حذرت محافل رسمية "
إسرائيلية" من تداعيات "
انتفاضة"
دبلوماسية، تنتج عن
التحرك الفلسطيني في
الأمم المتحدة، سيما في ظل تراكم المؤشرات التي تعكس تراجع مكانة "إسرائيل" الدولية.
ونقل المعلق السياسي والأمني "بن كاسبيت"، عن هذه المحافل قولها: "إن أكثر ما تخشاه تل أبيب، هو أن يسفر التحرك الفلسطيني في الأمم المتحدة، عن تغيير المكانة الدولية للضفة الغربية".
وحسب هذه المحافل، فإن هناك احتمالا كبيرا أن يتم النظر إلى أي نشاط استيطاني في الضفة الغربية، على أساس أنه "جريمة حرب" تتعارض مع القانون الدولي.
ونوه "كاسبيت" إلى أن هناك مخاوف من أن يترتب على هذا التحول تعقب وملاحقة مسؤولين سياسيين وعسكريين "إسرائيليين"، مشيراً إلى أن هذا الخوف تحديداً يمثل كابوساً تخشاه "إسرائيل".
وأوضح كاسبيت أن "إسرائيل" لا تخشى فقط على مسؤولين عسكريين وسياسيين في الخدمة حالياً، بل على المئات من جنرالات الاحتياط، الذين تفرغوا لأعمال مدنية ومشاريع اقتصادية بعد تسريحهم، ويجوبون أرجاء العالم ضمن أعمالهم الجديدة.
وفي سياق متصل، أكدت قناة التلفزة الإسرائيلية الأولى، أنه على الرغم من أنه لا يوجد خوف في الوقت الحالي من إمكانية تقديم لوائح اتهام ضد "إسرائيل" أمام محكمة الجنايات الدولية، لأن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لم يوقع على ميثاق جنيف، إلا أن هناك مخاوف من أن يقدم على هذه الخطوة في المستقبل، سيما في ظل تواصل التوتر بين الجانبين.
ومن ناحية ثانية، كشف موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" النقاب عن أن طلاب جامعة باريس الثانية، قاموا قبل أسبوعين بطرد طلاب "إسرائيليين" قدموا من تل أبيب للدفاع عن الموقف الإسرائيلية، ولمواجهة حركة المقاطعة العالمية لإسرائيل (BDS).
ونقل الموقع عن أحد الطلاب الذين شاركوا في الفعالية، أن الطلاب الفرنسيين لم يسمحوا لهم بإلقاء كلمة واحدة، حيث اضطروا لمغادرة الحرم الجامعي دون التعبير عن رسالتهم، واصفاً السلوك بـ "الدليل على تعاظم مشاعر اللاسامية في أوروبا".
وعدّ الطالب هذا السلوك نتاج قوة وفعالية التنظيمات الإسلامية الفاعلة في أوروبا، التي باتت تقيد هامش الحركة المتاح أمام "إسرائيل" والمنظمات اليهودية الداعمة لها في أرجاء العالم، سيما في أوروبا.
وعلى الصعيد ذاته،، أوضح "رونين بريغمان"، المعلق في صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن مكانة "إسرائيل" الدولية تتراجع بشكل كبير.
وفي مقال نشره الجمعة الماضي ضرب "بريغمان" مثالاً يعكس طابع التحول في الموقف العالمي من "إسرائيل"، مشيراً إلى أن أستراليا التي كانت أكثر دول العالم تعاطفاً مع الدولة العبرية، أصبحت حالياً تتبنى سياسة نقدية تجاه السياسة الإسرائيلية.
ونوه إلى حقيقة أن المنظمات اليهودية القوية في أستراليا فشلت في منع نشر تحقيقات في وسائل الإعلام المحلية، تتهم "إسرائيل" بالمس بحقوق الإنسان الفلسطينيي، سيما الأطفال، مضيفا أن الاحتلال يمثل "منتوجا فاسدا"، بحيث يتم التعامل مع "إسرائيل" في العالم بناءً على وجوده.
ودعا بيرغمان دوائر صنع القرار في تل أبيب إلى استخلاص العبر من تجربة الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، محذراً من أنه لا يمكن للعالم أن يتعايش مع تواصل الاحتلال ومظاهره.