أصيب سبعة من رجال الشرطة، واثنين من الصحفيين، في مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين رافضين للولاية الرابعة للرئيس المترشح، عبد العزيز
بوتفليقة، وذلك بمحافظة بجاية ، شرق
الجزائر، قبيل تجمع انتخابي كان سيعقده مدير الحملة الانتخابية لبوتفليقة، عبد المالك سلال.
لم يستطع عبد المالك سلال، وهو رجل ثقة بوتفليقة، عقد التجمع للدعاية لترشح الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وفور وصوله إلى مطار بجاية، قادما إليها من العاصمة، سارع ممثلوه بالمحافظة إلى تحذيره من التوجه إلى وسط المدينة، حيث كان يحضر لإلقاء خطابه أمام انصار الرئيس بدار الثقافة.
وسادت حالة من الاحتقان و الغليان، وسط المدينة التي التحق بها منذ الصباح الباكر، مئات الشباب الرافضين للولاية الرابعة، وصلوا للمكان لمنع ممثل الرئيس المنتهية ولايته من عقد تجمعه، وسرعان ما تحولت احتجاجات سلمية رفعت فيها شعارات مناهضة لبوتفليقة إلى مواجهات بين الشرطة و المتظاهرين.
حدث ذلك وقد كان عبد المالك سلال وثلة من المسؤولين، قد عادوا أدراجهم إلى العاصمة، حيث كان الوضع ينذر بخطر وشيك على الوفد الانتخابي.
لكن جمعا من أنصار الرئيس، كانوا بمقر دار الثقافة وسط المدينة ومعهم العشرات من الصحفيين، بانتظار عبد المالك سلال، ومنع الصحفيون من الخروج إلى الشارع المحاذي؛ الذي كان يطوقه متظاهرون غاضبون، وبعضهم يطلق الشتائم إزاء ممثلي الصحافة الموالية للسلطة.
وقال صحفيون ل"عربي21" من داخل قاعة التجمع، إن مصور وصحفي قناة "النهار" خرقا أوامر ضباط الشرطة وخرجا إلى الشارع لتصوير الاحتجاجات ومقابلة المحتجين الغاضبين، مما تسبب ذلك في ضربهم وتكسير كاميرا القناة. وسرعان ما تطورت الأمور وتحولت الاحتجاجات السلمية إلى أعمال تخريب.
وقالت موفدة جريدة "الوسط" حكيمة ذهبي، التي كانت ضمن الوفد الإعلامي المحتجز داخل القاعة، في اتصال هاتفي مع "عربي21" إنه " في خضم ذلك، أصيب سبعة من رجال الشرطة بجروح، كما أصيب مصور يعمل لحساب قناة "النهار" المقربة من الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، بكسر خطير في رجله، بينما تعرض زميله الصحفي إلى جروح على مستوى الأذن.
وتم إلغاء التجمع الانتخابي على الفور، بعد ان زادت الأوضاع سوءا، وقال عبد المالك سلال لوكالة الأنباء الجزائرية، الرسمية، بعد وصوله إلى العاصمة "لقد فضلنا إلغاء تجمع ولاية بجاية حفاظا على الأمن".
وأكد سلال أنه خشي على الصحفيين الذين رافقوه لتغطية الحدث، وأضاف "لقد رأيتم بأعينكم ما حدث و مفهوم الديمقراطية لدى البعض".
كما أكد أنه "ضد الإقصاء والتطرف..التطرف ليس له مكان في هذا البلد "، معتبرا أن "الشعب الجزائري يفرق بين الصالح والطالح".
واتهمت مديرية الحملة الانتخابية للرئيس المترشح، ناشطي حركة "بركات" بالوقوف وراء "الانزلاق الذي حصل".
