في سابقة هي الأولى من نوعها، في تاريخ الإنتخابات الرئاسية، أعلن مؤيدون للمشير عبد الفتاح
السيسي، المرشح لرئاسة الجمهورية، عن مساعدتهم لمنافسه حمدين
صباحي، في جمع
التوكيلات اللازمة لخوضه السباق الإنتخابي.
وأوضح محمود رزق، المنسق العام لحملة السيسي، في مدينة البرلس التابعة لمحافظة كفر الشيخ، أن مؤيدين للسيسي، يقومون بحشد المواطنين من أجل تحرير توكيلات لصباحي، بعد أن انتهت الحملة من جمع التوكيلات المستحقة لوزير الدفاع السابق، مشيرا إلى أن هذه الخطوة تأتي دعما للديمقراطية، ومن أجل إتاحة الفرصة لمرشحين آخرين، لخوض
الانتخابات الرئاسية، من أجل الحفاظ على وجود "منافسة" بين المشير وآخرين.
يشار إلى أن مدينة بلطيم، هي مسقط رأس صباحي ودائرته الإنتخابية، التي مثلها لسنوات طويلة في مجلس الشعب، وهو الأمر الذي أثار استغراب مراقبين، تساءلوا عن أسباب احتياج صباحي، إلى مساعدة مؤيدي السيسي لإكمال الألف توكيل المطلوبة من محافظة كفر الشيخ، حسبما ذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الحكومية.
لتمكينه من المشاركة
وكانت تقارير صحفية محلية، ذكرت أن حملة صباحي تواجه مأزقا حقيقيا، وأنه فشل في جمع عدد التوكيلات اللازم لخوض السباق الرئاسي، قبل أيام قليلة من غلق باب التقدم للترشح، خاصة ألف توكيل من 15 محافظة مختلفة.
وقالت مصادر من داخل الحملات الشعبية الداعمة للسيسي: "إن بعض مؤيديه في عدد من المحافظات، حرروا توكيلات تأييد لصباحي، رغم دعمهم الكامل للمشير، رغبة منهم في "إنقاذ" صباحي من ورطة التوكيلات"، على حد تعبيرهم.
ونقلت صحيفة "
المصري اليوم" عن علي عبدالفتاح، أحد مؤيدي السيسي، قوله: "إنه حرر هو ومجموعة من زملائه، توكيلات لصباحي خلال اليومين الماضيين، في محاولة منهم لتمكينه من جمع الأعداد المطلوبة".
وأضاف عبدالفتاح "قمت بتحرير التوكيل له رغم دعمي الكامل للمشير، وإن صوتي سيكون له في الانتخابات المقبلة"، مشيرا إلى أن الفكرة جاءته بعد عدد من الدعوات من قبل بعض الشباب المنضم للحملات الشعبية، بسبب انتشار أخبار حول فشل صباحي، في جمع التوكيلات من محافظات مختلفة.
وتابع: "اقتنعت بالفكرة رغبة مني في خروج الانتخابات الرئاسية بشكل لائق، أمام العالم، وحتى لا يكون السيسي هو المرشح الوحيد"، مضيفا أنه متأكد من فوز المشير، رغم ذلك وأن الفارق في الشعبية واضح للغاية، ولذلك هو لا يخشى تأثير ذلك على السيسي، خاصة أن الدعم سوف يكون في جمع التوكيلات فقط، وليس خلال أي مرحلة أخرى".
وقال مصدر في حملة السيسي: "إن هذا الإجراء لم يكن مخططاً له، ولكن تم بعشوائية من مجموعة من الشباب في عدد من المحافظات، بعد أنباء تعثر حمدين صباحي في جمع التوكيلات، ولم نجد أي غضاضة في ذلك، حتى تخرج الانتخابات بشكل لائق، وبصورة مشرفة أمام العالم".
الحملتان تنفيان
لكن حملة السيسي، نفت قيام أشخاص تابعين لها فى مدينة بلطيم بمحافظة كفر الشيخ، بحشد المواطنين لتحرير توكيلات لصباحي، بدعوى الحفاظ على المنافسة.
وذكرت عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك، أن الأشخاص الذين صدر عنهم تلك التصريحات، لا يمتون للحملة الرسمية بصلة.
بدوره، رفض السفير معصوم مرزوق، المتحدث الرسمي باسم حملة حمدين صباحي، تلك التصريحات التي اعتبرها مجرد شائعات".
وأضاف مرزوق، أن تجميع توكيلات صباحي، يتم بمعرفة الشباب المستقلين، وأعضاء حزب الكرامة، والتحالف الشعبي والتيار الشعبي، وأعضاء حزب الدستور، الذين انضموا بكامل قوتهم لحملة صباحي، خلال الأيام الماضية، مؤكدا أن التوكيلات التي كانت مطلوبة لإكمال العدد المطلوب لم تكن كثيرة.
وقال المنسق الإعلامي للحملة عمرو بدر: "إن تأييد حزب الدستور لصباحي، يؤكد وحدة جميع القوى الثورية لتأييد صباحي، مشيرا خلال مداخلة مع قناة إم بي سي مصر ، إلى أن شباب حزب الدستور بدأوا الأربعاء، تحرير توكيلات لصباحي في المحافظات.
وأكد أن الحملة انتهت من جمع التوكيلات، لافتا إلى أنه سيتم تنظيم مؤتمر صحفي يوم السبت المقبل، أو الأحد، لإعلان ترشح صباحي رسميا بتقديم الأوراق للجنة العليا للانتخابات.
وكانت حملة صباحي، أعلنت مساء الخميس الانتهاء من جمع التوكيلات المؤيدة لمرشحهم، التي اشترطتها اللجنة العليا للانتخابات، لقبول الترشح بانتخابات الرئاسة.
وقال حسام مؤنس، مدير الحملة، عبر حسابه على فيس بوك: "إننا بالفعل حققنا العدد القانوني المطلوب، سواء فيما يتعلق بالعدد الإجمالي، أو الألف توكيل المطلوبة من 15 محافظة مختلفة".
تعنت حكومي
واشتكت حملة صباحي من صعوبات كثيرة في عملها، وتعنت من قبل الموظفين الحكوميين العامليين بالشهر العقاري، المنوط بهم توثيق التوكيلات.
وكانت حملة صباحي، قد أعلنت الثلاثاء الماضي، تسليمها شكوى لمجلس الوزراء، من تحيز الحكومة لصالح السيسي، وأكدت أنها قامت بتوثيق عدد كبير من الانتهاكات، التى تعرض لها أعضاء الحملة، أثناء جمع التوكيلات وصلت إلى اعتقال عدد منهم.
وأشارت الحملة إلى إعلان ثلاثة وزراء، تأييدهم للسيسي بما يشي بتحيز الحكومة، ونيتها تزوير الانتخابات.
وينص الدستور على أن المرشح لرئاسة الجمهورية، يجب أن يحصل على تأييد ما لا يقل عن 25 ألف مواطن، ممن لهم حق الانتخاب في 15 محافظة، من إجمالي محافظات مصر السبعة والعشرون".
يشار إلى أن الأحد المقبل، الموافق 20 إبريل، هو آخر الأيام التى قررتها اللجنة العليا للانتخابات لاستقبال أوراق مرشحي الرئاسة.