مارست
الصحافة المصرية الصادرة السبت 29 آذار/ مارس 2014 دعاية مباشرة لترشيح عبدالفتاح
السيسي (قائد
الانقلاب) رئيسا للبلاد، متجاوزة القانون الذي لا يسمح بممارسة هذه الدعاية قبل إعلان فتح الباب رسميا أمام الانتخابات الرئاسية، وانطلاق الحملات الانتخابية.
وقد خلطت الصحف بين الإعلام والإعلان، والإخبار والدعاية، في وقت مارست فيه دعاية سوداء بحق المظاهرات الواسعة التي نظمها رافضو الانقلاب الجمعة، إذ حملتهم مسؤولية مقتل خمسة متظاهرين بينهم صحفية في اعتداء قوات الشرطة على المتظاهرين.
وكالعادة صنفت الصحف ما حدث على أنه "اشتباكات عنيفة بين قوات الأمن وعناصر جماعة الإخوان الإرهابية"، بينما هو -في واقع الأمر- اعتداء من قوات الأمن على المتظاهرين السلميين.
وفضلا عن ذلك لا يستطيع أحد ترجيح أن المتظاهرين هم من جماعة "الإخوان المسلمين" فقط.. لأنهم يمثلون شرائح المجتمع المصري كافة الرافضة للانقلاب.
والغريب أنه تم تحميل "الإخوان" مسؤولية مقتل هؤلاء الأبرياء، في تبرئة واضحة لقوات الشرطة، وانحياز سافر إليها، على حساب الحقيقة.
وقالت صحف إن القتلى أربعة برغم أن عددهم خمسة بنص بيان وزارة الداخلية.
والبداية من جريدة الأهرام، التي فاجأت الرأي العام بمانشيت دعائي على ثمانية أعمدة يقول: حملة السيسي تنطلق غدا تحت عنوان إعادة بناء مصر.. المرشح الرئاسي يعقد سلسلة لقاءات مع رؤساء الأحزاب وممثلي العمال والفلاحين.. اللقاء الأول بالإعلام المصري وأولوية كبيرة لشرح الصورة في الغرب.. خط ساخن لتلقي مبادرات الناخبين والرد الفوري على الانتقادات.
وأشارت الأهرام إلى أنه: غدا.. العليا تعلن الجدول الزمني للانتخابات.. مشيرة إلى أن اللجنة ستعلن مساء غد الأحد فتح باب الترشح للسباق الرئاسي..
وكي تبدو "الأهرام" محايدة أشارت إلى أن "صباحي يستدعي خطة "دا سيلفا" لمحاربة الفقر".. لكنها فعلت ذلك على مساحة مقتضبة بثلاثة أعمدة لا وجه لمقارنتها بمساحة خبر السيسي سالف الذكر.
وأشارت الأهرام أيضا إلى "استشهاد 4 بينهم صحفية بـ"الدستور" بسبب عنف الإخوان.. وهذه أول مرة تطلق فيها صحيفة مصرية لقب "استشهاد" على قتلى المظاهرات الاحتجاجية على الانقلاب العسكري.. كما يجذب النظر هنا تحميل المسؤولية لـ"عنف الإخوان"!
وغير بعيد جاء مانشيت الجمهورية كالتالي: مسيرات مؤيدة ومعارضة في الجمعة الأولى لإعلان ترشح السيسي.. 4 قتلى بينهم صحفية في اشتباكات الإخوان والأمن بعين شمس.. احتفالات بميدان التحرير.. وحرق 4 سيارات بالمنيا وأسيوط والغربية.
وذكرت الجمهورية أن: اللجنة الرئاسية تجتمع اليوم وغدا لوضع الترتيبات النهائية لفتح الترشح.. حمدان فهمي (رئيس اللجنة): قيد من خرجوا من الجيش والشرطة وبينهم السيسي.
ونقلت الجمهورية أيضا عن عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون تصريحه لها بأن: إعلام الشعب لا ينحاز لمرشح على حساب آخر.. مشيرا إلى أن "بيان المشير السيسي أعقبناه بتقرير عن صباحي"!
ويلاحظ هنا إطلاق وصف المشير على السيسي برغم خروجه من الخدمة، وكان يجب قصر هذا الوصف على الموجودين في الخدمة، وعدا ذلك فالسيسي مواطن عادي كغيره من المواطنين.
وجاء مانشيت الشروق دعائيا لصالح السيسي، وضد المعارضين للانقلاب، كالتالي: الإخوان يلطخون ترشيح السيسي بالدم.. مقتل 5 مواطنين بالقاهرة بينهم صحفية بالدستور.. وإصابة 17 وضبط 89 من أنصار المعزول.
وبدأت المقدمة كالتالي: "أصرت جماعة الإخوان على التصعيد ونشر الفوضى خلال تظاهراتها التي نظمتها أمس ردا على قرار المشير عبدالفتاح السيسي الترشح لانتخابات الرئاسة حيث لقي 5 أشخاص مصرعهم، بينهم صحفية بجريدة الدستور، خلال الاشتباكات بين عناصر الجماعة وقوات الأمن بمنطقة عين شمس".
وأبرزت الشروق أن: "السيسي يجتمع بأعضاء حملته الانتخابية في حضور موسى اليوم.. العليا والداخلية تضعان اللمسات الأخيرة لانتخابات الرئاسة".
ومن جهتها، قالت المصري اليوم في مانشيتها -باللون الأحمر-: سباق الرئاسة ينطلق خلال ساعات بالسيسي وصباحي.. مصادر: فتح باب الترشح الإثنين والانتخابات نهاية مايو.. والشهر العقاري نستعد للتوكيلات.
وهو تناقض صارخ أن يبدأ سباق الرئاسة خلال ساعات.. بينما يتم فتح باب الترشح بعد يومين.
