شمس
جيل الحرية في مدينة
قاح تفارق الحياة، هكذا كان عنوان ا?شعار الذي وصلني على البريد! بُهت لوني، وازدادت دقات قلبي، وتبدّل حالي، عجزتُ عن الكلام، شعرتُ أن شيئا ما أطبق على صدري. فنحن أصبحنا نرتقب المفاجآت التي تغلق الطرقات في وجوهنا، وتسد الممرات!
بلمحة بصر تقصر الطرق بسرعة عندما تصير مؤدية إلى الموت، إلى القاع! فمدرسة جيل الحرية في مدينة قاح، في
سوريا تقصف، وتستشهد طفلة بريئة، ويصاب آخرون!
جاءني في الخبر أن: "مدرسة جيل الحرية التابعة لمنظومة
وطن في مدينة قاح في ريف محافظة إدلب، تعرضت صباح الأحد 27 نيسان/ أبريل، لقصف جوي موجه بصاروخ فراغي من طائرة ميغ مما أدى إلى استشهاد طفلة على الفور وتعرض طفلة أخرى لإصابة دماغية حرجة، بالإضافة لعشرات الجرحى بإصابات متوسطة وخفيفة".
أي همجية ووحشية هذة؟ أي بلادة وطغيان؟ قل لي ماذا فعل هؤلاء ا?طفال لك؟ ألا يكفي أنكم قضيتم على برائتهم؟ ألا يكفيكم أنكم سخفّتم أحلامهم، وأذبلتم ربيع قلوبهم؟ بقصفكم وطائراتكم، بالدم المهدور في كل مكان، برائحة الباروود وصوت الآلام! ألا يكفيكم؟
ألم تتحملوا أن تروا براءة عيونهم؟ لم تستطيعوا احتواء قلوبهم؟ ما ذنب ا?برياء، وما ذنبها الطفولة؟ ماذا جنى الصغار من ورائكم؟ ماذا فعلت لكم تلك الأيدي الصغيرة؟ تبا لكم ولسائر أيامكم.
كم تعني "جيل الحرية" ومدارسها ونشاطاتها من الأشياء لدي، "جيل الحرية" من تحاول أن تهتم بالنشىء السوري، وتحاول ترميم ما خلفته الحرب في قلوبهم. فهم يحملون على ظهورهم مشقة كبيرة.
جيل الحرية، هو جيل يبنيه أهل "وطن"، ونرى النظام السوري يهدم ما يبنيه هؤلاء بلمحة عين، فعلى حين غرّة، ترى كل شيء أضحى رمادا!
أنفاس متقطعة تبدد صمتي، فتفكيري بهؤلاء الأطفال، أطفال جيل الحرية يشل حركتي! ألم يبق في القلب نبض يهز ضمائرهم، ليعلموا حجم الدمار الذي يخلفونه بعد عملياتهم، وقصفهم، حتى دون أن يعطونهم مهلة!
لقد قتلوا أحلام الأطفال في مهدها! أي منظمات إغاثة، وأي مؤسسات ستقدر على ردم الهوة الكبيرة التي أصبحت بداخلهم؟ وهم يستيقظون وينامون على أصوات القصف.
وهم يروون أبائهم يعتقلون ويقتلون، وأمهاتهم يغتصبن أمامهم؟ كلما نحاول تطبيب جرح تنفقئ عين جرح آخر! أهي إبادة جماعية للأحلام وا?مال؟ أهو تدمير للواقع؟ إلى أين سيصل النظام السوري بعملياته الخرقاء؟ إلى أين ستصل الحرب التي ما عادت تستهدف الكبار، بل والصغار أيضاً؟ حتى متى ستطمس الحقائق؟ وتغيب العدالة؟
كيف سنواجه هؤلاء القتلة المدججين بالموت والخراب؟ لماذا يجدون متعة كبيرة في تدمير كل شيء ولو كان في لحظة؟
جدير بالذكر أن مدرسة جيل الحرية، موجودة في منطقة سكنية، ومبنى المدرسة واضح ومعروف لدى أهالي المنطقة، وتمارس فيه العملية التعليمية بشكل يومي، وبعيدة عن أي عمل عسكري.
قُل لنا أيها النظام السوري إلى أين تريد أن تصل؟