مرت الساعات الأولى للاقتراع في
الانتخابات الأفغانية، السبت، بسلام ولم تشهد حتى عصر اليوم سوى هجمات متفرقة على مراكز الاقتراع مع انطلاق ما يمكن وصفه بأول انتقال ديمقراطي للسلطة منذ الاحتلال الأمريكي لأفغانستان في عام 2001.
وحذرت
طالبان المدنيين من استهدافهم إذا شاركوا في الاقتراع ومن المتوقع إغلاق عشرة بالمائة على الأقل من مراكز الاقتراع بسبب تهديدات أمنية. وغادر معظم المراقبين الأجانب أفغانستان عقب هجوم على فندق في كابول الشهر الماضي أسفر عن سقوط قتلى.
لكن في العاصمة كابول اصطف الناخبون في طوابير أمام مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم مؤكدين رغبتهم في ممارسة حقهم الانتخابي.
وقال يوسف نورستاني رئيس لجنة الانتخابات المستقلة بعدما أدلى بصوته في مركز اقتراع في كابول "أدعو المواطنين الأفغان لأن يثبتوا لأعداء الوطن أنهم لن يثنوهم عن الاقتراع".
وعُزلت العاصمة كابول عن بقية البلاد بسلسلة من حواجز الطرق ونقاط التفتيش. ونُشر أكثر من 350 ألفا من قوات الأمن الأفغانية لإحباط أي هجمات على مراكز الاقتراع وعلى الناخبين.
ويحق لنحو 12 مليون ناخب الإدلاء بأصواتهم من بين سكان أفغانستان الذين يقدرون بنحو 30 مليون نسمة.
ولا يسمح الدستور الأفغاني للرئيس الحالي حامد كرزاي بالترشح لفترة ولاية جديدة لكن بعد أن أمضى 12 عاما في السلطة من المتوقع على نطاق واسع أن يحتفظ بنفوذ قوي من خلال مجموعة من السياسيين الموالين له. ويتنافس ثمانية مرشحين من أبرزهم وزيرا الخارجية السابقين عبد الله عبد الله وزلماي رسول ووزير المالية السابق أشرف غاني.
ويتوقع معظم الناس أن تكون هذه الانتخابات أفضل من انتخابات عام 2009 التي منحت كرزاي ولاية ثانية وسط أعمال تزوير واسعة.
ولكن اسم الفائز لن يعلن قبل شهور ربما حتى تشرين الأول/ أكتوبر.
وإذا لم يحصل أي من المرشحين على أكثر من 50 في المائة من الأصوات في الاقتراع ستجرى جولة ثانية بين المرشحين اللذين حصلا على أعلى عدد من الأصوات في الجولة الأولى في 28 آيار/ مايو.
وإذا طال الأمر فلن يتاح وقت كاف للانتهاء من اتفاق بين كابول وواشنطن يسمح ببقاء عشرة آلاف جندي أمريكي في البلاد بعد 2014 عقب رحيل معظم القوة الأمريكية التي تبلغ حاليا نحو 23500 جندي.
وكان الناخبون الأفغان اصطفوا منذ ساعات الصباح الباكر، أمام مراكز الاقتراع في مختلف أنحاء البلاد، لاختيار رئيسهم للسنوات الخمس المقبلة. ولم تحل الأمطار والمخاوف الأمنية، دون اصطفاف الناس من الراغبين في الإدلاء بأصواتهم، أمام مراكز الاقتراع.
وفتحت مراكز الاقتراع أبوابها، السبت، في الساعة السابعة صباحا، بالتوقيت المحلي، ويستمر التصويت حتى الخامسة عصرا. ويبلغ عدد من يحق لهم التصويت في الانتخابات 12 مليون مواطن.
ويختار الناخبون واحدا من بين 8 مرشحين، ليس بينهم الرئيس الحالي "حامد كرزاي"، الذي يمنع الدستور ترشحه لولاية ثالثة.
وتم تحديد 7 آلاف مركز انتخابي في أنحاء البلاد، أغلق حوالي 700 منها لأسباب أمنية. ويختار الناخبون كذلك أعضاء مجالس شورى الولايات.
وأدلى الرئيس الأفغاني كرزاي بصوته في مركز انتخابي، قريب من القصر الرئاسي، ودعا الشعب الأفغاني للتوجه إلى الصناديق واستخدام حقهم الديمقراطي.
من جهة أخرى أصيب أربعة ناخبين، السبت، إثر وقوع انفجار في مركز للاقتراع في إقليم لوجار بجنوب شرق أفغانستان بعد بضع ساعات من بدء الإدلاء بالأصوات في الانتخابات الرئاسية بالبلاد.
وقال عبد الحميد حاكم منطقة محمد أغا بالإقليم "وقع الانفجار قرب مركز للاقتراع عبارة عن مبنى مدرسة وأدى إلى إصابة أربعة ناخبين أحدهم إصابته حرجة".