لكن عبد النور بوخمخم، الإعلامي المعارض الذي شارك في مظاهرات حركة "بركات" المعارضة للنظام، بالعاصمة، كذب ما أوردته مديرية حملة الرئيس المنتهية ولايته، وقال ل"عربي21"، "لا أعتقد أن بركات فعلتها في محافظات بومرادس وورقلة وباتنة وأم البواقي مع الموالين للرئيس ومنهم مدير ديوانه احمد ويحي الذي قوبل بموجة غضب بأم البواقي امس ، كما لا أعتقد أن بركات وقفت وراء طرد كل من عمار غول وعمارة بن يونس من قاعة التجمع بمارسليا في فرنسا نهاية الأسبوع الجاري".
وليست هذه المرة الأولى التي يتعرض فيها "وكلاء" الرئيس المترشح للعنف وحملة الرفض، وقد سبق للعديد من المتظاهرين في محافظة
أم البواقي أمس الجمعة، أن منعوا أحمد اويحي، مدير ديوان الرئيس، من تنشيط تجمع له، وتعرض مرافقوه إلى التعنيف اللفظي.
وردد رافضو الولاية الرابعة، لبوتفليقة شعارات مناهضة للنظام.
و تعرض وزير الصحة، عبد المالك بوضياف، إلى مضايقات من قبل محتجين الجمعة، بمحافظة باتنة، شرق الجزائر كذلك، والتي ينحدر منها، حينما كان يهم بتنشيط تجمع لفائدة الرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة.
وبدوره ألغى ، السبت عمار سعداني، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني(الحزب الحاكم) عمار سعداني، تجمع انتخابي لفائدة الرئيس المترشح، كان يهم بتنشيطه بمحافظة الوادي، اقصى جنوب الجزائر، بسبب موجة رفض وغليان كبيرين في المحافظة رفضا لكل ما يرمز للرئيس بوتفليقة.
وتتنامى موجة غضب رهيبة، من قبل المعارضين للولاية الرابعة للرئيس المترشح عبد العزيز بوتفليقة، وتسود مخاوف جمة من النزوع إلى العنف خاصة يوم الانتخاب، 17 نسيان/ ابريل.
وعلى النقيض من ذلك، ينشط منافسو بوتفليقة تجمعاتهم الانتخابية بصفة عادية، في كل المحافظات التي يحلون بها منذ انطلاق حملة الدعاية الانتخابية، حيث شارفت اليوم يومها الرابع عشر.
ويقول الأخضر بن خلاف، القيادي في "جبهة العدالة و التنمية" الإسلامية، المقاطعة للاستحقاق الانتخابي "لعربي21" ان "أنصار الرابعة اصبحوا منبوذين أينما حلوا وارتحلوا، والشعب الجزائري قد استفاق ولم يعد يؤمن بالوعود الجوفاء"، وتابع بن خلاف لا "إن السلطة لما يئست من الشعب أصبحت تطلب تزكية من الخارج، ولهذا الغرض زار وزير الخارجية الأمريكي الجزائر، لكن الأمريكيين سيطالبون بالمقابل لأنهم يعلمون أن وجود كيري بالجزائر، سيستغله المتزلفون من الموالين لبوتفليقة".
ويقول عبد النور بوخمخم إن " ما حدث لسلال في بجاية، يعكس حالة من الرفض المتزايد لمشروع ترشح الرئيس ولمن يمثلونه في الحملة الانتخابية، لكن الملاحظ أن هذا الرفض أصبح في الأيام الأخيرة يعبر عنه بتحركات للشباب لإفساد تجمعات أنصار الرئيس وهو سلوك انتشر في أكثر من منطقة في باتنة".
ويؤكد بوخمخم "مثلا وصل تحرك مجموعات من الناس إلى درجة غلق مكاتب ومداومات الحملة الانتخابية لبوتفليقة"، وأضاف "أعتقد انه جو من الاحتقان والتوتر والشحن سيزيد أكثر خاصة مع بروز مؤشرات عديدة أن حظوظ بوتفليقة في حسم نتائج الانتخابات في الدور الأول، قد تضاءلت كثيرا حتى بوجود حملة مقاطعة قوية والخوف أن يحدث ما يتوقعه خصومه من مقاطعين ومشاركين بشأن تزوير الانتخابات وهذا قد يجر البلاد كلها إلى موجة احتجاجية لا يعلم أي شخص أين يمكن أن تنتهي".