ترى صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" أن زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلى
السعودية تأتي في وقت يمر فيه الشرق الأوسط بمعركة حول مصير "
الإسلام السياسي"، وقالت إن بإمكان أوباما سؤال مضيفيه السعوديين عن طبيعة الحكم وما هي أفضل أشكاله مناسبة للمسلمين، هل هو الحكم الديني، أم العلماني، أم الديكتاتوري، أم الملكي، أم الديمقراطي.
وتطرح الصحيفة الموضوع من زاوية الأحداث التي مرت على المنطقة العربية خلال الأعوام الثلاثة منذ الربيع العربي. حيث أشارت إلى الأشكال الحاكمة في المنطقة العربية، من إيران الإسلامية إلى مصر الديكتاتورية العلمانية والسعودية الملكية وأخيرا تركيا وتونس الديمقراطية.
وسبب تعدد أساليب الحكم هو أن سكان المنطقة لم يتفقوا بعد على تعريف للإسلام السياسي، وما هو دور المؤسسة الدينية في الحياة المدنية. وتعتقد "ساينس مونيتور" أن الجواب على هذا السؤال كفيل بحل الكثير من الصراعات الكبرى. ومن هنا تأتي زيارة أوباما في وقت استهدفت فيه السعودية ومصر جماعة الإخوان المسلمين، فيما تنحدر فيه تركيا نحو الشمولية أما إيران فيبدو أنها تخفف من حدة ثورتها الإسلامية.
وأدى العنف في كل من العراق وسوريا لجذب حركات متشددة مثل القاعدة. وفي الوقت الذي تحفل فيه أجندة محادثات الرئيس أوباما بالكثير من الموضوعات الهامة مثل سوريا والأزمة الإنسانية فيها والملف النووي الإيراني والمحادثات الفلسطينية- الإسرائيلية، ولكنه لا يستطيع أن يتجاهل الصدام المتصاعد حول الإسلام السياسي، خاصة أن السعودية في مركز هذا النقاش.
وأشارت الصحيفة تحديدا إلى قرار الحكومة السعودية في 7 آذار/مارس الحالي والذي شنت فيه حربا على كل الجماعات السنية والشيعية التي تدعو للإسلام السياسي. كما دعت السعودية كل المقاتلين من أبنائها في سوريا العودة للبلاد في فترة أسابيع. وقطعت المملكة علاقتها مع دولة قطر بسبب دعم الأخيرة للإخوان المسلمين والجماعات المقاتلة في سوريا.
وأشارت هنا لتصريحات الأمير مقرن، نائب رئيس الوزراء أن السعودية "تقاتل ضد كل شيء يهدف لزعزعة النسيج الوطني ويضر بالاعتدال الإسلامي". وتقول أن المفارقة الصارخة هي أن شرعية الحكم المدني لحكام السعودية تستند على الدعم من الجماعات الإسلامية المحافظة، أي الوهابية والتي تتسم بالتشدد في تطبيق القواعد الاجتماعية خاصة تجاه المرأة.
وعليه فالعائلة السعودية الحاكمة معرضة للاتهام بأنها تصادق على الإسلام السياسي، في الوقت الذي تقدم فيه الملايين للجنرالات المصريين لقمع الإخوان المسلمين.
وتعتقد الصحيفة أن واحدا من الأسباب التي تجعل السعودية تقوم بالقمع هو مخاوفها من تراجع الدعم الأمريكي لها في وقت تتجه فيه
الولايات المتحدة نحو آسيا وتدير مفاوضات مع إيران حول الملف النووي.
وهناك سبب آخر له علاقة بمخاوف العائلة المالكة من الحركات الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة وهي التي قد تتحدى شرعية الحكم السعودي. ومن أجل فهم طبيعة الحكم الإسلامي هناك حاجة كما تقول لفحص معانيه في محكمة الرأي العام، مشيرة لتجربة الإخوان في مصر والتي أدت لاحتجاجات شعبية، وتونس التي انتهت نتيجة مغايرة حيث تخلت حركة النهضة طوعا عن السلطة.
ولأن مفهوم الإسلام السياسي بنسخه المتعددة بدأت في عشرينات القرن الماضي حيث استطاعت المنطقة التخلص من العثمانيين والاستعمار والحكام الديكتاتوريين، وأصبح الإسلام السياسي في مركز النقاش منذ عام 2011 ولهذا تقترح على أوباما أن يطرح الفكرة مع السعوديين ويحاول فهم ماهية الحكم المناسب للمنطقة.