يرفض
تشلسي الإنكليزي الاستسلام بعد خسارته 1-3 أمام باريس سان جرمان الفرنسي، الأربعاء، في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، ولا يزال يؤمن بحظوظه في التأهل مع عودة الموهوب الكاميروني صامويل ايتو في الإياب الثلاثاء في لندن.
وفي غياب الهداف الكاميروني عن ملعب بارك دو برانس، لم يأت التكتيك الذي اتبعه المدرب البرتغالي جوزيه
مورينيو، أكله باعتماد الألماني اندريه شورله كرأس حربة على حساب الإسباني فرناندو توريس الذي نزل بديلا له في الشوط الثاني.
وعودة محتلمة للأسد الكاميروني المصاب في الفخذ، قد تشكل طلقة إضافية في جعبة المدرب البرتغالي، خصوصا أن نتيجة الذهاب سترغم لاعبي تشلسي على الخروج من تحفظهم وحذرهم من أجل تعويض الخسارة الكبيرة نسبيا.
وقال مورينيو بهدوء بعد الهزيمة: "الآن، لم يعد لدينا ما نخسره، بعد خسارتنا 1-3، لم يعد التفكير فيها مجديا، وإنما علينا أن نلعب ونحن نعتقد بأن كل شيء ممكن".
وأضاف "كي أكون صريحا، لا أعتقد بأن باريس سان جرمان يتصور أن الأمر انتهى، عليهم أن يفكروا بالانطلاقة على أنها كانت جيدة، وأن شيئا لم ينته بعد".
وإذا لم يكن تشلسي، بطل الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ" في الموسم الماضي، مرتاحا خصوصا في مجال صناعة اللعب، فسبب ذلك هو أن هذه السمة تتفق مع مؤهلات الكاميروني (33 عاما) الذي يقوم بما يلزم لقيادة الهجوم المعاكس الصاعق.
وكان في رهان مورينيو مخاطرة، وعانى مدافعوه كثيرا من اختراقات الأرجنتينيين ايزيكييل لافتزي وخافيير باستوري، صاحبي الهدفين الأول والثالث (الثاني جاء بقدم البرازيلي دافيد لويز خطأ في مرماه)، والبرازيلي لوكاس مورا، بديل السويدي زلاتان ابراهيموفيتش في الشوط الثاني.
وباحتفاظ أكثر بالكرة، قام دفاع تشلسي بعمل أقل مما ينبغي، وبامكانه أن يحسن هذا الوضع في الإياب، رغم أنه وللمفارقة استطاع بهذا الأسلوب خلق الكثير من المشاكل أمام لاعبي باريس سان جرمان في الشوط الأول.
وكان مورينيو صباح الخميس موضع انتقادات شديدة في الصحف الإنكليزية، أكثر بكثير من جون تيري وديفيد لويز اللذين لم يظهرا بالشكل المطلوب في مباراة الأربعاء، وهذه المسألة ترفع عن كاهلهما الانغماس في التفكير بما حصل، في حين يستطيع المدرب البرتغالي أن يستمتع بهذه المواقف المتوترة.
وحمل الكثيرون مورينيو الهزيمة حيث "لم يتعامل فريقه مع المباراة كما يريد، وكان من السهل أن يهزم".
وخلال مسيرته مع الفريق اللندني، لم يخسر مورينيو إلا مباراة واحدة على أرضه في أدوار الخروج المباشر (ذهاب وإياب) من دوري أبطال أوروبا، وكان ذلك أمام برشلونة الإسباني (1-2) عام 2006، ولم يخسر أي مباراة في الدوري الإنكليزي.
وقال المدافع غاري كاهيل: "عندما أحرزنا اللقب (2012) كان علينا تجاوز خسارتنا أمام نابولي" الإيطالي، مؤكدا أنه "لدينا اللاعبون والشخصية للقيام بهذا الأمر. المسألة معقدة جدا، لكن ليس أمامنا خيار آخر".
ونجح تشلسي في ثمن نهائي العام 2012 في تحقيق الفوز على نابولي بأربعة أهداف ماقبل هدف واحد بعد التمديد، وبعد أن خسر أمامه ذهابا (1-3).
وكتب اللاعب الدولي الإيرلندي السابق طوني كاسكارينو في صحيفة "التايمز"، الأربعاء، "حتى في غياب الهداف وصانع الألعاب، كان تشلسي قادرا على إزعاج باريس سان جرمان وإقلاق راحته. يلعب باريس سان جرمان في بطولة ضعيفة نسبيا، وهو الأضعف بين الفرق الثمانية" في ربع النهائي.
واعتبر كاسكارينو أن الفريق الفرنسي "الذي تنقصه الخبرة، قد يهاجم دون سبب ويقع في كمائن ينصبها بنفسه لنفسه".
من جانبه، رأى داني ميلز الدولي السابق الذي تحول إلى مستشار لاذاعة "بي بي سي" البريطانية أن "تشلسي اذا لعب بوتيرة مرتفعة، يستطيع أن يضع جملة من المشاكل أمام باريس سان جرمان، ويمكنه الفوز عليه مع عودة راميريش" البرازيلي الموقوف.
وختم "الفوز بنتيجة 2-صفر، لا أعرف.. لكني لا أرى في باريس سان جرمان ما يقلقني. لم يكن مخيفا في الذهاب، وإنما على العكس كان تشلسي الأخطر في النهاية، دون أن يصنع لاعبوه المزيد من الفرص".