قال منسق المبادرة الأردنية للبناء "زمزم"، الدكتور رحيل غرايبة، الاثنين، إنه لا يعترف بشرعية المحكمة ولا نتائجها، ردا منه على قرار محكمة "إخوان الأردن" الداخلية بفصله إلى جانب اثنين من قادة المبادرة.
جاء ذلك في رده على ما جاء في بيان الجماعة (الذي يوضح أسباب فصل منسق المبادرة غرايبة إلى جانب جميل دهيسات ونبيل الكوفحي)، الذي اعتبره أنه "يختزل القضية"، معتبرا أن الحكم جاء دون صدور مخالفة، ودون سند قانوني "ما يدل على أن نفرا تسلل إلى القيادة، وبدأ حرب تصفيات على من يحمل".
وأكد الغرايبة أنه تحاور مع عدد من قادة الجماعة بخصوص المبادرة، وأنه تم إطلاعهم على تفاصيلها، مبديا لهم الاستعداد لشطب أي مادة تعارضها الجماعة.
وحول سؤاله عما إذا كان ينوي التقدم باستئناف لدى المحكمة الداخلية للإخوان، قال: "لا أعترف بشرعية المحكمة ولا نتائجها، الأمر الذي لا يحتم علي السير بهذه الإجراءات غير الصحيحة".
واعتبر الغرايبة أن ما حصل من إجراءات بحق من فصلتهم الجماعة سيدفعهم للمضي أكثر، مضيفا: "وجودي في الجماعة يحتم علي الانطلاق في المبادرة، وليس لأحد أن يمنع ذلك دون وجه حق".
ومن جهته، أكد جميل دهيسات لـ"عربي 21" في وقت سابق أن "زمزم" مكملة لدور الحركة الإسلامية، وليست انشقاقا على أحد، ولا يوجد في قانون الجماعة ما يمنع إطلاق مبادرة، "لم نخالف التنظيم، وليس لدينا النية للانشقاق، على خلاف مزاعم البعض".
وكانت جماعة الإخوان المسلمين في الأردن أصدرت بيانا، قالت فيه إن مبادرة "زمزم" تُعدّ مخالفة تنظيمية من ناحية المبدأ.
وأضافت الجماعة في بيان وصل "عربي 21" نسخة منه الاثنين، إن فصل القياديين في الجماعة لثلاثة من قادة المبادرة ذو بعد تنظيمي، مشيرة إلى أن المحكمة المركزية للجماعة رأت أن المبادرة مخالفة تنظيميا، وعملا بنصوص لوائحها الخاصة أصدرت قرارها بإيقاع عقوبة الفصل التنظيمي، حكما أوليا قابلا للاستئناف".
وقالت الجماعة في بيانها: "طلبنا من الإخوة عدة مرات التوقف وعدم استكمال المشروع الذي يشكل إطارا تنظيميا موازيا للجماعة (...) وقبل موعد إشهار المبادرة جرت حوارات موسعة معهم شارك بها شخصيات إخوانية ذات قدر ومكانة، ولم يتوصلوا إلى تغيير رأيهم أو قناعاتهم، التي أصروا على إنفاذها. وعلى إثر إشهار المبادرة قرر المكتب التنفيذي إحالة الإخوة المتصدرين للمحكمة المركزية المختصة".
وأكد البيان على "استقلالية المحكمة وقرارها وعلى حرص الجماعة على جميع أبنائها وحقوقهم الشرعية والتنظيمية، بما في ذلك واجب الإبداع والتفكير والمبادرة، وخدمة الدين ومصلحة الوطن، وبيان الحقيقة من مصادرها المعتبرة والمعتمدة، وكل ذلك وفق أنظمة الجماعة ولوائحها الداخلية".
وأحالت جماعة الإخوان المسلمين بالأردن، في كانون الأول/ ديسمبر الماضي، القياديين الثلاثة إلى تحقيق داخلي لمشاركتهم في المبادرة، دون إذن مسبق من الجماعة، و"بما يخالف لوائحها الداخلية".
يشار إلى أن المبادرة لا تشارك فيها جماعة الإخوان المسلمين بشكل رسمي، بل دعت أعضاءها لمقاطعتها، وأحالت منظميها للمحكمة الداخلية.
ويذكر أن نحو 500 شخصية أردنية أعلنت عن المبادرة الأردنية للبناء "زمزم"، أوائل تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، في حفل أقيم في المركز الثقافي الملكي، وسط العاصمة الأردنية عمان؛ سعيا إلى إيجاد "مبادرة مجتمعية توافقية، تنهض بالحياة السياسية والاجتماعية وفق رؤية إسلامية وسطية"، بحسب المنظمين، الذين قالوا إن عددا من أعضاء جماعة الإخوان شاركوا في المبادرة.