كشف موقع صحيفة "معاريف" أمس النقاب عن أن الأجهزة الاستخبارية
الإسرائيلية تمر حالياً في ثورة "تنظيمية" لملائمة إدائها مع التحولات التي يشهدها العالم العربي ولتوفير ردود على التحديات التي يفرضها عالم الإنترنت وتعاظم دور شبكات التواصل الاجتماعي.
أشار الموقع إلى أن قادة كل من شعبة
الاستخبارات العسكرية "أمان" وجهاز المخابرات للمهام الخارجية "
الموساد" وجهاز المخابرات الداخلية "
الشاباك" باتوا يدركون أنه يتوجب التزود بكل الأدوات التي تضمن مواجهة مظاهر "عدم الاستقرار" في البيئة المحيطة، مع كل ما يتطلبه الأمر من إحداث تغييرات تنظيمية وهيكلية داخل هذه الأجهزة لزيادة فاعليتها.
ونقل الموقع عن مصدر استخباري بارز قوله إن شعبة "أمان" دشنت قيادة خاصة تعنى بمتابعة التحولات في العالم العربي، حيث تتبع هذه القيادة التي أطلق عليها "الجبهة الإقليمية" للواء الأبحاث في الاستخبارات العسكرية.
وأشار المصدر إلى أن القيادة الجديدة تعنى بمراقبة مظاهر "الأسلمة" في العالم العربي وتعاظم مقاتلي الحركات الجهادية، وجمع معلومات استخبارية بشأنها وتقديم توصيات بشأن نمط التعامل المطلوب معها.
وأضاف المصدر أن رصد ومتابعة أنشطة وسلوك عناصر الجماعات الجهادية يشمل جميع أماكن تواجدهم، سواء كانوا في "مغارات أو مناطق حضرية".
وأشار المصدر إلى أن الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية تنطلق من افتراض مفاده أن التحولات التي أحدثتها مواقع التواصل الاجتماعي أسهمت في زيادة وتيرة التغييرات ومظاهر عدم الاستقرار بشكل كبير.
وأضاف المصدر: "التحولات التي كانت تستغرق في الماضي سنين، باتت تتم في غضون أيام وحتى ساعات، وهذا ما يزيد من حدة التحدي".
وأوضح المصدر أن الاستخبارات الإسرائيلية تبدي اهتماماً كبيراً لمواجهة تبعات التحولات التي أحدثتها شبكات التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى أن هذه المواقع تمنح "الأعداء" الفرصة للتواصل ونقل الرسائل فيما بينهم، بشكل يقلص من أهمية منظومات التجسس التقليدية، ممثلة في أجهزة التنصت والتصوير وغيرها.
وأوضح المصدر أن "أمان"، التي تعد أكبر الأجهزة الاستخبارية أستوعبت مؤخراً المئات من الخبراء في مجال التقنيات المتقدمة لتعزير القدرات الإسرائيلية في مجال الحرب الإلكترونية.
وشدد المصدر على أن الواقع الجديد يفرض إحداث تغيير في منطلقات العمل في الأجهزة الاستخبارية ووسائلها، علاوة على بناها التنظيمية والهيكلية بشكل يمكنها من الحصول على المعلومات اللازمة في زمن واقعي وتحويلها إلى بنك الأهداف الإسرائيلي.
وأوضح الموقع أن "أمان" استحدثت قيادة جديدة تختص بمواجهة تبعات الثورة في المجال التكنولوجي، أطلق عليها "قيادة العمليات الخاصة"، والتي تعمل بالتعاون مع الوحدة المسؤولة عن "التنصت والحرب الإلكترونية" في الشعبة والمعروفة بـ "وحدة8200".
وأشار الموقع إلى أنه تم تدشين وحدة تكنولوجية جديدة في "أمان" مسؤولة عن توفير "الحلول التكنولوجية" التي يتطلبها عمل وحدات جمع المعلومات الاستخبارية والوحدات القتالية التابعة للاستخبارات العسكرية، سيما وحدة "سييرت متكال".
وأشار الموقع إلى أنه في الوقت الذي يقوم الجيش بتسريح المئات من جنوده في الخدمة الدائمة، فإن "أمان" الجهاز الوحيد الذي يزيد من استيعابه للقوى البشرية ذات الخلفية التكنولوجية لتعزيز قدرات الحرب الإلكترونية.
وأضاف الموقع أن الاهتمام بالاستخبارات يقف على رأس أولويات كل من وزير الدفاع موشيه يعلون ورئيس الأركان بني غانز، بعد أن كانت هذه المكانة يحظى بها فقط سلاح الجو. وفي السياق ذاته، كشف الموقع أن جهاز "الشاباك" دشن قيادة خاصة بالحرب الإلكترونية لأغراض دفاعية، حيث أن هدف هذه القيادة يتمثل في تأمين مؤسسات الدولة والمرافق الحيوية والبنى التحتية في مواجهة أية محاولات لاختراقها إلكترونياً.
وأضاف الموقع أن "الجهاز" استوعب مؤخراً عدداً كبيراً من الخبراء والفنيين في مجال التنقيات المتقدمة والبرمجيات لهذا الغرض.
وأشار الموقع إلى أن جهاز الموساد في المقابل يتولى تنفيذ الحرب الإلكترونية في شقها الهجومي، منوهاً إلى التقارير التي أشارت إلى مسؤولية الجهاز عن الهجمات بواسطة فيروس "stuxnet" عام 2009 والتي أدت إلى إعطاب أجهزة الطرد المركزي في المنشآت النووية الإيرانية والهجوم باستخدام فيروس "flame"، الذي اخترق المنظومات المحوسبة لعدد كبير من المرافق الحساسة في إيران عام 2012.