال الأشهر الثمانية التي اعتقل فيها بالقاهرة قام المحققون بتقييده وضربه بشكل متكرر وتجريده من ملابسه وتهديده باغتصاب زوجته، وزعم أنهم هددوه باستخدام العصي الكهربائية وجلده.
وفي رسالة كتبها لمحاميه من زنزانته العام الماضي، قال فيها إن ضابط أمن بريطانيا يعتقد أنه يعمل مع (MI5) زاره ووعده بالمساعدة في إطلاق سراحه إن وافق على العمل مع الخدمات السرية.
ورفض ديني الذي يحمل الجنسية الهولندية ولديه بنتان تعيشان في بريطانيا. ويضيف ديني أن الاستخبارات استهدفته أول مرة عندما كان يعيش في بيرمنجهام في الفترة ما بين 2006-2011 وشعر بالخوف وقام بالاتصال بالإعلام واشتكى من المضايقات.
وفي الرسالة التي أرسلها لمحاميه اندريه سيبرغ نشرت صحيفة "إندبندنت" فقرات منها: "وأريد أيضا أن أخبرك أن أمرا حدث لي في 17 شباط/ فبراير 2014، وأنا متأكد 100% أن المخابرات السرية البريطانية هي جزء من المشكلة، لأنني قابلت واحدا من عملائهم والذي حاول إقناعي بالعمل معه مقابل تأمين الإفراج عني، وزارني هنا في السجن، بريطاني أبيض يتحدث الإنكليزية بلكنة أهل لندن، وقال لي إن الحكومة الهولندية لا تستطيع عمل أي شيء لي".
وكانت المخابرات المصرية اعتقلت ديني بعد أيام من الإطاحة بالرئيس المصري محمد مرسي، ويقول إن عميل المخابرات التقاه لمدة نصف ساعة وأنهى المقابلة بالقول "سأعود وكن حكيما في اتخاذ القرار، إنها حريتك".
وبعد يومين من اللقاء يزعم ديني أن حراس السجن المصريين أجبروه على مشاهدة رجل ربط بصليب خشبي فيما كان الجلادون يضربونه بأنبوبة مصنوعة من الجلد.
ونقلت عن منظمة "كيج/قفص" والتي تقوم بمتابعة قضايا المعتقلين بتهم الإرهاب قولها إن هذا أول دليل عن تواطؤ بريطانيا في التعذيب منذ عام 2008. وتقوم لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بالتحقيق في الأمر.
ويقول عاصم قرشي من "كيج-يوكي" إن قضية أحمد ديني تطرح العديد من الأسئلة حول معاملة الحكومة لأبناء الجالية الصومالية. وما تعرض له ديني من مضايقات هو صورة عن المضايقات التي يتعرض لها الشباب الصومالي في بريطانيا. وأضاف قرشي إن "التورط البريطاني في الاعتقال والتعذيب تظهر أن حكومتنا وللأسف لم تغير من تصرفاتها".
وكان أحمد ديني قد غادر بريطانيا ليتزوج من امرأة ألمانية عام 2011، وعندما كان في الخارج أصدرت وزارة الداخلية أمرا بمنعه من الدخول لاتهامه بالانخراط في التطرف الإسلامي. ولأنه لم يكن قادرا على العودة فقد انتقل -مصطحبا زوجته وابنتيه- إلى مصر.
وفي آذار/ مارس هذا العام، أفرجت السلطات المصرية عنه بدون توجيه أية تهم، ولكنه في طريق عودته لهولندا عبر تركيا اعتقل في إسطنبول بناء على أمر من الولايات المتحدة. وهو الآن في سجن تركي ينتظر أمرا بترحيله لأمريكا التي تتهمه بالانتماء لحركة الشباب الإسلامي.
وكانت عائلة ديني قد غادرت الصومال عندما كان في عمر الثالثة، ولم تعد إليها منذ ذلك الحين، وعاش في البداية في هولندا حيث حصل على الجنسية الهولندية ولكنه انتقل لبريطانيا حيث درس وعمل حارسا في مدرسة.
ونقلت "إندبندنت" عن شقيقه الأصغر محمود ديني والذي يعيش في بيرمنجهام "أعتقد أن ضباط MI5 بعملهم هذا متواطئون في اعتقال وانتهاك وتعذيب شقيقي في مصر". وأضاف "شاهدت كيف حولت MI5 حياة شقيقي إلى جحيم عندما كان يعيش في بريطانيا، وكيف ظل عملاؤها يضايقونه وهو في مصر، وليس لشقيقي أي علاقة بحركة الشباب".