عالم موريتاني: "التطعيم نشأ على أيدي المسلمين"

قال الشيخ "عبد الله بن بيه" أن هناك من الأفارقة من يعتقدون خطأ أن الإسلام يحرم تطعيم الأطفال.  

وخلال ندوة دينية للتوعية الصحية عقدت مساء الاثنين في داكار، أشار عالم الدين الموريتاني إلى أن "التلقيح قد ولد في أرض مسلمة ونشأ على يد المسلمين"، داعياً رجال الدين المسلمين في القارة السمراء إلى الدفع نحو تحصين الأطفال عبر التطعيم . وقال: إن "الإسلام يبيح تقديم الرعاية التي يحتاجها الأطفال، على عكس ما  يعتقده عديد الأفارقة". 

وذكّر الشيخ خلال الندوة أن "لايدي ماري وورتلي مونتاغو، وهي بريطانية كانت اشتغلت في السفارة البريطانية في تركيا عند النصف الأول من القرن 18، لاحظت أن لدى الأتراك مناعة ضد مرض الجدري".

وأوضح الشيخ "عبد الله بن بيه" في هذا السياق أن "لايدي ماري وورتلي مونتاغو كانت دعت عند عودتها من تركيا سنة 1717 إلى بلادها، انجلترا، إلى ممارسة تقنية التطعيم ضد الجدري التي كانت سائدة وقتها ومنتشرة بكثرة بالامبراطورية العثمانية".   

وأشار عالم الدين الذي تحدث مخاطباً جمعاً من 200 شخص ما بين رجال دين و مسؤولين في القطاع الصحي في السنغال إلى أن :"أبناء الدبلوماسية البريطانية كانوا ولمدة قرون يشعرون بنوع من الحذر تجاه تطعيم الأطفال"، لكن "الأمور انقلبت لاحقاً وانتقل الحذر ليستقر في العالم الإسلامي".   

وأرجع الشيخ الموقفيْن أعلاه إلى الجهل الذي "يقف وراء كل الشرور" على حد تعبيره.

كما أورد الشيخ في سياق كلامه حديثاً نبوياً يقول أن النبي محمد (صلعم) قد قال: "تَدَاوَوْا عِبَادَ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُنْزِلْ دَاءً إِلا أَنْزَلَ مَعَهُ شِفَاءً".  

ويمثل هذا الحديث النبوي حسب الشيخ، "دعوة صريحةً للتداوي والعلاج ولكنه يحث أيضاً على البحث العلمي". 

واعتبر من جهة أخرى أن دور العلماء (رجال الدين) كبير في توعية الناس الذين يعيشون في أوساط تعاني  "من رؤية محدودة للأمور".   

وأكد الشيخ "عبد الله بن بيه" على  أن: "هذه التصرفات التي تشكو من قصر نظر تروجها مجموعات ليس لها أي احترام للحياة البشرية. فيجب على العلماء محاربة هذه النظرة الظلامية والتأكيد على أن الإسلام يجرّم منع الإنسان من  الحصول على خدمات لتحسين ظروفه".  

الشيخ "عبد الله بن بيه" هو أستاذ بجامعة الملك عبد العزيز في جدة والرئيس المؤسس لـ "المركز العالمي للتجديد والترشيد" ومقره لندن.

 كما أنه عضو في عديد المنظمات والمجالس من بينها "المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث، "مجلس العلماء" التابع للـ "منظمة المؤتمر الإسلامي" و"الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين" الذي تولى ضمنه منصب نائب الرئيس حتى استقالته في سبتمبر/أيلول 2013.

يشار إلى أن العديد من اهالي منطقتي "كانو" و "زامفارا" (شمالي نيجيريا) المسلمتان قد منعتا مؤخرا السلطات الصحية للبلاد من تطعيم الصغار ضد شلل الأطفال بدعوى الخوف من نشر المنظمات الأجنبية الشريكة في حملة التطعيم، فيروس  يسبب العقم عبر الحقن.