تعقد مجموعة أصدقاء
سوريا في الأسبوع المقبل، مؤتمرا في لندن، ويأتي بعد زيارة لزعيم الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة أحمد الجربا لواشنطن، حيث حصل على ترفيع تمثيل
المعارضة إلى بعثة دبلوماسية ووعودا بالدعم من إدارة الرئيس باراك أوباما ولكنه لم يحصل على ما أراده من أسلحة مضادة للطائرات.
ويرى إيان بلاك محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة "الغارديان" أن التوقعات من
مؤتمر لندن متواضعة مع أن التركيز سيكون على الجهود الإنسانية وتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي فيما يتعلق بمرور المواد الإنسانية للمناطق التي تحتاج إليها، وهناك فرصة لفرض عقوبات جديدة على النظام السوري في حالة رفضه تطبيق مبادئ القرار.
أما الملف الثاني فهو إحالة النظام السوري إلى محكمة جرائم الحرب الدولية ونجاح فرنسا باقناع الولايات المتحدة بالأمر رغم عداء واشنطن التقليدي للمحكمة. ولكن إحالة سوريا وأزلام النظام مرتبط بموافقة كل من الصين وروسيا على أي تحرك وهو ما لا يزال موضع رفض منهما.
ويرى بلاك أن الملف السوري معقد ويطرح الكثير من الأسئلة أكثر مما يقدم إجابات فهو مثل اللغز المليء بالثغرات التي تتوسع كل يوم. فيما لم تحسم المعركة لصالح أي طرف من أطراف النزاع رغم سيطرة قوات النظام على مدينة حمص، وخطط وزير السياحة لإنعاشها في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة، وفي أقل من شهر سيخوض بشار الأسد الانتخابات للفوز بولاية ثالثة- رغم الانتقادات الدولية التي وصفت الانتخابات بأنها محاكاة ساخرة للديمقراطية، فيما لا تزال البراميل المتفجرة مستمرة بالسقوط على المدنيين، وتتزايد الشكوك عن علاقة الدولة الإسلامية في العراق والشام مع قوات الأسد. ولكن تفجير الفندق التاريخي الخميس الماضي في حلب يعني أن المعركة على سوريا لم تنته.
ويرى بلاك أن هذا الحديث له علاقة بالتقارير الميدانية التي تتحدث عن قيام عدد من الفصائل المقاتلة بالدمج فيما بينها وما نشر في الإعلام عن وصول أسلحة مضادة للدبابات "تي أو دبليو" لجماعة تم فحصها أمنيا وتلقى دعما من
السعودية مما فتح الآمال أمام وصول دعم للقوات المعادية للأسد بشكل يوازي ما يقدمه حزب الله وإيران للنظام.
ويعلق الكاتب أن السياسة السعودية لا تزال غامضة بشأن سوريا وهناك إشارات عن تطور فيها وانسجامها خاصة بعد استقالة مدير المخابرات الأمير بندر بن سلطان.
وأشار بلاك إلى تأكيدات الجربا في واشنطن على أهمية بناء "تحالف استراتيجي" مع واشنطن وتقديم نفسه بصورة المعتدل وتمسكه بمواجهة العناصر المتشددة.
ويعتقد بلاك أن أهم تطور، وبحسب رأي المعارضة كان التأكيد على موقف الدول الغربية – الخليجية من أن "لا دور للأسد ومن حوله ممن تلوثت أيديهم بدماء السوريين".
ويختم بالحديث من المنظور السياسي حيث يشير إلى تعليق الأخضر الإبراهيمي المبعوث الدولي لسوريا استقالته من المهمة حتى نهاية حزيران/ يونيو المقبل، وهي فترة كافية للجميع لكي يقرروا خطواتهم القادمة. وستعطي الائتلاف الوطني السوري فرصة لانتخاب رئيس جديد له ليحل محل الجربا.
أما بالنسبة لمن سيخلف الإبراهيمي فقد أضيف اسم السويدي يان إلياسون، نائب الأمين العام للأمم المتحدة لقائمة الأسماء المطروحة وهي كيفن رود، رئيس الوزراء الأسترالي السابق، وخافيير سولانا مفوض الشؤون الخارجية السابق في الاتحاد الأوروبي والأمين العام السابق لحلف الناتو، وكمال مرجان وزير الخارجية التونسي السابق والبريطاني مايكل ويليامز.
ويرى بلاك أن أول خطوة يجب على أي شخص يقع عليه الاختيار هي تقرير فيما إذا كان هناك أمل في إحياء الحل الدبلوماسي أو عملية جنيف.