يواصل
هاشتاج #انتخبوا_العر... انتشاره الهائل بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي كالنار في الهشيم، محققا أرقاما قياسية حيث شارك فيه أكثر من 100 مليون شخص حول العالم و450 مليون مشاهدة وتخطت عدد مرات التفاعل معه 60 مليونا، حتى ساعة إعداد هذا التقرير.
وتزيد أعداد المشاركين في هذا الهاشتاج -الذي أطلق بعد ساعات من إعلان
السيسي ترشحه للرئاسة- بشكل غير مسبوق كل دقيقة، ما جعله الأعلى مشاركة على فيس بوك والثالث على تويتر.
ويرى مراقبون أن الهاشتاج أثار فزع مؤيدي
الانقلاب لمعرفتهم الجيدة بخطورة الاغتيال المعنوي لشخصية السيسي، حيث كان الإعلام
المصري حريصا على تصوير قائد الانقلاب في صورة القائد العسكري المنقذ والبطل المرهوب الجانب، وأطلقوا عليه ألقابا ترسخ هذه الفكرة في عقول المصريين مثل "الدكر" و"الأسد"، لتأتي هذه الحملة وتدمر الصورة الذهنية للسيسي في عقول المصريين والعالم بعد شهور من تثبيتها والتأكيد عليها.
أغلقوا تويتر واعتقلوا النشطاء
واعترف المذيع خيري رمضان خلال تعليقه على هذا الهاشتاج بأن الإعلام المصري رتب حملة اغتيال معنوي للرئيس محمد مرسي قبل الانقلاب عليه في الثالث من يوليو، حينما كرر الإعلاميون كثيرا أنه "نحس" وأنه سبب كل المشكلات في الدولة حتى يتم إنهاك الشخصية بتحميلها أكثر من طاقتها ومن ثم يسهل الإجهاز عليها.
وقال خيري في برنامجه على قناة "سي بي سي" السبت، "نجح اغتيال الشخصية مع مرسي، والآن تحدث نفس الحملة مع السيسي ولكن بطريقة أكثر احترافية"، مطالبا أجهزة الدولة والحملة الانتخابية للسيسي "بالتصدى بشكل سريع لهذا الهاشتاج أو غلق مواقع التواصل الاجتماعي تماما إذا اقتضى الأمر".
أما المذيع عمرو أديب فأعرب عن دهشته من صمت السلطات إزاء هذا الهاشتاج بالرغم من الانتشار الهائل الذي حققه على مواقع التواصل الاجتماعي.
وحذر -خلال برنامجه القاهرة اليوم السبت- من أن استمرار الموقف السلبي لأجهزة الدولة من هذه الحملة سيؤدي إلى انتشارها أكثر وأكثر خلال الأيام القادمة.
وفي تحريض صريح على النشطاء المتفاعلين مع هذا الهاشتاج قال أديب "عدد كبير من هؤلاء النشطاء معروفون لدى الأجهزة الأمنية، فلماذا تتركهم ولا تعتقلهم أو على الأقل تغلق حساباتهم؟ مبررا مطالبته تلك بقوله إن "قلة الأدب" والإساءة للأشخاص غير مسموح بها في أي مكان في العالم، وضرب مثلا على ذلك بما فعله رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان عندما أغلق موقع تويتر بسبب الإساءة إليه.
ونقلت صحيفة المشهد عن مصدر بوزارة الداخلية قوله إن الوزير أصدر تعليمات مشددة بمراقبة الهاشتاج "المسيء" للسيسي، تمهيدا للقبض على جميع المشاركين به.
وأكد المصدر أن الداخلية تقوم حاليا بإعداد قائمة ببيانات المشاركين فى الهاشتاج يتضمن بياناتهم الشخصية لإلقاء القبض عليهم لاحقا، دون أن وضح كيف سيتم ملاحقة واعتقال ملايين الأشخاص المشاركين في الهاشتاج.
