تبدأ الاثنين في طرابلس
محاكمة الساعدي وسيف الإسلام
القذافي نجلي الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، حيث من المتوقع مثولهما أمام المحكمة لمواجهة اتهامات بالفساد وارتكاب جرائم حرب، إلى جانب أكثر من 30 شخصا آخرين من المسؤولين في عهد القذافي.
وسينظر المجتمع الدولي إلى هذه المحاكمة الجماعية على أنها مقياس لمدى تقدم
ليبيا في إقامة دولة ديمقراطية بعد ثورة 2011، التي أنهت حكم الفرد الواحد في عهد القذافي الذي استمر 40 عاما.
وميز ليبيا خلال فترة ما بعد القذافي حكم مؤقت ضعيف، وقلاقل متزايدة مع رفض المقاتلين الثوريين السابقين إلقاء سلاحهم، ووقف المحتجين المسلحين وسيطرتهم على صادرات النفط المهمة في البلاد.
وتواجه الديمقراطية الناشئة في ليبيا صعوبة في إنشاء المؤسسات الأساسية، وبسط سيادة القانون، نظرا لأن القذافي لم يخلف سوى شكل خارجي فقط من الحكومة، بعد تركيز كل السلطات في يده.
وستبدأ المحاكمة بعد يوم واحد من إعلان رئيس الوزراء المؤقت عبد الله الثني استقالته، عقب هجوم على عائلته، وفي أعقاب الإطاحة برئيس الوزراء السابق قبل شهر واحد فقط.
وقالت حنان صلاح الباحثة الليبية في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة "هيومان رايتس ووتش" إنه "إذا لم يحصلوا على محاكمات نزيهة فسيثير ذلك شكوكا فيما إذا كانت ليبيا الجديدة تمارس العدالة الانتقائية".
وأضافت أنه توجد حتى الآن مشكلات في التمثيل القانوني، حيث أن كثيرين ممن يحاكمون ليس لهم محام من البداية، وهو ركن أساسي لإجراء محاكمة عادلة.
وتشعر المحكمة الجنائية الدولية ومنظمات حقوق الإنسان الأخرى بالقلق حيال نزاهة نظام العدالة الليبي على الرغم من أن الحكومة حصلت في العام الماضي على حق محاكمة رئيس جهاز المخابرات الليبي في عهد القذافي في ليبيا، بدلا من المحكمة الجنائية الدولية.
وسلم الساعدي القذافي لليبيا من النيجر في بداية آذار/ مارس. وربما يمثل أمام المحكمة في طرابلس لأول مرة لسماع الاتهامات الموجهة له.
ولكن هذا ربما يعتمد على ما إذا كان المحققون قد انتهوا من جمع الأدلة.
وقال النائب العام الليبي عبد القادر رضوان على "رويترز" في ساعة متأخرة من مساء الأحد، إنه يعتقد أن الساعدي لن يمثل أمام المحكمة لأن التحقيقات مازالت جارية.
ومن المتوقع أن يظهر سيف الإسلام -الذي كان ينظر إليه لفترة طويلة على أنه من سيخلف والده- عبر الفيديو داخل قاعة المحكمة.
وسيف الإسلام محتجز منذ فترة طويلة من قبل ميليشيا قوية في الزنتان بغرب ليبيا، وهي ترفض تسليمه للحكومة المركزية لاعتقادها بأنها لا تستطيع توفير محاكمة آمنة له.
وسيمثل أيضا رئيس المخابرات في عهد القذافي عبد الله السنوسي أمام المحكمة، الاثنين، إلى جانب وزير الخارجية السابق عبد العاطي العبيدي.