جدل حول مطالبة الأزهر بمنع الأفلام المسيئة

ثار جدل في مصر على إثر مطالبة هيئة كبار العلماء في الأزهر بمنع عرض الأعمال الفنية التي لا تلتزم بالقيم الأخلاقية، وملاحقة صانعيها حماية للمجتمع، وتحصينا للشباب من الانحلال.
 
وكانت الهيئة استنكرت إنتاج أفلام وأعمال فنية لا تلتزم بالضوابط الأخلاقية بدعوى حرية الإبداع.
 
وذكر بيان أصدرته الأربعاء أن تلك الأعمال ما هي إلا هجمة شرسة على قيمنا الدينية والأخلاقية.
 
 وأكدت الهيئة أن ذلك من غير شك يؤدي إلى الهدم لا البناء، والتشرذم لا التجمع، في حين أن البلاد في حاجة إلى الاستقرار الفكري، الذي سيؤدي بدوره إلى الاستقرار الأمني بوجه عام، وهذا ما تحتاجه البلاد الآن، وفي كل وقت، بحسب البيان.
 
قصة الفيلم
 
من المقرر عرض فيلم "سالم أبو أخته" خلال أيام، بعد أن أقرته هيئة الرقابة للعرض. وهو يتناول فيلم عالم الباعة المتجولين، من خلال سالم، وهو بائع ملابس متجول يربى أخته وفتاة أخرى هي ابنة معلمه السابق، ويقع هذا البائع بين كراهية صاحبة المحل المواجه له، وبين ضابط على علاقة بها، يضعه في مرمى انتقامه الدائم، ويأخذ بضاعته.
 
وتروي الأحداث أن الضابط شخص فاسد متزوج من ابنة رجل مهم تذله دون سبب. وتتطور الأحداث في دائرة انتقام الضابط من سالم ثم انتقام سالم من الضابط حتى تنتهى بقتل الضابط لأخت سالم  في ليلة فرحها ثم قتل الضابط وشريكته على يد سالم، ثم تنتهى الأحداث  في قاعة المحكمة بمرافعة من سالم بالنيابة عن كل البائعين المهمشين، ويدافع عنه ضابط سابق  في محاولة من كاتب السيناريو لصنع توازن بين نظرة المشاهد للشرطة التي تقول إن فيها الصالح والطالح.
 
ويتخلل الفيلم مشاهد لراقصات وأغان، ومطرب  شعبي، وجلسة حشيش، وتحرش، وفرح  شعبي، بحسب الناقدة الفنية حنان شومان.
 
لماذا "صوت الأزهر"؟
 
وانتقد الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الفيلم، نظرا لظهور صحيفة "صوت الأزهر" بيد بطل الفيلم محمد رجب، وهو متنكر  في زي ضابط شرطة، فيما اعتبره عباس إسقاطا يتطاول على الأزهر، ويزج به فيما لا يناسبه، ويؤكد مساندة الأزهر للاستبداد.
 
ومن جهته، طالب الدكتور عبدالله النجار الأستاذ بجامعة الأزهر بوقف الفيلم، لإهانته لأكبر كيان إسلامي  في العالم، وذلك لاختيار "صوت الأزهر" وحدها من بين كل الصحف  في مصر، لتنفيذ ذلك المشهد، على حد تعبيره.
 
انتقاد سينمائي
 
لكن الناقد السينمائي مجدى الطيب انتقد موقف الأزهر من الفيلم. ودافع عنه -في تصريحات صحفية بالقول-: "البائع المتجول "سالم أبو أخته" انتحل شخصية الضابط، ولم يكن تابعاً للداخلية، أو مستبداً، بل هو أقرب إلى البلطجي، ومن ثم فأن جريدة "صوت الأزهر" في يد الضابط المزيف لا تعني مُطلقاً أنها منشورات يستمد منهاة ثقافته، وعنفه".
 
وأضاف: "ربما يكون اختياراً بمحض المصادفة أو فيه قدر من السذاجة والعشوائية من جانب المخرج ليس أكثر(!) لكني لا أبالغ، حيال هذا العبث، عندما أرجع السبب في ما يجرى الآن، إلى رئيس الوزراء، الذي أحمله مسئولية اختلاط الحابل بالنابل بعد أن غادر منصبه ليمارس دور "الرقيب" ما شجع البلطجية على تقمص دور رجال الشرطة، ونصب كل واحد نفسه رقيباً ووصياً على المجتمع، فأهدر هيبة القانون، واستباح كرامة الوطن".
 
ومن جهتها، أكدت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة والعميدة السابقة لكلية الدراسات الإنسانية بجامعة الأزهر، أن "طلب الأزهر بمنع الأفلام المسيئة للأخلاق ليس الحل، ولكن لابد من التربية السليمة لأن الطفل إذا تربي على مبادئ وعادات وتقاليد، وأصبح شابا تكون لديه مناعة من فعل المعصية".
 
وقالت نصير، في تصريحات صحفية، إن "العادات والتقاليد الشرقية لا تسمح بما يعرض الآن في الأفلام، لأننا لسنا مثل دول الغرب، ولكن الأصل التربية لأن هناك المئات من المواقع الإلكترونية التي يستطيع الشخص مشاهدة ما يريده من خلالها".
 
وأضافت: "لابد من مخاطبة ومناشدة من يتصدرون للإنتاج الفني، وأن يراعوا ما يتلاءم مع الثقافة الشرقية والدينية".
 
ويُذكر أن اللجنة التي شكلها وزير الثقافة صابر عرب وضعت 14 ملاحظة حول فيلم "حلاوة روح"، الذى أوقف رئيس الحكومة المؤقتة عرضه، ومن بينها استغلال الأطفال  في أعمال تسيء لطفولتهم، والألفاظ الخارجة، وغيرها من الملاحظات التي تستوجب وقف عرض الفيلم.
 
وفي الوقت نفسه لم يتم حسم أمر ثلاثة أفلام حتى الآن هي: بنت من دار السلام لطوني نبيه، والدساس لهاني حمدي، وناشط  في حركة عيال لأحمد فوزي، والأفلام الثلاثة من بطولة شباب.