شخصيات شهيرة ومحافظة تشارك
وفي مفاجأة غير متوقعة، شاركت شخصيات مشهور عنها الرصانة والجدية في هاشتاج #انتخبوا_العر...، مثل رئيس وزراء ماليزيا الأسبق مهاتير محمد -الذي يجيد اللغة العربية إجادة تامة- حيث كتب على حسابه العربي على تويتر: "العر... هو حارس الرذيلة.. والرجل الخائن الجاسوس وأصلع الرأس من الأمام، مشكلة أن تجتمع كل هذه في شخص".
وفي السياق ذاته، كتب الناشط الحقوقي هيثم أبو خليل: "هاشتاج بسيط ينتقد السفاح في عبارة عبقرية وحقق عشرات الملايين في ساعات #انتخبوا_العر...
وكتب الدكتور باسم خفاجي رئيس حزب الفضيلة عبر تويتر: وقيل له بأحلامه ستحصل على ما لم يحصل عليه أحد، قطعا، لم يحدث في تاريخ البشر أن حصل مرشح رئاسي على ذلك اللقب، هاشتاج يحقق نبوءة".
وقال حمزة زوبع القيادي بجماعة الإخوان المسلمين "كفاية كده، ضميري مش راضي ينام #انتخبوا_العر...".
وقال الدكتور أحمد غانم الناشط السياسي المقيم في أمريكا "قلنا من قبل أن شعبية العر... السيسي هي شعبية مصطنعة وليست حقيقية وأن جزءا كبيرا من الشريحة التى تؤيده قل حماسها له، الإعلام يرسم صورة غير حقيقية للسيسي وهذا سبب خوفهم الشديد من هاشتاج "#انتخبوا_العر..." رغم امتلاكهم لكلاب إعلامية تعوى صباح مساء تمجيدا للعرص".
وتهكما على تصريحات السيسي عن حلم رآه منذ سنين بأنه سيأخذ ما لم يأخذه أحد قال مذيع قناة رابعة محمد جمال هلال: "هو محدش قاله في الحلم على إن اللي هيدهوله ده هيبقي لقب لم يأخذه عسكري من قبله إنه لقب العر... .. #انتخبوا_العر...".
كما شارك في الهاشتاج عشرات المشاهير الآخرين مثل المؤرخ محمد الجوادي والكاتب محمد القدوسي والمذيع زين العابدين توفيق وأنس حسن مؤسس شبكة رصد وعمرو عبد الهادي عضو جبهة الضمير، بالإضافة إلى صفحات إسلامية وثورية كبرى على فيس بوك.
الإهانة في كل مكان
ويقول النشطاء المشاركون في الحملة إن "الإهانة وإسقاط الهيبة" هي أولى خطوات إسقاط الأنظمة القمعية مثل النظام الذي يقوده السيسي، مبررين استخدام هذا اللفظ النابي بأنه يعبر عن خيانته للرئيس المنتخب وحمايته للأهل الفجور والمنافقين.
ولم تقتصر الحملة على استخدام الهاشتاج فقط، بل تحولت إلى واقع ملموس على الأرض حيث استخدمه معارضو الانقلاب ومعارضو ترشح السيسي للرئاسة في هتافاتهم أثناء المسيرات المؤيدة للشرعية التي خرجت بعد إعلان السيسي عن قراره بالترشح للرئاسة.
كما نظم شباب مناهضون للانقلاب حملة لإغراق جدارن البيوت والمواصلات العامة وحتى العملات الورقية في مصر بصورة قائد الانقلاب وتحته عبارة انتخبوا العر...
في هذا السياق يقول الناقد الرياضي د. علاء صادق: "هاشتاج "#انتخبوا_العر..." أيقظ العالم كله ليعرف رأى شعب مصر فى السيسي، أكثر من 100 مليون مصري وعربي أعلنوا رفضهم للقاتل".