شنت "
إسرائيل" حملة دعائية منظمة ضد السلطة
الفلسطينية، في أعقاب توقيع اتفاق
المصالحة بين حركتي
فتح وحماس، واصفة الاتفاق بأنه "ضربة قوية لجهود تحقيق تسوية سياسية للصراع".
وخلال لقائه بوزير الخارجية النمساوي الأربعاء، قال رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين
نتنياهو: "إنه يتوجب على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، أن يقرر ما إذا كان معنيا بتحقيق سلام مع إسرائيل، أو مصالحة مع حركة
حماس".
من ناحيته، قال وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان: "إنه لا يمكن إجراء أية مفاوضات مع السلطة الفلسطينية، في أعقاب اتفاق المصالحة"، معتبراً أن هذا التطور "يدلل على أن عباس لا يهدف إلى تحقيق السلام".
وفي السياق ذاته، من المقرر أن ينعقد صباح الخميس، المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن في مقر وزارة الحرب في تل أبيب، لبحث الإجراءات الواجب اتخاذها في أعقاب توقيع اتفاق المصالحة.
يذكر أن مجلس الوزراء المصغر لشؤون الأمن، يعد أهم حلقة في دوائر صنع القرار في "إسرائيل"، ويتولى اتخاذ القرارات الحاسمة.
من ناحيتها استبعدت صحيفة "يديعوت أحرنوت" أن تتخذ "إسرائيل" خطوات درامتيكية في أعقاب توقيع اتفاق المصالحة، مشيرة إلى أن "إسرائيل" تراهن على فشل الاتفاق في امتحان التطبيق، علاوة على أن "إسرائيل" ما زالت بحاجة للتعاون الأمني الذي تبديه أجهزة السلطة الفلسطينية.
من جهته، اعتبر الباحث والكاتب السياسي الدكتور مأمون أبو عامر، أن "إسرائيل" تحاول تحميل السلطة الفلسطينية المسؤولية عن فشل المفاوضات، عبر الزعم بأن إنجاز مصالحة مع حركة حماس يتناقض مع شروط تحقيق المصالحة.
وفي حديث لـ "عربي 21"، شدد أبو عامر على أن المفاوضات فشلت قبل إنجاز المصالحة، بسبب تعنت "إسرائيل" ورفضها الوفاء بأدنى متطلبات حل الصراع، في الوقت الذي أدت فيه السلطة الفلسطينية كل ما عليها من التزامات.
ونوه إلى حقيقة، أن "إسرائيل" تسعى إلى تكريس الانقسام الفلسطيني وتستغله، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو يدعي أن عباس لا يمثل الشعب الفلسطيني، وتحديداً في قطاع غزة، لذا فإن الاتفاق معه لا يساوي الحبر الذي يكتب به، ومن ناحية ثانية، فإن "إسرائيل" تواصل دائماً تهديد السلطة الفلسطينية من مغبة التوصل لمصالحة.
وأشار إلى أن "إسرائيل" تعي أن مصالحها الاستراتيجية ستتعرض لتهديد كبير في حال إنجاز المصالحة، على اعتبار أن هذا التحول سيزيد من هامش المناورة أمام عباس في الساحة الدولية، في أعقاب قرار الانضمام للمؤسسات والمواثيق الدولية، علاوة على أنه سيقوي موقفه في أية مفاوضات قادمة.
وشدد على أن "إسرائيل" استغلت الانقسام الفلسطيني، حيث وظفته في تخويف حركة فتح والسلطة الفلسطينية من حركة حماس، فأخذت تزعم أنه لولا وجود الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية، لما تمكنت السلطة من البقاء، من أجل ابتزازها وتطويعها لتلائم خطها السياسي مع الخطوط الإسرائيلية الحمراء.
وأكد أبو عامر ضرورة أن تواصل الفصائل الفلسطينية تكريس المصالحة، على اعتبار أنه لا يخدم القضية الفلسطينية فقط، بل يوجه ضربة استراتيجية للكيان الصهيوني.