أكد الأمين العام لـ "
الحزب الإسلامي" في
العراق إياد السامرائي أن المشروع الإسلامي يحمل في مكوناته ومنهاجه عوامل البقاء والاستمرارية بشكل يميزه عن غيره، كونه يرتكز على شريعة ربانية خالدة، ومبادئ وأحكام صالحة لكل زمان ومكان ، مثلما أن الكثيرين يجدون انفسهم يميلون بفطرتهم إليه كونه يعبر عن هويتهم الحقيقية، ويلامس جانب الإيمان في النفوس والعقول شديد التأثير.
ورأى السامرائي في مقال له اليوم الجمعة (21|3) نشره القسم الإعلامي للحزب الإسلامي في العراق، أن ما يسمى اليوم بـ "
الإسلام السياسي" بات يمثل ظاهرة عالمية مثار اهتمام كافة الأطراف، فهو وعلى الرغم من كل التحديات والمخاطر والسياسيات (وآخرها الانقلاب على الشرعية في مصر) لا زال قوياً قادراً على البقاء والمواصلة، وهو أمر ليس بوسع أحد إيقافه كونه مرتبطاً بوجود هذا الدين القيم وبلا مبالغة.
وأضاف: "ألاحظ بشكل واضح أن البعض ينظر بريبة إلى كل مشروع إسلامي ويحاول الطعن فيه أو صرف الناس عنه تحت ذريعة بعض التجارب التي أصابها الإخفاق أو الشخوص الذين لم يكونوا على مستوى المسؤولية، وهذا منهج خطأ في التعامل مع المسائل، ففي كل توجه ثمة متطرفون ومعتدلون، ناجحون وفاشلون، أصحاب تفاني ومقابلهم الساعون نحو مصالحهم، فلماذا يحمل التوجه الإسلامي فقط تبعات تصرفات أفراده (وكثير منها تعبير عن فهم وسلوك شخصي) ويبرأ العلمانيون على اختلاف عناوينهم من ذلك؟!".
وأشار السامرائي إلى أن المشروع الإسلامي بحاجة إلى مراجعة وتقويم من أجل تلافي الإخفاقات والسلبيات، وإلى وضع خطط وتصورات قابلة للتطبيق مرحليا وإستراتيجيا، وقال: "أقول هذا الكلام اليوم وأنا لا زلت احمل روح التفاؤل والقناعة المطلقة أن المشروع الإسلامي هو السبيل الحقيقي لنهضة الوطن والأمة لأنه يحقق متطلبات الهوية من جهة، ويضع الأسس الراسخة لانطلاقة ونهضتهما من جهة أخرى، ولعل ذلك سر شعارنا في الحزب الإسلامي العراقي (مشروع للنهضة)".
وأضاف: "أما الإخفاقات، فيعلمنا التاريخ أنها نقطة الانطلاق نحو الواقع الجديد، والحركات الإسلامية مدعوة اليوم لجعل كل لحظة تراجع عنوان بداية جديدة، وليست العبرة بالثبات على المشروع فحسب، وإنما النجاح في التوسع والامتداد، وكلي ثقة أن الإسلاميين قادرون على ذلك بفعل نقاط القوة وفرص النجاح التي يستطيعون من خلالها تذليل الصعوبات، ومواجهة التهديدات مهما تكن أحجامها"، على حد تعبيره.