قالت حكومة
جنوب السودان، الثلاثاء، إن محادثات
السلام مع المتمردين تأجلت مرة أخرى، وذلك بعد يوم من اتهام الأمم المتحدة لمقاتلي المتمردين بارتكاب
مجزرة ضد مدنيين في بلدة نفطية يسيطرون عليها.
وقال وزير الإعلام مايكل مكوي: "المحادثات تأجلت.. السبب الذي قدمه (الوسطاء) هو أن التأجيل سيعطيهم فرصة لإجراء مزيد من المشاورات".
وفشلت المفاوضات بين حكومة رئيس جنوب السودان سلفا كير والمتمردين الموالين لنائب الرئيس السابق ريك مشار في إحراز أي تقدم منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار في 23 كانون الثاني/ يناير، الذي لم يتماسك على الاطلاق.
وأدى مقتل مئات الرجال والنساء والأطفال في بلدة بانتيو الرئيسية المنتجة للنفط التي سيطر عليها
المتمردون قبل أسبوع إلى تفاقم التوترات العرقية بين قبيلة الدنكا -التي ينتمي لها كير- وقبيلة النوير التي ينتمي لها مشار.
وينفي المتمردون ارتكاب أي أعمال قتل.
وقالت مسؤولة بالأمم المتحدة إنها رأت عشرات من الجثث المتعفنة ملقاة في شوارع بانتيو المتربة.
وقالت مسؤولة الإعلام في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، أماندا ويلر: "رأينا في السوق أكواما كبيرة من الجثث.. عشرات الجثث كومت فوق بعضها".
وأضافت أن من بين القتلى نساء.
وقالت الأمم المتحدة، الاثنين، إن المتمردين قتلوا مدنيين كانوا يلوذون بمستشفى ومسجد وكنيسة.
وقال المتمردون إن اتهامات الأمم المتحدة بلا أساس، واتهموا جزءا من بعثة المنظمة الدولية في جنوب السودان بترويج "دعاية رخيصة"، لكسب ود كير، متهمين القوات الحكومية بارتكاب أعمال قتل ممنهجة.
وقال المتحدث باسم المتمردين، لول رواي كوانج، في بيان أرسل عن طريق البريد الإلكتروني: "ارتكبت القوات الحكومية وحلفاؤها هذه الجرائم المشينة عند انسحابها".
وأضاف: "هذه مزاعم سخيفة، اختلقها أعداء الحرب التي تخوضها المقاومة، لأجل إصلاحات ديمقراطية".
وقالت حكومة جنوب السودان إن الهيئة الحكومية للتنمية "إيجاد" لدول شرق إفريقيا -التي تقوم بوساطة- أجلت المحادثات لمدة خمسة أيام، لتستأنف في 28 نيسان/ أبريل.
وفرّ أكثر من مليون شخص من بيوتهم منذ اندلاع القتال في جنوب السودان، في كانون الأول/ ديسمبر.
وقتل آلاف الأشخاص، ولاذ عشرات الآلاف بقواعد الأمم المتحدة في أنحاء البلاد، بعد أن امتدت أعمال العنف التي أخذت بعدا عرقيا.