وكنوع من الدعاية، ومحاولة تأسيس شعبية للسباق الرئاسي، قالت المصري اليوم -مع صورة لمسيرة مؤيدة للسيسي في التحرير أمس-: شخصيات أمنية وعسكرية في حملة المشير.. عمرو موسى وسيف اليزل وأحمد جمال الدين وخالد يوسف وعمرو الشوبكي وعبدالجليل مصطفى أبرز المشاركين في الحملة.
وفي المقابل، ومع صورة وقفة مؤيدة لصباحي قي مدينة دسوق أمس الأول، كما قالت المصري اليوم، ذكرت أن: سلاسل بشرية لحملة صباحي بجميع المحافظات.. معصوم مرزوق: طلبنا من ماسبيرو إلقاء كلمة أسوة بالسيسي.. ونستعد لحملة طرق الأبواب.
وأضافت المصري اليوم أيضا: مقتل 5 بينهم صحفية بالدستور في اشتباكات دامية.. الإخوان يردون على ترشح السيسي بالرصاص عشوائيا في عين شمس.
ويلاحظ هنا حجم التلفيق، إذ إنه لو كانت المظاهرات تبتغي العنف لما خرج مرتكبوها أو ناووها في مظاهرات أصلا.. ذلك أن أي إرهابي لا يشارك في مظاهرة كي يقتل، وإنما يقتل دون حاجة إلى مظاهرة يشارك فيها.
على أنه يلاحظ أن المصري اليوم تترفع عن وصم الإخوان بالجماعة الإرهابية وإنما تذكر اسم الإخوان مجردا في الغالب الأعم، وهو ما لا تفعله أي صحيفة مصرية أخرى.
أما مانشيت صحيفة "الوطن" فجاء كالتالي: معارك ودماء على أرض الرئاسة.. مقتل 5 في اشتباكات بين الأمن والإخوان في عين شمس.. وشهود عيان: أنصار الجماعة اغتالوا ميادة وماري.
ومع المانشيت السابق نشرت الوطن صورة لفتاة وشباب يهرولون، وتحتها تعليق يقول: أنصار الجماعة الإرهابية أثناء الاشتباكات مع قوات الأمن!
ومع صورة أخرى لمؤيدي السيسي يحتشدون في القائد إبراهيم بالإسكندرية أمس، جاء التقرير الثاني في الوطن كالتالي: السيسي ينتهي من تشكيل اللجنة الاستشارية لحملته.. ويضع قائمة "المهام والتكليفات".
وتلا ذلك تقرير آخر مع صورة لحملة حمدين صباحي "تبدأ دعمه بسلاسل بشرية أمس". وقال التقرير: حملة صباحي تنزل للشارع بسلاسل بشرية ترفع شعارات ثورتي يناير ويونيو وصور الشهداء.
وفي استمرار لتشويه صورة الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي قالت الوطن: مرسي يصرخ: سأكتب مذكراتي وأفضح المشير.. المعزول: سيناريو 1954 يحدث حاليا والغرب لن يسكت.. والفوضى ستكون كبيرة. (ينسب التقرير مزاعمه إلى مصادر مجهولة هي "مصادر أمنية")!
وغير بعيد، قالت اليوم السابع: السيسي في جداول الناخبين.. حملة المشير تضم موسى والشوبكي ويوسف مستشارين.. ووضع الخطوط العريضة للدعاية الانتخابية.. والنور يحسم موقفه بدعم السيسي.
ونقلت اليوم السابع عن وزير الداخلية محمد إبراهيم قوله -في حواره معها-: جاهزون لتأمين الانتخابات الرئاسية. وقالت أيضا: الشهيدة الصحفية ميادة أشرف.. اختطفها الإخوان 2013 وقتلوها 2014!
وحول مظاهرات الجمعة قالت اليوم السابع: مظاهرات الإرهابية تفشل في أول جمعة بعد ترشح السيسي.. الإخوان يقطعون الطريق بمدينة نصر.. والقبض على 5 بالمولوتوف بالإسكندرية.. وقنبلة في شبرا.
وزعمت اليوم السابع في المقدمة أنه: "فشلت جماعة الإخوان الإرهابية في الحشد ضد إعلان المشير عبدالفتاح السيسي ترشحه لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة، كما هددت في بياناتها الأسبوع الماضي، حيث شهدت القاهرة والجيزة تظاهرات محدودة للغاية، على الرغم من وقوع بعض المصادمات"!
وغير بعيد قالت الوفد: فتح باب الترشح للرئاسة الإثنين.. وتابعت: استمرار الاحتفالات بالشوارع ترحيبا بترشح السيسي، وذلك مع نشرها صورة لـ"جانب من احتفالات المصريين بترشح السيسي في الإسكندرية".. و"الإرهابية تفشل في إفساد أفراح المصريين".. وذلك مع صورة لعناصر الأمن، وهي تصطحب شابا أعزل بتعليق يقول: "الأمن يلقي القبض على متطرف يثير الشغب في شوارع الهرم"!
وفيما احتفلت جريدة التحرير بعددها الألف، نشرت أخبار اليوم عددا من الأخبار بالصفحة الأولى كالتالي:
طوارئ لإقرار إجراءات
انتخابات الرئاسة.
استشهاد أربعة مواطنين على أيدي عناصر الإخوان.
52 دولة تدعم مصر ضد الإرهاب.. السعودية تتبنى مبادرة في مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان لمكافحة العنف.. البيان السعودي أكد دعم مصر وشعبها في حربها ضد الإرهاب.
كما نقلت الجريدة عن الصحفي الكويتي أحمد الجار الله قوله: "السيسي يتمتع بمواصفات الزعيم".