قال قيادي في حركة "
حماس" إن الشعب
الفلسطيني على وشك تفجير "
انتفاضة ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي"، في حال استمرت "الاعتداءات الإسرائيلية" على مدينة القدس والمسجد الأقصى.
وخلال كلمة له في مهرجان نظمته القوى الوطنية والإسلامية في مدينة خانيونس جنوب قطاع
غزة وحمل عنوان "نصرة الأقصى"، قال صلاح البردويل القيادي في "حماس"، إن "استمرار التنسيق الأمني والمفاوضات العبثية الهزيلة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل يساهم في تضيع القضية الفلسطيني".
وأضاف أن "السلطة الفلسطينية وبعض الزعماء العرب يساهمون في تضييع القضية الفلسطينية بالمفاوضات الهزيلة"، على حد قوله.
ودعا إلى وقف "التنسيق الأمني" والمفاوضات بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بشكل عاجل، ودعم المقاومة المسلحة في الضفة الغربية رداً على اقتحامات المستوطنين اليهود المتكررة للمسجد الأقصى.
وشدد على أنه "لا يمكن التفاوض على حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني والتي من أهمها مدينة القدس".
ووصلت مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين إلى أصعب مراحلها منذ انطلاقها أواخر تموز/يوليو الماضي، وذلك على خلفية رفض إسرائيل إطلاق سراح الدفعة الأخيرة من الأسرى القدامى أواخر الشهر الماضي، وهو ما رد عليه الجانب الفلسطيني بالتوقيع على 15 معاهدة واتفاقية دولية، في خطوة نددت بها تل أبيب وهددت باتخاذ عقوبات ضدها.
ويأتي ذلك قبل نحو أسبوعين على انتهاء المدة التي منحتها الإدارة الأمريكية الراعي الرئيس لهذه المفاوضات، والمقررة أواخر الشهر الجاري.
وقال البردويل في رسالة وجهها للدول العربية "إلى الأنظمة العربية التي تحاول أن تنقلب على ثوراتها وعلى إرادة شعوبها إن إرادة الشعوب هي مع المسجد الأقصى، ومدينة القدس هي القنبلة التي ستشعل المنطقة".
من جانبه، أكد عدنان العصار في كلمة ألقاها ممثلاً عن القوى الوطنية والإسلامية أن "المقاومة المسلحة والوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد لكبح جماح إسرائيل"، مطالباً الفصائل الفلسطينية بالعمل لإنهاء الانقسام بشكل عاجل.
وقال العصار إن "الاحتلال الإسرائيلي يواصل تهويده لمدينة القدس مستغلاً التخاذل والضعف العربي والإسلامي".
ودعا الدول العربية والإسلامية إلى إنشاء صندوق مالي لدعم صمود الفلسطينيين في مدينة القدس.
ويقول الفلسطينيون إن المسجد الأقصى يتعرض لـ"اقتحامات شبه يومية، يقوم بها مستوطنون تحت حراسة من قوات الجيش الإسرائيلي".
وكانت مؤسسة "الأقصى للوقف والتراث الإسلامي" (جمعية أهلية تديرها الحركة الإٍسلامية داخل إسرائيل) قد ذكرت في بيان صحفي صدر الأسبوع الماضي، أن أكثر من ثلاثة آلاف مستوطن وعنصر في الشرطة والمخابرات الإسرائيلية، اقتحموا المسجد الأقصى خلال الربع الأول من العام الجاري.
وقالت المؤسسة إن منظمات يهودية تخطط لبناء "كنيس يهودي على جزء من المسجد الأقصى كخطوة مرحلية لهدم المسجد الأقصى وبناء مكانه ما يسمى ب"هيكل سليمان".
واندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى يوم 8 كانون الأول /ديسمبر 1987، في مخيم جباليا بقطاع غزة وامتدت لبقية الأراضي الفلسطينية، وذلك بسبب قيام سائق شاحنة إسرائيلي بدهس عمال فلسطينيّين على حاجز "إيريز" شمال القطاع وهدأت الانتفاضة في العام 1991، وتوقفت نهائياً مع توقيع اتفاقية أوسلو عام 1993.
فيما اندلعت الانتفاضة الثانية في 28 أيلول /سبتمبر 2000، بعد دخول رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرئيل شارون إلى باحة المسجد الأقصى، وتميزت بكثرة المواجهات مسلحة وتصاعد وتير الاعمال العسكرية، وراح ضحيتها 4412 قتيلاً فلسطينيا و48322 جريح، وعلى الجانب الإسرائيلي قتل 1069 قتيل وجرح 4500 آخرين.