قالت صحيفة "لوس انجلوس تايمز" الأمريكية إن إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما قلقة من إمكانية إساءة استخدام
المساعدات العسكرية المقدمة للنظام
المصري.
وجاء في التقرير أن القوات المصرية استخدمت طائرة الأباتشي الأمريكية لإطلاق صواريخ على بيوت في شبه جزيرة سيناء، وكانت تلك الغارات الأخيرة في سلسلة تستهدف مجموعة متأثرة بالقاعدة، لا يعرف عنها الكثير.
ويضيف إن غارة 23 نيسان/ أبريل جاءت في نفس اليوم الذي رفعت فيه وزارة الخارجية الأمريكية الحظر عن المساعدات العسكرية لمصر، وأعلنت أنها سترسل 10 طائرات أباتشي إضافية و650 مليون دولار لمساعدة مصر في حربها ضد المتطرفين في صحراء سيناء.
وقامت إدارة أوباما بإيقاف المساعدات العام الماضي بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المنتخب محمد مرسي.
ومع أن البيت الأبيض انتقد بشدة قمع النظام للإخوان المسلمين وقوى المعارضة الأخرى إلا أنه أيد الحملة العنيفة في سيناء ضد (أنصار بيت المقدس)، والتي وضعتها الخارجية على قائمة الإرهاب فمع أن المجموعة ليست جزءا من شبكة القاعدة إلا أنها تشترك معها في الفكر الإسلامي المتطرف، بحسب المسؤولين الأمريكيين.
ويذكر التقرير أن المجموعة كانت قد ادعت المسؤولية عن تفجير حافلة تسبب في قتل ثلاثة سياح جنوب كوريين وسائق مصري في سيناء في شباط/ فبراير. وفي كانون ثاني/ يناير قامت المجموعة بإسقاط طائرة هيلوكوبتر روسية الصنع باستخدام صاروخ أرض- جو، مما أدى إلى مقتل عدد من الجنود المصريين، في عملية مصورة على الفيديو.
ولكن مع وجود تقارير تشير بأن القوات المصرية قد تكون قتلت مئات الناس كرد فعل فهناك تخوفات لدى المسؤولين الأمريكيين من أن تتسبب مثل هذه الحملات بمشاعر الكراهية لأمريكا، كما أن المسؤولين في الخارجية الأمريكية أبدوا قلقا حول مدى التزام مصر بالقواعد المرتبطة باستخدام المساعدات الأمريكية والتي تمنع استخدامها ضد المدنيين.
وينقل التقرير عن مسؤول أمريكي مختص في مكافحة الإرهاب قوله: "نخشى أن تكون سياسات الحكومة المصرية القمعية تساعد في تجنيد المزيد مع أنصار بين المقدس وغيرها من المجموعات المتطرفة في المنطقة .. فهذه المجموعات ستصبح أقوى إن لم يكن رد الحكومة المصرية محسوبا أكثر وفيه تمييز أكبر، وهذا ما كررنا قوله للحكومة المصرية على عدة مستويات".
ويشير التقرير إلى أن هذه المخاوف كانت واضحة أثناء لقاء وزير الخارجية المصري نبيل فهمي يوم الأربعاء بأعضاء الكونغرس وغيرهم في كابيتول هيل، حيث أعرب الأعضاء عن دعمهم لمصر في تحركها ضد المتطرفين ولكنهم ضغطوا على فهمي بخصوص التكتيكات، بحسب شخص حضر اللقاء.
ويذكر أنه سيلتقي عدد من مسؤولي البنتاغون رفيعي المستوى مع مسؤولين مصريين في القاهرة هذا الأسبوع، بمن فيهم الجنرال لويد أوستين الثالث الذي يرأس القيادة المركزية والجنرال دايفيد روديغوس الذي يرأس القيادة الأفريقية، والأميرال ويليام مكريفين الذي يرأس قيادة العمليات الخاصة.
وحاولت إدارة أوباما لأشهر الحد من القمع السياسي الذي أطلقه المشير المستقيل من الجيش عبد الفتاح السيسي والذي يرأس فعليا الحكومة المصرية، بحسب التقرير الذي أشار إلى أن الخارجية أعربت عن غضبها في آذار/ مارس عندما قامت محكمة مصرية بالحكم على 529 عضو من جماعة الإخوان المسلمين بالإعدام بعد محاكمة دامت يومين. وأن نفس المحكمة حكمت هذا الأسبوع على 683 آخرين بالإعدام.
وأشار التقرير إلى أن السيناتور باتريك ليهي الذي يرأس اللجنة الفرعية المختصة بالمساعدات الخارجية قام بوقف دفع مبلغ 650 مليون دولار مساعدات لمصر ولم يوقف طائرات الأباتشي واتهم مصر "بانتهاك حقوق الإنسان والإساءة المروعة في استخدام نظام القضاء". كما أن ليهي وغيره من أعضاء الكونغرس قلقون من التقارير حول تورط الجيش المصري في القصف العشوائي لقرى في سيناء بالإضافة إلى الاعتقالات الجماعية. وهم يريدون ايضاحا من القاهرة حول كيفية استخدام المساعدات الأمريكية.
وينسب التقرير إلى آدم تشيف، عضو لجنة الإستخبارات في المجلس القول: "في الوقت الذي يحسنون فيه الوضع الأمني في سيناء فإنهم يقوضون الاستقرار في بقية مصر وقد يتسبب قمعهم هذا بتمرد يستمر لسنوات طويلة".
ويقول دايفيد بارنيت، محلل مكافحة الإرهاب الذي يعمل مع مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات: "يقول المصريون إنهم قتلوا ما بين 200 إلى 300 شخص .. ويقول السكان المحليون إن معظم الضحايا لم يكونوا متطرفين .. ونحن لا ندري".
ويقول جو ستورك نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومات رايتس واتش: "هناك سبب حقيقي للقلق حول كيفية استخدام الأسلحة بما في ذلك الأباتشي .. فهناك تدمير كبير ولكن تتم التغطية على كل شيء – حيث مستوى الشفافية هو صفر."
وقال ستيفن ماكيناري مدير مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط إن الكثير من المصريين حذرون من الولايات المتحدة وحذر من أن استخدام الجيش المصري للأباتشي ضد المناطق المدنية "قد تؤدي إلى ردات فعل وتداعيات سلبية لمصر وللولايات المتحدة".