نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" البريطانية، مقالا يوضح فيه كاتبه أن
الإخوان المسلمين هم الذين يستحقون لقب أبطال العام 2013 في الدفاع عن
الديمقراطية.
وفي نظرة تأملية، يقول الكاتب بريندان أونيل: "إذا نظرنا إلى الوراء وعلى مدار العام 2013؛ لنعثر على الشخص أو التنظيم الذي قام بمعظم الجهد للحفاظ على المثل العليا للديمقراطية والحرية، والذي يجب أن يفوز بالجائزة الكبرى لدفاعه عن الحقوق الديمقراطية في مواجهة الاستبداد وإنهاء الحكم الفردي الاستبدادي، فإني لا أستطيع أن أصدق نفسي وأنا على وشك القول، إنها جماعة الإخوان المسلمين، أو على الأقل مؤيدوها في
مصر".
ويرى الكاتب في مقاله تحت عنوان "الإخوان المسلمون، أمر يصعب تصديقه"، أنه "أكثر من أي مجموعة من البشر على وجه المعمورة.. جازفت الجماهير المصرية المؤيدة للإخوان المسلمين بالتضحية بأرواحها وبأجسادها عام 2013، في محاولة للحفاظ على المبدأ القائل إن من حق أفراد الشعب أن يختاروا قادتهم السياسيين".
ويتابع الكاتب: "مضت ستة شهور على الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس مرسي، ومازال زعماء الغرب صامتين صمت أصحاب القبور، وكذا هو حال كثير من المراقبين الليبراليين تجاه ذلك الزلزال السياسي، الذي يعتبر من وجهة نظري أسوأ عدوان صارخ وصادم على الديمقراطية خلال عام 2013 بأسره".
ويهاجم الكاتب رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، ويقول إنه "قضى عشرة أعوام بائسة في رئاسة الحكومة البريطانية يلقي بمواعظه المملة ضد أي نظام أجنبي لم يحترم الديمقراطية وحقوق الإنسان، وهو الآن أشبه بالناطق الإعلامي للمستبدين الجدد في مصر".
وفي تقييمه لشخص بلير، يقول: "كم هو منافق هذا الإنسان الذي اشتاط غضبا ضد النظام المستبد المعادي للديمقراطية في العراق، وأرسل طائراته لتقصفه بينما تراه يكيل المديح للاستبداد في مصر.
لا يمكن من الآن فصاعدا أخذ أي شيء يقوله هذا الرجل عن الديمقراطية على محمل الجد".
ويخلص الكاتب إلى أن "القادة الغربيين والنشطاء الليبراليين، فشلوا في اتخاذ وقفة جادة ضد هذه التوجهات المعادية لليبرالية في مصر، التي أدت إلى تحطيم الديمقراطية فيها، ما يفضح زيف التزامها المعلن بحقوق الإنسان".
ويضيف: "لعل أعظم أهداف
الليبرالية العالمية التي تم تحققها إلى الآن في القرن الحادي والعشرين، في الوقت الذي كانت فيه القوى الليبرالية تهز أكتافها استهجانا لما حدث في عام 2013، أنها سمحت لجماعة الإخوان المسلمين، بأن ترتدي عباءة الوصي العالمي على الديمقراطية والحرية للناس جميعا".
ويوضح أنه "ليس من الصعب أن نكشف أسباب تفادي القوى الليبرالية الغربية الوقوف إلى جانب أولئك الذين يقاتلون من أجل حقوقهم الديمقراطية في مصر. إنها ببساطة تتلخص في أنهم إسلاميون، ومعروف أن الكثيرين من الناس لا يحبون الإسلاميين".
ويعترف الكاتب صراحة: "أنا بالتأكيد لا أحبهم. ولكن هذا ليس بيت القصيد. فالديمقراطية الحقيقية والليبرالية الحقيقية يجب أن تكونا متناغمتين، مع الاعتراف بأن الجميع - بغض النظر عن آرائهم السياسية - لهم الحق في اختيار قادتهم وفي التعبير والاحتجاج".
ويختم بالقول، إنه "بعد أحداث عام 2013، فإن أيا من أوباما أو بلير أو غيرهم من الزعماء والمفكرين الغربيين، يعمد إلى انتقاد أو إدانة أي من الأنظمة الأجنبية المعادية لليبرالية والديمقراطية، فإنه سيعطي المبرر لتلك الأنظمة بأن تضحك عليه في وجهه. ولمعلوماتكم: أود أنا أيضا أن أضحك معهم".